بيروت -(أ ف ب): التقى قائد القيادة الوسطى الأمريكية (سنتكوم) مايكل كوريلا عددا من قادة قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق البلاد، مؤكدا ضرورة إعادة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الأجانب إلى أوطانهم، وسط استمرار المعارك مع قوات مدعومة من أنقرة.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، على عشرات السجون والمخيمات التي تؤوي آلاف الجهاديين ومشتبه فيهم مع عوائلهم ومن بينهم أجانب في سوريا. وذكر بيان للقيادة أن الجنرال كوريلا التقى قادة عسكريين أمريكيين وآخرين في قوات سوريا الديمقراطية الخميس «للحصول على تقييم» للجهود الرامية إلى هزيمة تنظيم الدولة ومنع عودته الإقليمية، فضلاً عن «الأوضاع المتطورة في سوريا».
وشكلت قوات سوريا الديموقراطية، المدعومة من التحالف الدولي ضد الجهاديين بقيادة واشنطن، رأس حربة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية وتمكنت من دحره من آخر مناطق سيطرته في عام 2019. وقالت القيادة الوسطى الأمريكية إن كوريلا زار مخيم الهول الذي يؤوي أكثر من 40 ألف شخص، أكثر من نصفهم من الأطفال، وفق الأمم المتحدة. وتفرض القوات الكردية إجراءات أمنية مشددة على قسم خاص يؤوي الأجانب من عائلات التنظيم.
وأضافت «دون جهود دولية لإعادة التوطين وإعادة التأهيل وإعادة الإدماج»، فإن مثل هذه المعسكرات «قد تؤدي إلى جيل قادم» من عناصر التنظيم المتشدد. وأشارت إلى أن 9000 معتقل إضافي من تنظيم الدولة الإسلامية «من أكثر من 50 دولة مختلفة لا يزالون في أكثر من اثني عشر مركز احتجاز تحرسه قوات سوريا الديمقراطية في سوريا».
وتنظر تركيا وهي حليف رئيسي للإدارة السورية الجديدة، إلى قوات سوريا الديمقراطية ومكونها الرئيسي وحدات حماية الشعب، التي تصنفها «إرهابية»، على أنها امتداد لحزب العمال الكردستاني على الرغم من أنهم حلفاء مهمون لواشنطن في القتال ضد جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية. وكانت تركيا تهدد بشن عملية عسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية، ما دفع الولايات المتحدة إلى بذل جهود دبلوماسية واسعة النطاق لتجنب مواجهة كبرى وسط القتال المستمر.
وأسفرت اشتباكات متواصلة بين قوات سوريا الديمقراطية وفصائل سورية موالية لأنقرة في ريف منبج (شمال) رغم إعلان هدنة بوساطة أمريكية، عن مقتل أكثر من 401 شخص منذ 12 ديسمبر، معظمهم من المقاتلين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأعربت أنقرة عن رغبتها في مساعدة الإدارة السورية الجديدة وتقديم «الدعم العملياتي في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية»، وعرضت تقديم المساعدة اللازمة للحكومة الجديدة «لإدارة المخيمات والسجون» حيث يحتجز آلاف الجهاديين وعائلاتهم ويديرها مقاتلون أكراد في سوريا.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت قوات سوريا الديمقراطية إنها أجرت محادثات مع السلطات السورية الجديدة. ورفع الأكراد السوريون، بعد هزيمة الأسد، علم الاستقلال الذي تعتمده فصائل المعارضة، على مؤسساتهم، في بادرة حسن نية تجاه السلطة الجديدة، في خطوة رحّبت بها واشنطن.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك