العدد : ١٧٠٩٩ - الأربعاء ١٥ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٩٩ - الأربعاء ١٥ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ رجب ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

رئيس الحكومة المكلف: يداي ممدودتان إلى جميع الأفـرقـاء فـي لبـنـان للانطلاق في مهمة الإنقاذ

الأربعاء ١٥ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

بيروت‭ - (‬وكالات‭ ‬الأنباء‭): ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬اللبنانية‭ ‬المكلف‭ ‬نواف‭ ‬سلام‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء‭ ‬أن‭ ‬يديه‭ ‬‮«‬ممدودتان‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬الأفرقاء‭ ‬للانطلاق‭ ‬في‭ ‬‮«‬مهمة‭ ‬الإنقاذ‭ ‬والإصلاح‮»‬،‭ ‬عشية‭ ‬بدئه‭ ‬استشارات‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬السياسية‭ ‬لتأليف‭ ‬حكومته،‭ ‬في‭ ‬مهمة‭ ‬لا‭ ‬يُتوقع‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سهلة،‭ ‬مع‭ ‬امتناع‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬وحليفته‭ ‬حركة‭ ‬أمل‭ ‬عن‭ ‬تأييده‭. ‬وتنتظر‭ ‬حكومة‭ ‬سلام‭ ‬الذي‭ ‬وعد‭ ‬ببدء‭ ‬‮«‬فصل‭ ‬جديد‮»‬‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬تحديات‭ ‬عدة‭ ‬من‭ ‬تثبيت‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬بين‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬وإسرائيل‭ ‬بعد‭ ‬حرب‭ ‬مدمرة‭ ‬وإعادة‭ ‬الإعمار،‭ ‬إلى‭ ‬إصلاحات‭ ‬اقتصادية‭ ‬ملحة‭ ‬تحتاج‭ ‬إليها‭ ‬البلاد‭ ‬الغارقة‭ ‬في‭ ‬انهيار‭ ‬اقتصادي‭ ‬متماد‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭. ‬وفي‭ ‬أول‭ ‬كلمة‭ ‬عقب‭ ‬وصوله‭ ‬إلى‭ ‬بيروت‭ ‬ولقائه‭ ‬رئيسي‭ ‬الجمهورية‭ ‬جوزيف‭ ‬عون‭ ‬والبرلمان‭ ‬نبيه‭ ‬بري‭ ‬قال‭ ‬سلام‭ ‬للصحفيين‭ ‬من‭ ‬القصر‭ ‬الرئاسي‭: ‬‮«‬أصغيت‭ ‬بالأمس‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الهواجس‭ ‬التي‭ ‬أثيرت‭.. ‬جوابي‭ ‬أنني‭ ‬بفطرتي‭ ‬وتكويني‭ ‬وممارستي‭ ‬السياسية‭ ‬لست‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬الاقصاء‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬الوحدة،‭ ‬ولست‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬الاستبعاد‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬التفاهم‭ ‬والشراكة‭ ‬الوطنية‮»‬‭. ‬وتابع‭: ‬‮«‬يداي‭ ‬الاثنتان‭ ‬ممدودتان‭ ‬للانطلاق‭ ‬سويا‭ ‬في‭ ‬مهمة‭ ‬الانقاذ‭ ‬والاصلاح‭ ‬وإعادة‭ ‬الإعمار‮»‬‭. ‬وأوضح‭ ‬سلام‭ ‬أنه‭ ‬سيتعين‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬التي‭ ‬يشكلها‭ ‬‮«‬وضع‭ ‬برنامج‭ ‬متكامل‭ ‬لبناء‭ ‬اقتصاد‭ ‬حديث‭ ‬ومنتج‮»‬،‭ ‬متعهدا‭ ‬بالعمل‭ ‬لقيام‭ ‬‮«‬دولة‭ ‬قادرة‭ ‬وعادلة‮»‬‭. ‬وكلف‭ ‬عون‭ ‬يوم‭ ‬الإثنين‭ ‬الماضي‭ ‬سلام‭ ‬برئاسة‭ ‬الحكومة،‭ ‬بعد‭ ‬نيله‭ ‬تأييد‭ ‬84‭ ‬نائبا‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬128‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬البرلمان،‭ ‬في‭ ‬تطوّر‭ ‬يؤكد‭ ‬التغيير‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬نتيجة‭ ‬تراجع‭ ‬موقع‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يتحكّم‭ ‬بمفاصل‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭. ‬وامتنعت‭ ‬كتلتا‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬وحليفته‭ ‬أمل‭ ‬بزعامة‭ ‬بري‭ ‬عن‭ ‬تأييده،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تسمي‭ ‬مرشحا‭ ‬آخر،‭ ‬بعدما‭ ‬كانتا‭ ‬داعمتين‭ ‬لوصول‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬السابق‭ ‬نجيب‭ ‬ميقاتي،‭ ‬وأعرب‭ ‬رئيس‭ ‬كتلة‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬البرلمانية‭ ‬النائب‭ ‬محمّد‭ ‬رعد‭ ‬يوم‭ ‬الإثنين‭ ‬عن‭ ‬أسفه‭ ‬‮«‬لمن‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يخدش‭ ‬اطلالة‭ ‬العهد‭ ‬التوافقية‭ ‬مرة‭ ‬جديدة‮»‬‭. ‬

وتابع‭: ‬‮«‬الآن‭ ‬نقول‭ ‬بكل‭ ‬بساطة‭ ‬وبكل‭ ‬هدوء‭ ‬أعصاب‭ ‬من‭ ‬حقهم‭ ‬أن‭ ‬يعيشوا‭ ‬تجربتهم‭ ‬ومن‭ ‬حقنا‭ ‬أن‭ ‬نطالب‭ ‬بحكومة‭ ‬ميثاقية،‭ ‬لأن‭ ‬أي‭ ‬سلطة‭ ‬تناقض‭ ‬العيش‭ ‬المشترك‭ ‬لا‭ ‬شرعية‭ ‬لها‮»‬،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬واضحة‭ ‬الى‭ ‬قبول‭ ‬الحزب‭ ‬بالأمر‭ ‬الواقع‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬تسمية‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬وتمسكه‭ ‬بأن‭ ‬يشارك‭ ‬في‭ ‬عضويتها‭. ‬

وجاء‭ ‬تكليف‭ ‬سلام،‭ ‬وهو‭ ‬دبلوماسي‭ ‬مخضرم‭ ‬يرأس‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬لاهاي،‭ ‬بعد‭ ‬أربعة‭ ‬أيام‭ ‬على‭ ‬انتخاب‭ ‬عون‭ ‬رئيسا،‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬ضغوط‭ ‬خارجية،‭ ‬أعقبت‭ ‬تغيّر‭ ‬موازين‭ ‬القوى‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬نكسات‭ ‬مني‭ ‬بها‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬مواجهته‭ ‬الأخيرة‭ ‬مع‭ ‬اسرائيل‭ ‬وسقوط‭ ‬حليفه‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬المجاورة‭. ‬

ودعمت‭ ‬سلام‭ ‬كتل‭ ‬معارضة‭ ‬لحزب‭ ‬الله‭ ‬ونواب‭ ‬مستقلون،‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬كتلتي‭ ‬الزعيم‭ ‬الدرزي‭ ‬وليد‭ ‬جنبلاط‭ ‬والتيار‭ ‬الوطني‭ ‬الحر‭ ‬برئاسة‭ ‬النائب‭ ‬جبران‭ ‬باسيل،‭ ‬حليف‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬السابق‭. ‬

ويعتبر‭ ‬المحلل‭ ‬السياسي‭ ‬كريم‭ ‬بيطار‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يقلق‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬إزاء‭ ‬سلام‭ ‬هو‭ ‬‮«‬أنه‭ ‬قانوني،‭ ‬ملتزم‭ ‬للغاية‭ ‬بسيادة‭ ‬القانون‭ ‬واحترام‭ ‬المؤسسات،‭ ‬وكانوا‭ ‬يميلون‭ ‬إلى‭ ‬اعتباره‭ ‬ربما‭ ‬مفرطا‭ ‬في‭ ‬الميل‭ ‬نحو‭ ‬الغرب‮»‬‭.  ‬ورأى‭ ‬سلام‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أهم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬نواجهها‭ ‬اليوم‭ ‬هي‭ ‬التصدي‭ ‬لنتائج‭ ‬العدوان‭ ‬الأخير‮»‬،‭ ‬متعهدا‭ ‬بإعادة‭ ‬بناء‭ ‬ما‭ ‬تدمّر‭ ‬جراء‭ ‬الحرب‭ ‬بين‭ ‬اسرائيل‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬لبنان‭ ‬وشرقه‭ ‬وفي‭ ‬بيروت‭. ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬الاعمار‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬وعد،‭ ‬بل‭ ‬التزاما،‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬العمل‭ ‬الجاد‭ ‬على‭ ‬التنفيذ‭ ‬الكامل‭ ‬للقرار‭ ‬1701‭ ‬وكافة‭ ‬بنود‭ ‬اتفاق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وفرض‭ ‬الانسحاب‭ ‬الكامل‭ ‬للعدو‭ ‬من‭ ‬آخر‭ ‬شبر‭ ‬محتل‭ ‬من‭ ‬أراضينا‮»‬‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬لا‭ ‬أمن‭ ‬ولا‭ ‬استقرار‭ ‬لبلادنا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ذلك،‭ ‬وهذا‭ ‬يقتضي‭ ‬العمل‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬بسط‭ ‬سلطة‭ ‬الدولة‭ ‬اللبنانية‭ ‬على‭ ‬كامل‭ ‬أراضيها‭ ‬بواسطة‭ ‬قواها‭ ‬الذاتية‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا