لوس أنجلوس - (وكالات الأنباء): قضى ما لا يقل عن 16 شخصا في الحرائق المستعرة منذ أيام عدة في لوس أنجلوس والتي امتدت إلى مناطق كانت بمنأى من النيران. وتواصل لوس أنجلوس إحصاء الضحايا مع ارتفاع عدد القتلى مساء السبت إلى 16 قتيلا بعدما كانت حصيلة سابقة تشير إلى 11 ضحية.
وشن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أمس الأحد هجوما جديدا على المسؤولين في ولاية كاليفورنيا، في وقت يواصل رجال الإطفاء مكافحة الحرائق المستعرة في لوس أنجلوس. وكتب ترامب على شبكته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشل» أن «الحرائق لا تزال مشتعلة في لوس أنجلوس. والسياسيون غير الأكفاء ليس لديهم أي فكرة عن كيفية إخمادها». وأضاف «أنها واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخ بلادنا. إنهم يعجزون ببساطة عن إخماد الحرائق. ماذا جرى لهم؟» مشيرا إلى أن «الموت في كل مكان».
وعلى الرغم من أنه من السابق لأوانه معرفة مصدر الحرائق، فإن انتقادات وجهت للسلطات على خلفية مدى استعدادها واستجابتها. وقالت دارا دانتون من سكان حي باسيفيك باليسايدس الراقي الذي انطلقت منه النيران الثلاثاء الماضي وهي تنظر بأسى إلى زوجها «الأمر مؤثر ومحزن جدا. كل أصدقائنا، أفضل الأصدقاء، خسروا منازلهم ونحن أيضا». ويقيم الزوجان منذ 25 عاما في الحي وهما من بين أكثر من 150 ألف شخص اضطروا إلى الفرار أمام تقدم النيران في المنطقة.
ورغم جهود آلاف عناصر الإطفاء لاحتواء النيران، اتسع حريق باسيفيك باليسايدس السبت إلى شمال غرب لوس أنجلوس، وبات يهدد وادي سان فرناندو المكتظ بالسكان فضلا عن متحف جيتي وأعماله الفنية التي لا تقدر بثمن.
وفي العديد من الأحياء التي اجتاحتها النيران، تحولت المنازل إلى رماد وقطع معدنية سوداء.
واستفادت فرق الإطفاء من تراجع في حدة الرياح في الأيام الثلاثة الأخيرة إلا أنها عادت لتشتد في نهاية الأسبوع.
وقال أنتوني ماروني رئيس أجهزة الإطفاء في المنطقة «هذه الرياح المصحوبة بجو جاف ونبات جاف ستبقي تهديد الحرائق في منطقة لوس أنجلوس عند مستوى عال».
وتستعيد مدينة لوس أنجلوس مشاهد لم ترها منذ جائحة كوفيد. فقد اختفت ازدحامات السير الخانقة المعهودة فيها، فيما يضع السكان الذين يخرجون من منازلهم الكمامات بسبب انتشار الدخان السام في الجو. وبدأ عدد كبير من السكان يشكك في فاعلية إدارة السلطات للأزمة وخصوصا أن فرق الإطفاء وجدت نفسها أحيانا أمام خزانات مياه فارغة أو تعاني من ضغط مياه منخفض. وقالت نيكول بيري التي أتت النيران على منزلها في باسيفيك باليسايدس، في تصريح لوكالة فرانس برس إن السلطات «تخلّت بالكامل» عن السكان. وطلب حاكم الولاية التي تضم أكبر عدد من السكان في الولايات المتحدة جافين نيوسوم الجمعة «مراجعة مستقلة وكاملة» لأجهزة توزيع المياه في المدينة.
وفي ظل عمليات النهب التي تكثر في المناطق المنكوبة أو التي أخليت من سكانها، فرضت السلطات حظر تجول صارما يسري بين الساعة السادسة مساء والسادسة صباحا، في منطقتي باسيفيك باليسايدس وألتادينا الأكثر تضررا.
وأتت الحرائق على أجزاء كاملة من ثاني كبرى المدن الأمريكية، مدمّرة «أكثر من 12 ألف» منشأة وهو عدد يشمل الأبنية وكذلك السيارات، حسبما أوضحت السلطات. يتوقع أن تنجم عن هذه الكارثة أضرار بقيمة عشرات المليارات من الدولارات ويخشى بعض الخبراء أن تكون هذه الحرائق الأكثر كلفة التي تسجل حتى الآن.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك