بيروت (وكالات الأنباء): انتخب البرلمان اللبناني أمس الخميس قائد الجيش جوزيف عون رئيسا للجمهورية، بعد فوزه بتأييد 99 نائبا من إجمالي عدد النواب البالغ 128 الذين شاركوا في العملية الانتخابية. وقال رئيس البرلمان نبيه بري بعد انتهاء فرز الأصوات «تعلن رئاسة مجلس النواب أن الرئيس هو جوزيف عون» الذي وصل بعد وقت قصير إلى البرلمان بلباس مدني وأدّى اليمين الدستورية بعد أن دخل قاعة الاجتماعات في المجلس على وقع التصفيق.
وجاء انتخاب عون الذي يحتفل اليوم الجمعة بعيد ميلاده الواحد والستين بعد اجتماع عقده مع ممثلين عن كتلتي حزب الله وحليفته حركة أمل في مقر البرلمان، وفق ما قال مصدر مقرب من الحزبين لفرانس برس. ونال عون تأييد 99 نائبا، واقترع تسعة نواب بأوراق بيضاء و13 آخرون لصالح «السيادة والدستور». وبدا واضحا أن أكثرية نواب الحزبين البالغ عددهم ثلاثون اقترعوا له، ما منحه الأكثرية المطلوبة للفوز، بعد أن كان قد حصل فقط على 71 صوتا في الدورة الأولى.
وبعد انتخابه، تعهد الرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون بالعمل على إزالة «الاحتلال الإسرائيلي» واحترام «الهدنة» مع إسرائيل، مؤكدا حق الدولة «في احتكار حمل السلاح».
وأعلن الرئيس اللبناني المنتخب بدء «مرحلة جديدة» في تاريخ البلاد، داعيا إلى «تغيير الأداء السياسي»، وإلى بناء وطن يكون الجميع فيه «تحت سقف القانون والقضاء». وفي خطاب القسم الذي تلي أداءه اليمين الدستورية في مقر البرلمان، قال عون: «عهدي إلى اللبنانيين أينما كانوا، وليسمع العالم كله، اليوم تبدأ مرحلة جديدة من تاريخ لبنان»، مضيفا «سأكون الخادم الأول للحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني وأن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكم عادل بين المؤسسات». وقال عون: «إذا أردنا أن نبني وطنا فعلينا أن نكون جميعا تحت سقف القانون والقضاء»، متعهدا العمل على منع التدخل في عمل القضاء.
وقد حظي انتخاب الرئيس الجديد بترحيب عربي ودولي، فقد هنأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون، معتبرا أنّ انتخابه بعد شغور في المنصب استمر أكثر من عامين «يمهّد طريق الإصلاحات». وقال ماكرون في منشور على منصة إكس إنّ «هذه الانتخابات الحاسمة تمهّد طريق الإصلاحات والترميم والسيادة والازدهار في لبنان»، مضيفا: «أيّها اللبنانيون، فرنسا إلى جانبكم». قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن انتخاب رئيس لبناني جديد يفتح صفحة جديدة للبلاد ويجب أن يتبعه الآن تعيين حكومة جديدة قادرة على تنفيذ الإصلاحات.
من جهتها أكدت السفارة الأمريكية في لبنان التزامها العمل «بشكل وثيق» مع الرئيس الجديد للبنان الذي انتخب أمس لينهي بذلك شغورا في المنصب استمر أكثر من سنتين. وكتبت السفارة في منشور على موقع إكس «نحن ملتزمون بالعمل بشكل وثيق مع الرئيس عون مع بدئه جهود توحيد البلاد، وتنفيذ الإصلاحات وتأمين مستقبل مزدهر للبنان».
من جانبها رحّبت قطر بانتخاب قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية، معربة عن أملها في أن تسهم هذه الخطوة في «إرساء الأمن والاستقرار» في هذا البلد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك