العدد : ١٧٠٩٤ - الجمعة ١٠ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٩٤ - الجمعة ١٠ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ رجب ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

هل مواصفات الطعام «الصحي» تتغير مع الزمن؟

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الجمعة ١٠ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

مفهوم‭ ‬ومواصفات‭ ‬الطعام‭ ‬‮«‬الصحي‮»‬‭ ‬والغذاء‭ ‬المفيد‭ ‬للإنسان‭ ‬أصبح‭ ‬الآن‭ ‬يتغير‭ ‬ويعدل‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬بين‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬وأخرى،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬معايير‭ ‬مكونات‭ ‬البيئة،‭ ‬ومياه‭ ‬الشرب،‭ ‬و«الجَمَال‮»‬،‭ ‬والموضة،‭ ‬التي‭ ‬تُقدمها‭ ‬لنا‭ ‬الدول‭ ‬الغربية،‭ ‬وخاصة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فتضعها‭ ‬في‭ ‬علبٍ‭ ‬مغلقة‭ ‬جاهزة،‭ ‬وتصدرها‭ ‬إلى‭ ‬دولنا،‭ ‬فنقوم‭ ‬بفتحها‭ ‬واستخدامها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نُجري‭ ‬عليها‭ ‬أي‭ ‬تغيير،‭ ‬أو‭ ‬بعض‭ ‬التبديل‭ ‬لتتناسب‭ ‬مع‭ ‬ظروف‭ ‬وأحوال‭ ‬بلادنا،‭ ‬وتتوافق‭ ‬مع‭ ‬ثقافتنا،‭ ‬وعاداتنا‭ ‬وتقاليدنا‭.‬

فنموذج‭ ‬ومفهوم‭ ‬الطعام‭ ‬‮«‬الصحي‮»‬‭ ‬والتعريف‭ ‬الموضوعي‭ ‬والمُعتمد‭ ‬له‭ ‬لبيان‭ ‬اشتراطاته‭ ‬ومعاييره،‭ ‬يختلف‭ ‬الآن‭ ‬عَمَّا‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاماً،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1994،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬المعايير‭ ‬الخاصة‭ ‬بالغذاء‭ ‬الصحي‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭. ‬ويعزى‭ ‬السبب‭ ‬أولاً‭ ‬في‭ ‬التغييرات‭ ‬الجذرية‭ ‬التي‭ ‬طرأت‭ ‬على‭ ‬العادات‭ ‬والسلوكيات‭ ‬الغذائية‭ ‬للشعوب‭ ‬الغربية،‭ ‬وابتعادها‭ ‬بشكلٍ‭ ‬عام‭ ‬عن‭ ‬العادات‭ ‬الصحية‭ ‬السليمة‭ ‬إلى‭ ‬العادات‭ ‬السيئة‭ ‬الضارة،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬عدم‭ ‬تناول‭ ‬الطعام‭ ‬الطبيعي‭ ‬الفطري‭ ‬المستخلص‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬تربة‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تدخل‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬تركيبها،‭ ‬كالخضراوات‭ ‬والفواكه،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬الحيوانات،‭ ‬والتوجه‭ ‬نحو‭ ‬أنواع‭ ‬الغذاء‭ ‬المجمدة‭ ‬والمعلبة‭ ‬والجاهزة‭ ‬التي‭ ‬تُنتج‭ ‬في‭ ‬المصانع،‭ ‬أو‭ ‬تناول‭ ‬الوجبات‭ ‬السريعة‭ ‬المتوافرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المطاعم‭ ‬الصغيرة‭ ‬والكبيرة‭. ‬فثقافة‭ ‬وعادات‭ ‬شعوب‭ ‬الغرب‭ ‬اليومية‭ ‬في‭ ‬تناول‭ ‬الوجبات‭ ‬من‭ ‬الناحيتين‭ ‬النوعية‭ ‬والكمية‭ ‬أصبحت‭ ‬استهلاكية‭ ‬سريعة‭ ‬وغير‭ ‬صحية،‭ ‬وتعتمد‭ ‬بشكلٍ‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬المعلبات‭ ‬الجاهزة‭ ‬والمجمدة‭ ‬والمخزنة‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬علب‭ ‬معدنية،‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬إلا‭ ‬الله‭ ‬ما‭ ‬بداخلها‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬كيميائية،‭ ‬ومضافات،‭ ‬وألوان‭ ‬ونكهات‭ ‬لا‭ ‬تعد‭ ‬ولا‭ ‬تحصى‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬جودتها،‭ ‬ولونها،‭ ‬ورائحتها،‭ ‬وإطالة‭ ‬عمرها‭ ‬وفترة‭ ‬صلاحيتها‭ ‬للإنسان‭. ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬فقد‭ ‬تغيرت‭ ‬أنماط‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬وممارساته‭ ‬اليومية،‭ ‬فأصبح‭ ‬قليل‭ ‬النشاط‭ ‬والحركة،‭ ‬وكثير‭ ‬الجلوس‭ ‬لساعات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬اليوم‭ ‬أمام‭ ‬التلفاز،‭ ‬والهاتف‭ ‬النقال‭ ‬مع‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وألعاب‭ ‬الفيديو،‭ ‬والحاسب‭ ‬الآلي‭. ‬

كما‭ ‬تغير‭ ‬مصطلح‭ ‬الغذاء‭ ‬أو‭ ‬المنتج‭ ‬الغذائي‭ ‬‮«‬الصحي‮»‬‭ ‬لسببْ‭ ‬ثانٍ‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬المفهوم‭ ‬القديم‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مستداماً‭ ‬وحامياً‭ ‬لصحة‭ ‬الإنسان،‭ ‬بل‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬انكشاف‭ ‬أمراضٍ‭ ‬وأسقام‭ ‬عصرية‭ ‬مزمنة‭ ‬انتشرت‭ ‬وتفاقمت‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬أولاً‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الغربية،‭ ‬ثم‭ ‬انتقلت‭ ‬عدواها‭ ‬إلينا،‭ ‬مثل‭ ‬مرض‭ ‬السكري‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬الثاني،‭ ‬وأمراض‭ ‬القلب‭ ‬كارتفاع‭ ‬ضغط‭ ‬الدم،‭ ‬والوزن‭ ‬الزائد‭ ‬والبدانة،‭ ‬وبعض‭ ‬أنواع‭ ‬السرطان‭. ‬وقد‭ ‬أكدت‭ ‬آخر‭ ‬دراسة‭ ‬دولية‭ ‬أُجريت‭ ‬في‭ ‬184‭ ‬دولة‭ ‬ونُشرت‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ (‬Nature‭ ‬Medicine‭) ‬في‭ ‬6‭ ‬يناير‭ ‬2025‭ ‬أن‭ ‬المشروبات‭ ‬الغازية‭ ‬التي‭ ‬يضاف‭ ‬إليها‭ ‬السكر‭ ‬تسبب‭ ‬معظم‭ ‬أمراض‭ ‬السكري‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬الثاني،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الوزن‭ ‬الزائد‭ ‬والبدانة،‭ ‬وأمراض‭ ‬القلب،‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬بأن‭ ‬تعريف‭ ‬مصطلح‭ ‬المنتج‭ ‬‮«‬الصحي‮»‬‭ ‬القديم‭ ‬لم‭ ‬يحم‭ ‬صحة‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬تهديدات‭ ‬المنتجات‭ ‬الغذائية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تدعي‭ ‬بأنها‭ ‬صحية‭.‬

ولذلك‭ ‬مع‭ ‬تغير‭ ‬السلوكيات‭ ‬والعادات‭ ‬والأنماط‭ ‬الغذائية‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬وظهور‭ ‬الأمراض‭ ‬المزمنة‭ ‬المرتبطة‭ ‬بها،‭ ‬تغيرت‭ ‬تبعاً‭ ‬لها‭ ‬مواصفات‭ ‬الطعام‭ ‬‮«‬الصحي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬يقوي‭ ‬الإنسان،‭ ‬ويمنع‭ ‬عنه‭ ‬شر‭ ‬السقوط‭ ‬في‭ ‬الأسقام،‭ ‬فاضطر‭ ‬العلماء‭ ‬والجهات‭ ‬الغذائية‭ ‬المعنية‭ ‬إلى‭ ‬مواكبة‭ ‬هذه‭ ‬التغيرات،‭ ‬وملاحقة‭ ‬السلوكيات‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تعوّد‭ ‬عليها‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تقويمها،‭ ‬وتصحيحها،‭ ‬وجعلها‭ ‬صحية،‭ ‬وسليمة،‭ ‬وآمنة‭ ‬لاستقامة‭ ‬حياة‭ ‬البشر،‭ ‬وخاصة‭ ‬الإنسان‭ ‬الغربي،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭. ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬هذه‭ ‬الجهات‭ ‬بتحديد‭ ‬وتعريف‭ ‬اشتراطات‭ ‬ومعايير‭ ‬الطعام‭ ‬والغذاء‭ ‬الصحي‭ ‬الذي‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحتاج‭ ‬إليه‭ ‬جسم‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬بروتينات،‭ ‬ومعادن،‭ ‬وفيتامينات،‭ ‬وألياف،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬مضافات‭ ‬كالسكر‭ ‬والدهون،‭ ‬أو‭ ‬ملوثات‭ ‬كيميائية‭ ‬تسبب‭ ‬الأمراض‭ ‬والعلل‭. ‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المعايير‭ ‬أن‭ ‬تتناسب‭ ‬وتتماشى‭ ‬مع‭ ‬ضغوط‭ ‬الشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬المنتجة‭ ‬للمواد‭ ‬الغذائية‭ ‬الجاهزة‭ ‬والمعلبة‭ ‬والمجمدة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬التي‭ ‬تضاف‭ ‬إليها‭ ‬المواد‭ ‬الكيميائية‭ ‬لحفظها،‭ ‬وتحسين‭ ‬لونها‭ ‬وجودتها؛‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المواصفات‭ ‬الغذائية‭ ‬الجديدة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬‮«‬توافقية‮»‬،‭ ‬فهي‭ ‬إذن‭ ‬لا‭ ‬تأخذ‭ ‬كلياً‭ ‬البعد‭ ‬والجانب‭ ‬العلمي‭ ‬والصحي‭ ‬فقط‭ ‬عند‭ ‬وضعها،‭ ‬وإنما‭ ‬تأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬أيضاً‭ ‬احتياجات‭ ‬واهتمامات‭ ‬وظروف‭ ‬الشركات‭ ‬المصنعة‭ ‬للغذاء،‭ ‬والضغوط‭ ‬الشديدة‭ ‬السياسية‭ ‬والتشريعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تمارسها‭ ‬على‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بتصنيف‭ ‬الطعام‭ ‬والغذاء،‭ ‬علماً‭ ‬بأن‭ ‬المواصفات‭ ‬والمعايير‭ ‬بشكلٍ‭ ‬عام‭ ‬تخضع‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات،‭ ‬حيث‭ ‬ضغط‭ ‬الشركات‭ ‬المعنية‭ ‬والعامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬يلعبان‭ ‬دوراً‭ ‬رئيساً‭ ‬في‭ ‬الصياغة‭ ‬النهائية‭ ‬لهذه‭ ‬المواصفات‭.  ‬

ولذلك‭ ‬نَشرت‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬الغذاء‭ ‬والدواء‮»‬‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬ديسمبر‭ ‬2024‭ ‬إعلانها‭ ‬الثاني‭ ‬المعدل‭ ‬حول‭ ‬تعريف‭ ‬واشتراطات‭ ‬المنتج‭ ‬الغذائي‭ ‬‮«‬الصحي‮»‬،‭ ‬وجاء‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬المحتوى‭ ‬الغذائي‭ ‬لوضع‭ ‬العلامات‭ ‬على‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية،‭ ‬المطالبة‭: ‬تعريف‭ ‬مصطلح‭ ‬صحي‭. ‬وقد‭ ‬جاء‭ ‬هذا‭ ‬الإعلان‭ ‬استناداً‭ ‬إلى‭ ‬وثيقة‭ ‬رسمية‭ ‬نُشرت‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2022‭ ‬عنوانها‭: ‬‮«‬استراتيجية‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬القومية‭ ‬حول‭ ‬الجوع،‭ ‬والغذاء،‭ ‬والصحة‮»‬،‭ ‬وهذه‭ ‬الوثيقة‭ ‬الحكومية‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬الغذاء‭ ‬الصحي‭ ‬المستدام‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬توصيات‭ ‬اللجنة‭ ‬الاستشارية‭ ‬لإدارة‭ ‬الغذاء‭ ‬والدواء‭ ‬حول‭ ‬‮«‬الإرشادات‭ ‬الغذائية‮»‬‭ ‬للفترة‭ ‬من‭ ‬2020‭ ‬إلى‭ ‬2025‭.‬

وهذه‭ ‬الوثيقة‭ ‬المطورة‭ ‬والمحدثة‭ ‬تشترط‭ ‬عاملين‭ ‬رئيسيين‭ ‬لكي‭ ‬ينال‭ ‬المنتج‭ ‬الغذائي‭ ‬علامة‭ ‬‮«‬صحي‮»‬،‭ ‬ويُسمح‭ ‬للمصانع‭ ‬الادعاء‭ ‬بأن‭ ‬مُنتجهم‭ ‬‮«‬صحي‮»‬‭. ‬أما‭ ‬الأول‭ ‬فهو‭ ‬احتواء‭ ‬هذا‭ ‬المنتج‭ ‬الغذائي‭ ‬الصحي‭ ‬على‭ ‬كمية‭ ‬محددة‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬أنواع‭ ‬الغذاء‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬يحتاج‭ ‬إليها‭ ‬الإنسان‭ ‬مثل‭ ‬الخضراوات،‭ ‬والفواكه،‭ ‬والألبان،‭ ‬والحبوب‭ ‬الكاملة،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬خالياً‭ ‬من‭ ‬الدهون،‭ ‬أو‭ ‬منخفضة‭ ‬الدهون‭. ‬والثاني‭ ‬فهو‭ ‬معرفة‭ ‬كمية‭ ‬وتركيز‭ ‬المواد‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬المنتج‭ ‬مثل‭ ‬الدهون‭ ‬المشبعة،‭ ‬والصوديوم،‭ ‬والسكر‭ ‬المضاف‭.  ‬

وجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التعديلات‭ ‬على‭ ‬المنتجات‭ ‬الغذائية‭ ‬التي‭ ‬ستُباع‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬الأمريكية‭ ‬والعالمية‭ ‬سيبدأ‭ ‬تنفيذها‭ ‬في‭ ‬25‭ ‬فبراير‭ ‬2025،‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬ستطول‭ ‬كثيراً‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المصانع‭ ‬والشركات‭ ‬المنتجة،‭ ‬فعليها‭ ‬الالتزام‭ ‬بها‭ ‬بحلول‭ ‬25‭ ‬فبراير‭ ‬2028،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬الغذائية‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬إصابة‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬وحول‭ ‬العالم‭ ‬بالأمراض‭ ‬المزمنة‭ ‬والقاتلة‭ ‬طوال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬ستكون‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬أسواقنا‭ ‬وبراداتنا‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬قادمة،‭ ‬وستستمر‭ ‬في‭ ‬إفساد‭ ‬صحة‭ ‬البشر،‭ ‬وتعريضهم‭ ‬للأمراض‭ ‬والعلل‭ ‬المستعصية‭ ‬على‭ ‬العلاج‭.‬

ومما‭ ‬سبق‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أُقدم‭ ‬لكم‭ ‬الاستنتاجات‭ ‬التالية‭:‬

أولاً‭: ‬نوعية‭ ‬وكمية‭ ‬المنتج‭ ‬الغذائي‭ ‬‮«‬الصحي‮»‬‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بممارسات‭ ‬وسلوكيات‭ ‬الإنسان‭ ‬اليومية،‭ ‬ونوعية‭ ‬وظيفته‭ ‬والأعمال‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها،‭ ‬فنوعية‭ ‬الوجبات‭ ‬الصحية‭ ‬للعامل‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬الإداري‭ ‬قليل‭ ‬الحركة‭ ‬وهو‭ ‬جالس‭ ‬أمام‭ ‬جهاز‭ ‬الكمبيوتر،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الطعام‭ ‬‮«‬الصحي‮»‬‭ ‬لمن‭ ‬يمارس‭ ‬أحد‭ ‬أنواع‭ ‬الرياضة‭ ‬تختلف‭ ‬من‭ ‬رياضة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬غيرهم‭ ‬من‭ ‬الناس‭.‬

ثانياً‭: ‬المواصفات‭ ‬عامة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات‭ ‬تتغير‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬استناداً‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬المعلومات‭ ‬العلمية،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬لا‭ ‬تخضع‭ ‬فقط‭ ‬للجانب‭ ‬العلمي‭ ‬البحت،‭ ‬وإنما‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬تصميمها‭ ‬ووضعها‭ ‬عوامل‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬العامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والسياسي‭ ‬والعملي‭.‬

ثالثاً‭: ‬هناك‭ ‬مئات‭ ‬المواد‭ ‬كيميائية‭ ‬التي‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬المنتج‭ ‬الغذائي‭ ‬لأسباب‭ ‬مختلفة،‭ ‬وهذه‭ ‬المواد‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬كلها‭ ‬ضارة‭ ‬ويجب‭ ‬تجنبها‭ ‬كلياً،‭ ‬أي‭ ‬تجنب‭ ‬شراء‭ ‬المجمدات‭ ‬والمعلبات‭ ‬والمنتجات‭ ‬الغذائية‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬معالجتها،‭ ‬والتحول‭ ‬نحو‭ ‬المنتجات‭ ‬الطازجة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬مضافات‭.‬

 

ismail‭.‬almadany@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا