العدد : ١٧٠٨٠ - الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٠ - الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

البحرين تودع المفكر محمد جابر الأنصاري

تغطية‭: ‬ياسمين‭ ‬العقيدات

الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

 

غيَّب‭ ‬الموتُ‭ ‬أمس‭ ‬الخميس،‭ ‬الكاتبَ‭ ‬والمفكرَ‭ ‬البحريني‭ ‬الكبير‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الأنصاري،‭ ‬مستشار‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للشؤون‭ ‬الثقافية‭ ‬والعلمية،‭ ‬وأستاذ‭ ‬دراسات‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬والفكر‭ ‬المعاصر،‭ ‬الذي‭ ‬يُعد‭ ‬من‭ ‬أعلام‭ ‬الفكر‭ ‬العربي‭ ‬الحديث‭.‬

ولد‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الأنصاري‭ ‬عام‭ ‬1939‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬المحرق،‭ ‬التي‭ ‬شكلت‭ ‬بيئتها‭ ‬الثقافية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬مصدرَ‭ ‬إلهام‭ ‬كبير‭ ‬لشخصيته‭ ‬الفكرية،‭ ‬تابع‭ ‬دراسته‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬بيروت،‭ ‬التي‭ ‬حصل‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬بكالوريوس‭ ‬في‭ ‬الآداب‭ ‬عام‭ ‬1963،‭ ‬ثمّ‭ ‬ماجستير‭ ‬في‭ ‬الأدب‭ ‬الأندلسي‭ ‬عام‭ ‬1966،‭ ‬ثمّ‭ ‬دكتوراه‭ ‬في‭ ‬الفلسفة‭ ‬الإسلامية‭ ‬الحديثة‭ ‬والمعاصرة‭ ‬عام‭ ‬1979‭. ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬تابع‭ ‬دراساته‭ ‬في‭ ‬جامعتَي‭ ‬‮«‬كامبردج‮»‬‭ ‬البريطانية‭ ‬و«السوربون‮»‬‭ ‬الفرنسية،‭ ‬وتأثر‭ ‬بمفكرين‭ ‬بارزين‭ ‬مثل‭ ‬إحسان‭ ‬عباس‭ ‬وقسطنطين‭ ‬زريق،‭ ‬مما‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬رؤيته‭ ‬النقدية‭ ‬للفكر‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭. ‬لاحقاً،‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬الفلسفة‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬السوربون‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭.‬

بدأ‭ ‬الأنصاري‭ ‬التأليف‭ ‬والنشر‭ ‬منذ‭ ‬مطلع‭ ‬الستّينيات‭. ‬ومن‭ ‬مؤلّفاته‭: ‬‮«‬لمحات‭ ‬من‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬و‮«‬الخليج‭ ‬‭ ‬إيران‭ ‬‭ ‬العرب‮»‬،‭ ‬و«تحوّلات‭ ‬الفكر‭ ‬والسياسة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬العربي‭ ‬1930‭ -‬1970‮»‬،‭ ‬و«العالم‭ ‬والعرب‭ ‬سنة‭ ‬2000‮»‬،‭ ‬و«التفاعل‭ ‬الثقافي‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬والمشرق‮»‬،‭ ‬و«تجديد‭ ‬النهضة‭ ‬باكتشاف‭ ‬الذات‭ ‬ونقدها‮»‬،‭ ‬و«رؤية‭ ‬قرآنية‭ ‬للمتغيّرات‭ ‬الدولية‭ ‬وشواغل‭ ‬الفكر‭ ‬بين‭ ‬الإسلام‭ ‬والعصر‮»‬،‭ ‬و«انتحار‭ ‬المثقّفين‭ ‬العرب‭ ‬وقضايا‭ ‬راهنة‭ ‬في‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية‮»‬،‭ ‬و«الفكر‭ ‬العربي‭ ‬وصراع‭ ‬الأضداد‮»‬،‭ ‬و«التأزّم‭ ‬السياسي‭ ‬عند‭ ‬العرب‭ ‬وسوسيولوجيا‭ ‬الإسلام‭: ‬لماذا‭ ‬يخشى‭ ‬الإسلاميون‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‮»‬،‭ ‬و‮«‬التأزّم‭ ‬السياسي‭ ‬عند‭ ‬العرب‭ ‬وسوسيولوجيا‭ ‬الإسلام‭: ‬مكوّنات‭ ‬الحالة‭ ‬المزمنة‮»‬،‭ ‬و«تكوين‭ ‬العرب‭ ‬السياسي‭ ‬ومغزى‭ ‬الدولة‭ ‬القُطرية‭: ‬مدخل‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬فهم‭ ‬الواقع‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬و«العرب‭ ‬والسياسة‭: ‬أين‭ ‬الخلل؟‭ ‬جذر‭ ‬العطل‭ ‬العميق‮»‬،‭ ‬و«مساءلة‭ ‬الهزيمة‭: ‬جديد‭ ‬العقل‭ ‬العربي‭ ‬بين‭ ‬صدمة‭ ‬1967‭ ‬ومنعطف‭ ‬الألفية‮»‬،‭ ‬و«الناصرية‭ ‬بمنظور‭ ‬نقدي،‭ ‬أيّ‭ ‬دروس‭ ‬للمستقبل؟‮»‬،‭ ‬و«لقاء‭ ‬التاريخ‭ ‬بالعصر،‭ ‬دعوة‭ ‬لبذر‭ ‬الخلدونية‭ ‬بأبعادها‭ ‬المعاصرة‭ ‬في‭ ‬وعي‭ ‬الشعب‭ ‬تأسيساً‭ ‬لثقافة‭ ‬العقل‮»‬‭.‬

عمل‭ ‬المفكّر‭ ‬الراحل‭ ‬أستاذاً‭ ‬لدراسات‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬والفكر‭ ‬المعاصر،‭ ‬وعميداً‭ ‬لكلّية‭ ‬الدراسات‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬بالبحرين،‭ ‬وشغل‭ ‬عضوية‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للثقافة‭ ‬والآداب‭ ‬والفنون‮»‬‭ ‬و«مجلس‭ ‬الدولة‮»‬،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬مؤسّسي‭ ‬‮«‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتّاب‮»‬‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وأوّل‭ ‬رئيس‭ ‬لها‭ ‬عام‭ ‬1969،‭ ‬كما‭ ‬عمل‭ ‬مستشاراً‭ ‬ثقافياً‭ ‬لملك‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1989‭ ‬حتى‭ ‬رحيله‭.‬

تميزت‭ ‬أعمال‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الأنصاري‭ ‬باتساق‭ ‬الرؤية‭ ‬الفكرية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مشروع‭ ‬نقدي‭ ‬للفكر‭ ‬العربي‭ ‬السائد‭ ‬تطلعاً‭ ‬إلى‭ ‬تجديد‭ ‬المشروع‭ ‬النهضوي،‭ ‬كما‭ ‬تميزت‭ ‬رؤيته‭ ‬الفكرية‭ ‬بالتشخيص‭ ‬العيني‭ ‬للواقع‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬أبعاده‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والحضارية‭ ‬في‭ ‬حقلي‭ ‬التراث‭ ‬العربي‭ ‬الإسلامي‭ ‬وفكر‭ ‬عصر‭ ‬النهضة‭.‬

أهم‭ ‬الجوائز‭:  ‬

جائزة‭ ‬مؤسسة‭ ‬الكويت‭ ‬للتقدم‭ ‬العلمي‭ ‬عن‭ ‬كتابه‭ ‬تحولات‭ ‬الفكر‭ ‬عام‭ ‬1981

جائزة‭ ‬الدولة‭ ‬التقديرية‭ ‬للإنتاج‭ ‬الفكري‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬عام‭ ‬1989

وسام‭ ‬قادة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬مسقط‭ ‬عام‭ ‬1989

أهم‭ ‬المؤلفات‭:  ‬

المجموعة‭ ‬الكاملة‭ ‬لأعمال‭ ‬الشيخ‭ ‬إبراهيم‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬‭ ‬جمع‭ ‬وتحقيق‭- ‬1968

لمحات‭ ‬من‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ - ‬الخليج‭ ‬‭ ‬إيران‭ ‬‭ ‬العرب‭ ‬1972

هل‭ ‬كانوا‭ ‬عمالقة‭ ‬ومقالات‭ ‬أخرى‭ ‬1985

الحساسية‭ ‬المغربية‭ ‬والثقافة‭ ‬المشرقية‭  ‬1988

تحولات‭ ‬الفكر‭ ‬والسياسة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬العربي‭ ‬1988

العالم‭ ‬والعرب‭ ‬سنة‭ ‬2000‭: ‬1988

التفاعل‭ ‬الثقافي‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬والمشرق‭ ‬‭ ‬دار‭ ‬الغرب‭ ‬الإسلامي‭ ‬‭ ‬بيروت‭ ‬1992

تجديد‭ ‬النهضة‭ ‬باكتشاف‭ ‬الذات‭ ‬ونقدها‭ ‬‭ ‬المؤسسة‭ ‬العربية‭ ‬للدراسات‭ ‬والنشر‭ ‬‭ ‬بيروت‭ ‬1992

تكوين‭ ‬العرب‭ ‬السياسي‭ ‬ومغزى‭ ‬الدولة‭ ‬القُطرية‭: ‬1994

التأزم‭ ‬السياسي‭ ‬عند‭ ‬العرب‭ ‬وموقف‭ ‬الإسلام‭ ‬1995

الفكر‭ ‬العربي‭ ‬وصراع‭ ‬الأضداد‭ ‬1996

‭ ‬الدراسات‭ ‬المحكمة‭:‬

العروة‭ ‬الوثقى‭ ‬والمنار‭ ‬التوفيقي‭ ‬بين‭ ‬الأصالة‭ ‬والمعاصرة‭ ‬1984

جذور‭ ‬التربية‭ ‬اليابانية‭ ‬وخصائصها‭ ‬المميزة

قراءة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الجبرتي

الحملات‭ ‬الإسبانية‭ ‬على‭ ‬الشرق‭ ‬الأندلسي

إشكالية‭ ‬مفهوم‭ ‬الحكم‭ ‬والحاكمية‭ ‬بين‭ ‬الأصل‭ ‬القرآني‭ ‬والاستعمال‭ ‬المحدث

موقف‭ ‬الإسلام‭ ‬من‭ ‬نمط‭ ‬الحياة‭ ‬الرعوية‭ ‬في‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬والسنة‭ ‬النبوية

غياب‭ ‬المفهوم‭ ‬المؤسسي‭ ‬الشامل‭ ‬والدائم‭ ‬للدولة‭ ‬في‭ ‬المصطلح‭ ‬العربي

ثوابت‭ ‬البعد‭ ‬الحضري‭ ‬ودلالته‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭ ‬بنظرة‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬أديان‭ ‬ومدارس‭ ‬فكرية‭ ‬أخرى‭.‬

 

وزير الإعلام: رحيل قامة بحرينية كبيرة أثرت مسيرة الفكر والثقافة العربية


أشاد‭ ‬الدكتور‭ ‬رمزان‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬النعيمي‭ ‬وزير‭ ‬الإعلام‭ ‬بمناقب‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الأنصاري‭ ‬مستشار‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للشؤون‭ ‬الثقافية‭ ‬والعلمية،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬وما‭ ‬تركه‭ ‬من‭ ‬بصمة‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬صنوف‭ ‬العلم‭ ‬والمعرفة‭ ‬والدراسات‭ ‬المتخصصة‭ ‬التي‭ ‬امتاز‭ ‬فيها،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬بالأسلوب‭ ‬العلمي‭ ‬الموضوعي‭ ‬والنهج‭ ‬النقدي‭ ‬الراقي،‭ ‬حيث‭ ‬يعد‭ ‬مدرسة‭ ‬أدبية‭ ‬وثقافية‭ ‬يحتذى‭ ‬أثرها‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬المحلية‭ ‬والعربية‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الأنصاري،‭ ‬مستشار‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للشؤون‭ ‬الثقافية‭ ‬والعلمية،‭ ‬الذي‭ ‬رحل‭ ‬أمس‭ ‬الخميس‭ ‬26‭ ‬ديسمبر‭ ‬2024م،‭ ‬ونعاه‭ ‬الديوان‭ ‬الملكي،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬الوجوه‭ ‬الثقافية‭ ‬التي‭ ‬تفتخر‭ ‬بها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬الدراسات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬البحريني‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العربي‭ ‬والعالمي،‭ ‬نظير‭ ‬ما‭ ‬قدمه‭ ‬من‭ ‬عطاء‭ ‬ممتد‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬أدبية‭ ‬وفكرية‭.‬

وأضاف‭ ‬وزير‭ ‬الإعلام‭ ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬الفقيد،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬مفكرًا‭ ‬شاملًا‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الاجتماع‭ ‬والسياسة‭ ‬والنقد‭ ‬الأدبي‭ ‬والثقافة،‭ ‬وشكلت‭ ‬كتاباته‭ ‬مرجعًا‭ ‬قيمًا‭ ‬لكل‭ ‬مهتم‭ ‬بشأن‭ ‬الأمة؛‭ ‬لأنها‭ ‬قدمت‭ ‬مزيجًا‭ ‬منهجيًا‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر‭ ‬والمستقبل‭.‬

ودعا‭ ‬وزير‭ ‬الإعلام‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬أن‭ ‬يتغمد‭ ‬فقيد‭ ‬الفكر‭ ‬والثقافة‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الأنصاري‭ ‬بواسع‭ ‬رحمته‭ ‬وأن‭ ‬يجزيه‭ ‬خير‭ ‬الجزاء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬قدمه‭ ‬لوطنه‭ ‬وأمته‭ ‬خير‭ ‬الجزاء‭.‬

هذا‭ ‬وحظي‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الأنصاري،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬بتقدير‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬باعتباره‭ ‬رائدًا‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬الفكر‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬المحلي‭ ‬والعربي،‭ ‬واختاره‭ ‬جلالته،‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬وليًا‭ ‬للعهد‭ ‬عام‭ ‬1989‭ ‬مستشارًا‭ ‬ثقافيًا‭ ‬وعلميًا‭ ‬في‭ ‬ديوان‭ ‬ولي‭ ‬العهد،‭ ‬كما‭ ‬حظي،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬بالتقدير‭ ‬السامي‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬بمنحه‭ ‬وسام‭ ‬صاحب‭ ‬العظمة‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2000م،‭ ‬ووسام‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2006م‭. ‬وحرص‭ ‬جلالته‭ ‬على‭ ‬الالتقاء‭ ‬به‭ ‬وزيارته،‭ ‬حيث‭ ‬أشاد‭ ‬جلالته‭ ‬بجهود‭ ‬الدكتور‭ ‬الأنصاري‭ ‬وإبداعاته‭ ‬المتميزة‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الفكرية‭ ‬والثقافية‭.‬

وعبر‭ ‬مشواره‭ ‬الفكري‭ ‬الطويل‭ ‬والغزير،‭ ‬أثرى‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الأنصاري‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬المؤلفات،‭ ‬والأعمال‭ ‬الفكرية‭ ‬السياسية‭ ‬والثقافية،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬إسهام‭ ‬بارز‭ ‬بمقالاته‭ ‬في‭ ‬صحف‭ ‬محلية‭ ‬وعربية‭.‬

وتقديرًا‭ ‬لعطاءاته،‭ ‬حاز‭ ‬د‭. ‬الأنصاري‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬المحلية‭ ‬والدولية،‭ ‬فمحليًا‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬الدولة‭ ‬التقديرية‭ ‬في‭ ‬الإنتاج‭ ‬الفكري‭ ‬عام‭ ‬1998م،‭ ‬وميدالية‭ ‬ذهبية‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬العظمة‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬كأول‭ ‬بحريني‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬الماجستير‭ ‬في‭ ‬الأدب،‭ ‬ووسام‭ ‬اليوبيل‭ ‬الذهبي‭ ‬للتعليم‭ ‬عام‭ ‬1996م‭.‬

وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬نال‭ ‬د‭. ‬الأنصاري‭ ‬جائزة‭ ‬مؤسسة‭ ‬الكويت‭ ‬للتقدم‭ ‬العلمي‭ ‬عام‭ ‬1981،‭ ‬وجائزة‭ ‬سلطان‭ ‬العويس‭ ‬في‭ ‬الدراسات‭ ‬القومية‭ ‬والمستقبلية،‭ ‬وجائزة‭ ‬منيف‭ ‬الرزاز‭ ‬للدراسات‭ ‬والفكر،‭ ‬ووسام‭ ‬قادة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬عُمان‭ ‬بمسقط‭ ‬في‭ ‬1998م،‭ ‬والميدالية‭ ‬الذهبية‭ ‬الكبرى‭ ‬من‭ ‬المنظمة‭ ‬العربية‭ ‬للتربية‭ ‬والثقافة‭ ‬والعلوم‭ ‬‮«‬الألكسو‮»‬‭ ‬عام‭ ‬1987م،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التقدير‭ ‬والجوائز‭ ‬المتعددة‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ووزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ومؤسسات‭ ‬تربوية،‭ ‬وعلمية،‭ ‬وثقافية‭ ‬عربية‭ ‬ودولية‭.‬

إن‭ ‬الإرث‭ ‬والعطاء‭ ‬الفكري‭ ‬الذي‭ ‬تركه‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الأنصاري،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬7‭ ‬عقود،‭ ‬جعل‭ ‬منه‭ ‬بحق‭ ‬أحد‭ ‬المؤثرين‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬الفكر‭ ‬العربي،‭ ‬بما‭ ‬صاغته‭ ‬أطروحاته‭ ‬من‭ ‬رؤى‭ ‬استشرافية‭ ‬تمزج‭ ‬بين‭ ‬الأصالة‭ ‬والتجديد،‭ ‬وأسست‭ ‬لمنهجية‭ ‬فكرية‭ ‬متميزة‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬الموضوعية‭ ‬في‭ ‬الطرح‭ ‬والعمق‭ ‬في‭ ‬التحليل،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬نتاجه‭ ‬الفكري‭ ‬مرجعاً‭ ‬أساسياً‭ ‬قيماً‭ ‬للباحثين‭ ‬والدارسين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭.‬

 

هيئة الثقافة: الوسط الثقافي والعلمي سيفتقد قامة أدبية رفيعة


استذكرت‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬مناقب‭ ‬الكاتب‭ ‬والمفكر‭ ‬البحريني‭ ‬الراحل‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الأنصاري،‭ ‬مستشار‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للشؤون‭ ‬الثقافية‭ ‬والعلمية‭ ‬وأحد‭ ‬أبرز‭ ‬روّاد‭ ‬الحركة‭ ‬الفكرية‭ ‬والثقافية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬والذي‭ ‬رحل‭ ‬تاركاً‭ ‬وراءه‭ ‬إرثاً‭ ‬من‭ ‬العطاء‭ ‬يمتد‭ ‬الى‭ ‬سبعة‭ ‬عقود‭.‬

وصرح‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭: ‬‮«‬تودّع‭ ‬الحركة‭ ‬الثقافية‭ ‬البحرينية‭ ‬اليوم‭ ‬بكل‭ ‬حزن‭ ‬وأسى‭ ‬الكاتب‭ ‬والمفكر‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الأنصاري‮»‬،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أن‭ ‬الوسط‭ ‬الثقافي‭ ‬والعلمي‭ ‬سيفتقد‭ ‬قامة‭ ‬أدبية‭ ‬رفيعة‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬إثراء‭ ‬الحراك‭ ‬المحلي‭ ‬والإقليمي‭ ‬بنتاجات‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الاجتماع‭ ‬والسياسة‭ ‬والنقد‭ ‬الأدبي‭ ‬والتي‭ ‬ستبقى‭ ‬مرجعاً‭ ‬لكل‭ ‬الباحثين‭ ‬والكتاب‭ ‬والأدباء،‭ ‬موضحاً‭ ‬أن‭ ‬الدكتور‭ ‬الأنصاري‭ ‬يمثل‭ ‬رمزاً‭ ‬وطنيّاً‭ ‬وفكريّاً‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬الدكتور‭ ‬الأنصاري‭ ‬حاصل‭ ‬على‭ ‬دكتوراه‭ ‬في‭ ‬الفكر‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬الحديث‭ ‬والمعاصر‭ ‬من‭ ‬الجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬بيروت،‭ ‬وشهادة‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬والحضارة‭ ‬الفرنسية‭ ‬من‭ ‬السوربون‭ ‬في‭ ‬فرنسا،‭ ‬وشغل‭ ‬عدة‭ ‬مناصب‭ ‬منها‭ ‬رئيس‭ ‬الإعلام‭ ‬وعضو‭ ‬مجلس‭ ‬الدولة‭ ‬بالبحرين‭ (‬1969-1971‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬مؤسسي‭ ‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب‭ ‬وأول‭ ‬رئيس‭ ‬لها،‭ ‬كما‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬تأسيس‭ ‬معهد‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭. ‬شغل‭ ‬منصب‭ ‬عميد‭ ‬كلية‭ ‬الدراسات‭ ‬العليا‭ ‬وأستاذ‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬والفكر‭ ‬المعاصر‭ ‬بجامعة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وكان‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬والآداب‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

وتميزت‭ ‬أعماله‭ ‬باتساق‭ ‬الرؤية‭ ‬الفكرية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مشروع‭ ‬نقدي‭ ‬للفكر‭ ‬العربي‭ ‬السائد‭ ‬تطلعاً‭ ‬إلى‭ ‬تجديد‭ ‬المشروع‭ ‬النهضوي،‭ ‬كما‭ ‬تميزت‭ ‬رؤيته‭ ‬الفكرية‭ ‬بالتشخيص‭ ‬العيني‭ ‬للواقع‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬أبعاده‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والحضارية‭ ‬في‭ ‬حقلي‭ ‬التراث‭ ‬العربي‭ ‬الإسلامي‭ ‬وفكر‭ ‬عصر‭ ‬النهضة،‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬جوائز‭ ‬من‭ ‬أهمها‭: ‬جائزة‭ ‬مؤسسة‭ ‬الكويت‭ ‬للتقدم‭ ‬العلمي‭ ‬عن‭ ‬كتابه‭ ‬تحولات‭ ‬الفكر،‭ ‬جائزة‭ ‬الدولة‭ ‬التقديرية‭ ‬للإنتاج‭ ‬الفكري‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وسام‭ ‬قادة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬مسقط،‭ ‬له‭ ‬مؤلفات‭ ‬عديدة‭ ‬يصل‭ ‬عددها‭ ‬إلى‭ ‬21‭ ‬كتاباً‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المقالات‭ ‬الأدبية‭ ‬المنشورة‭. ‬

 

الشيخة مي بنت محمد: الراحل ترك

بصمة لا تنسى في الفكر العربي والثقافة


نعت‭ ‬الشيخة‭ ‬مي‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيسة‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬مركز‭ ‬الشيخ‭ ‬إبراهيم‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬للثقافة‭ ‬والبحوث‭ ‬الكاتب‭ ‬والمفكر‭ ‬الكبير‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الأنصاري‭.‬

وقالت‭: ‬في‭ ‬رحيل‭ ‬المفكر‭ ‬البحريني‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الأنصاري،‭ ‬عزاؤنا‭ ‬أنه‭ ‬ترك‭ ‬بصمة‭ ‬لا‭ ‬تُنسى‭ ‬في‭ ‬الفكر‭ ‬العربي‭ ‬والثقافة،‭ ‬ستبقى‭ ‬أعماله‭ ‬وإرثه‭ ‬الفكري‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة،‭ ‬الرحمة‭ ‬لروحه،‭ ‬والعزاء‭ ‬لأهله‭ ‬ولكل‭ ‬محبيه‭.‬

 

جامعة الخليج العربي: الأنصاري

كان نموذجا فريدا للمفكر العربي


نعى‭ ‬رئيسُ‭ ‬جامعة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬الدكتور‭ ‬سعد‭ ‬بن‭ ‬سعود‭ ‬آل‭ ‬فهيد‭ ‬فقيدَ‭ ‬الأمتين‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬مستشارَ‭ ‬جلالة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬للشؤون‭ ‬الثقافية‭ ‬والعلمية،‭ ‬وأحد‭ ‬مؤسسي‭ ‬جامعة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬المفكر‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الأنصاري‭.‬

وقال‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة‭: ‬ببالغ‭ ‬الحزن‭ ‬والأسى،‭ ‬تنعى‭ ‬جامعة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ممثلة‭ ‬بكافّة‭ ‬منسوبيها‭ ‬وطلابها‭ ‬وخرّيجيها،‭ ‬المفكر‭ ‬البحريني‭ ‬الكبير‭ ‬أستاذ‭ ‬دراسات‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬والفكر‭ ‬المعاصر،‭ ‬عميد‭ ‬كلية‭ ‬الدراسات‭ ‬العليا‭ ‬الأسبق‭ ‬بجامعة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الأنصاري،‭ ‬الذي‭ ‬وافته‭ ‬المنية‭ ‬بعد‭ ‬مسيرة‭ ‬حافلة‭ ‬بالعطاء‭ ‬الفكري‭ ‬والعلمي‭.‬

مؤكداً‭ ‬أنّ‭ ‬الدكتور‭ ‬الأنصاري‭ ‬كان‭ ‬نموذجًا‭ ‬فريدًا‭ ‬للمفكر‭ ‬العربي‭ ‬الذي‭ ‬كرّس‭ ‬حياته‭ ‬لخدمة‭ ‬قضايا‭ ‬الأمة،‭ ‬حيث‭ ‬أثرى‭ ‬المكتبة‭ ‬العربية‭ ‬بإسهاماته‭ ‬الفكرية‭ ‬التي‭ ‬عبرت‭ ‬عن‭ ‬رؤية‭ ‬عميقة‭ ‬للحضارة‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬وقدم‭ ‬إسهامات‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الفكر،‭ ‬والأدب،‭ ‬والثقافة‭.‬

ويُذكر‭ ‬أنّ‭ ‬الدكتور‭ ‬الأنصاري‭ ‬أحد‭ ‬أعمدة‭ ‬جامعة‭ ‬الخليج‭ ‬العربيّ‭ ‬المؤسّسين،‭ ‬حيث‭ ‬تفتخرُ‭ ‬الجامعةُ‭ ‬بإرثه‭ ‬العلمي‭ ‬والفكريّ‭ ‬الذي‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬رسالة‭ ‬الجامعة‭ ‬كمنارة‭ ‬للعلم‭ ‬والمعرفة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬والذي‭ ‬سيظلّ‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬مصدر‭ ‬إلهام‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة‭.‬

وبهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬الأليمة،‭ ‬تتقدم‭ ‬أسرة‭ ‬جامعة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بخالص‭ ‬العزاء‭ ‬والمواساة‭ ‬لعائلة‭ ‬الفقيد‭ ‬وللشعب‭ ‬البحريني‭ ‬والعالم‭ ‬العربي،‭ ‬سائلين‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬أن‭ ‬يتغمده‭ ‬بواسع‭ ‬رحمته‭ ‬ويسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته،‭ ‬وأن‭ ‬يلهم‭ ‬ذويه‭ ‬الصبر‭ ‬والسلوان‭.‬

 

خسارة الفقد


لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬وفاة‭ ‬المفكر‭ ‬البحريني‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الأنصاري،‭ ‬تعد‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الخسارات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تخصّ‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وحدها،‭ ‬بل‭ ‬تعمّ‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬بأسره،‭ ‬لأنه‭ ‬أثّر‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المهتمين‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬مشرق‭ ‬الوطن‭ ‬ومغربه‭.‬

لقد‭ ‬كانت‭ ‬سيرة‭ ‬الدكتور‭ ‬الأنصاري‭ ‬مثالاً‭ ‬لأبناء‭ ‬عصره‭ ‬وجيله،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬نشطاً‭ ‬منذ‭ ‬كان‭ ‬طالباً‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬بيروت،‭ ‬ولافتاً‭ ‬للأنظار‭ ‬في‭ ‬صحافتنا،‭ ‬وكان‭ ‬معلّماً،‭ ‬وأحد‭ ‬أبرز‭ ‬مؤسسي‭ ‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1969،‭ ‬وكان‭ ‬وزيراً‭ ‬للإعلام‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬البحرين‭ ‬بعد‭ ‬استقلالها،‭ ‬وعندما‭ ‬غادر‭ ‬الوزارة‭ ‬للمزيد‭ ‬من‭ ‬طلب‭ ‬العلم‭ ‬شرّع‭ ‬نوافذه‭ ‬أكثر‭ ‬للثقافات،‭ ‬وبدأت‭ ‬ملامح‭ ‬مشروعه‭ ‬الفكري‭ ‬في‭ ‬النضوج‭.‬

عرفت‭ ‬الدكتور‭ ‬الأنصاري‭ (‬رحمه‭ ‬الله‭) ‬منذ‭ ‬التحاقه‭ ‬بجامعة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬حيث‭ ‬كنت‭ ‬أعمل،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كونه‭ ‬أستاذاً‭ ‬ومشرفاً‭ ‬ومؤسساً‭ ‬لمادة‭ ‬الثقافة‭ ‬الإسلامية‭ ‬التي‭ ‬يدرسها‭ ‬الطلبة،‭ ‬فلقد‭ ‬كان‭ ‬مؤثراً‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تعامل‭ ‬معه،‭ ‬يجذب‭ ‬الآخرين‭ ‬بلطفه‭ ‬وغزارة‭ ‬علمه‭ ‬وأسلوبه‭ ‬المميز‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬والنقاش،‭ ‬لذلك‭ ‬حظيت‭ ‬محاضراته‭ ‬ومناقشاته،‭ ‬وإسهاماته‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬الجامعة،‭ ‬وخارجها‭ ‬كذلك،‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬التفاعل،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬وجوده‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬محفل،‭ ‬قيمة‭ ‬علمية‭ ‬وفكرية‭ ‬عالية‭.‬

رحم‭ ‬الله‭ ‬فقيدنا‭ ‬الغالي،‭ ‬وجزاه‭ ‬الله‭ ‬خير‭ ‬الجزاء‭ ‬بما‭ ‬قدّم‭ ‬للفكر‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬إسهامات‭ ‬رائدة،‭ ‬والتفاتات‭ ‬لم‭ ‬يسبقه‭ ‬إليها‭ ‬أحد،‭ ‬سائلاً‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬أن‭ ‬يلهمنا،‭ ‬ويلهم‭ ‬ذويه‭ ‬الصبر‭ ‬والسلوان‭.‬

‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬رياض‭ ‬حمزة

 

أسرة الأدباء والكتاب تنعى الدكتور محمد الأنصاري

د. صفاء العلوي: لمست إعجاب المثقفين بفكره أثناء كتابتي لسيرته


 

نعت‭ ‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب‭ ‬أول‭ ‬رئيس‭ ‬لها‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الأنصاري‭ ‬عبر‭ ‬حساباتها‭ ‬الرسمية‭ ‬قائلةً‭: ‬‮«‬إنا‭ ‬لله‭ ‬وإنا‭ ‬إليه‭ ‬راجعون،‭ ‬ببالغ‭ ‬الأسى‭ ‬وعميق‭ ‬الحزن‭ ‬ينعى‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب‭ ‬وأعضاء‭ ‬الأسرة‭ ‬وجميع‭ ‬منتسبيها‭ ‬المفكر‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الأنصاري،‭ ‬من‭ ‬المؤسسين‭ ‬لأسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب‭ ‬وأول‭ ‬رئيس‭ ‬لها‭ ‬عام‭ ‬1969م،‭ ‬سائلين‭ ‬الله‭ ‬العلي‭ ‬القدير‭ ‬أن‭ ‬يتغمده‭ ‬بوافر‭ ‬رحمته‭ ‬ويسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته،‭ ‬وسيبقى‭ ‬الفقيد‭ ‬خالدًا‭ ‬بعطائه‭ ‬في‭ ‬قلوبنا‭ ‬جميعًا‮»‬‭.‬

نعت‭ ‬الدكتورة‭ ‬صفاء‭ ‬العلوي،‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لأسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب،‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الأنصاري‭ ‬بقولها‭: ‬‮«‬كان‭ ‬الدكتور‭ ‬الأنصاري‭ ‬مفكرًا‭ ‬وباحثًا‭ ‬وأديبًا‭ ‬وناقدًا،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬بأسره‭. ‬وُلد‭ ‬في‭ ‬المحرق،‭ ‬مركز‭ ‬الثقافة‭ ‬والعلم،‭ ‬ودرس‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬أعرق‭ ‬الجامعات،‭ ‬يُعد‭ ‬مدرسة‭ ‬فكرية‭ ‬متكاملة‭ ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬المثقفين‭ ‬العرب‭ ‬الذين‭ ‬تناولوا‭ ‬قضايا‭ ‬الفكر‭ ‬والثقافة‭ ‬والمجتمع‭ ‬العربي‭ ‬برؤية‭ ‬نقدية‭ ‬شاملة‭. ‬وذكرت‭ ‬أن‭ ‬الأنصاري‭ ‬يعد‭ ‬قامة‭ ‬ثقافية‭ ‬ومن‭ ‬مؤسسي‭ ‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب‭ ‬وأول‭ ‬رئيس‭ ‬لها‭. ‬بفقدانه،‭ ‬خسرت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أحد‭ ‬رموزها‭ ‬الثقافية‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬المحلي‭ ‬والعربي‮»‬‭.‬

وأضافت‭: ‬‮«‬لقد‭ ‬اختتمتُ‭ ‬مؤلفاتي‭ ‬بكتابة‭ ‬سيرته،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬ذلك،‭ ‬التقيتُ‭ ‬بالمقربين‭ ‬منه،‭ ‬ولمستُ‭ ‬إعجاب‭ ‬المثقفين‭ ‬بفكره‭ ‬واحترامهم‭ ‬لقامته‭ ‬النيرة‭. ‬برحيله،‭ ‬فقدت‭ ‬البحرين‭ ‬والأمة‭ ‬العربية‭ ‬قامة‭ ‬فكرية‭ ‬نيرة‭ ‬تركت‭ ‬بصمات‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬الفكر‭ ‬والثقافة‭. ‬نسأل‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يتغمد‭ ‬الفقيد‭ ‬بواسع‭ ‬رحمته،‭ ‬وأن‭ ‬يلهم‭ ‬أهله‭ ‬وذويه‭ ‬الصبر‭ ‬والسلوان‮»‬‭.‬

 

الأدباء والمثقفون داخل وخارج البحرين ينعون المفكر الكبير


نعى‭ ‬رواد‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬البحريني‭ ‬والعربي‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الأنصاري،‭ ‬الذي‭ ‬وافاه‭ ‬الأجل‭ ‬أمس‭ ‬الخميس،‭ ‬حيث‭ ‬نعت‭ ‬الدكتورة‭ ‬معصومة‭ ‬المطاوعة،‭ ‬أستاذ‭ ‬التربية‭ ‬المشارك‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين،‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬مركز‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬كانو‭ ‬الثقافي،‭ ‬قائلةً‭: ‬‮«‬عظم‭ ‬الله‭ ‬أجر‭ ‬البحرين‭ ‬والفكر‭ ‬والثقافة‭ ‬بوفاة‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬أستاذنا‭ ‬القدير‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الأنصاري،‭ ‬لقد‭ ‬فقدنا‭ ‬بوفاة‭ ‬الدكتور‭ ‬الأنصاري‭ ‬علامة‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬وحاضر‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬فما‭ ‬قدمه‭ ‬الدكتور‭ ‬الأنصاري‭ ‬من‭ ‬دراسات‭ ‬وبحوث‭ ‬ومقالات‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬بارز‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬الحركة‭ ‬الثقافية‭ ‬والفكرية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والمنطقة،‭ ‬ولا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬عرف‭ ‬الدكتور‭ ‬الأنصاري‭ ‬عطاؤه‭ ‬الأكاديمي‭ ‬والبحثي‭ ‬ومواقفه‭ ‬الداعمة‭ ‬للطلبة‭ ‬والمثقفين‭ ‬واجتهاده‭ ‬الدائم‭ ‬بتقديم‭ ‬المساندة‭ ‬والتوجيه‭ ‬لما‭ ‬يخدم‭ ‬الأفراد‭ ‬والمؤسسات‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬الفكرية،‭ ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب‭ ‬ورئاسته‭ ‬لها،‭ ‬ودوره‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬جائزة‭ ‬عيسى‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الاجتهادات‭ ‬التي‭ ‬يصعب‭ ‬حصرها،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬كتاباته‭ ‬الفكرية‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬جميع‭ ‬من‭ ‬قرأ‭ ‬له،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬أب‭ ‬الثقافة‭ ‬الروحي،‭ ‬وكنا‭ ‬نغرف‭ ‬من‭ ‬معين‭ ‬خبراته‭ ‬وأفكاره‭ ‬طوال‭ ‬السنوات‭ ‬التي‭ ‬مضت‭ ‬وسنظل،‭ ‬فما‭ ‬امتلكه‭ ‬الفقيد‭ ‬الأنصاري‭ ‬وما‭ ‬أورثه‭ ‬لنا‭ ‬سيظل‭ ‬علمًا‭ ‬وخلقًا‭ ‬وأدبًا‭ ‬تتوارثه‭ ‬الأجيال‭ ‬جيلا‭ ‬بعد‭ ‬جيل،‭ ‬فعظم‭ ‬الله‭ ‬لنا‭ ‬الأجر‭ ‬وألهمنا‭ ‬وأهله‭ ‬ومحبيه‭ ‬جميعا‭ ‬الصبر‭ ‬والسلوان‭ ‬ونسأل‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬مثواه‭ ‬الجنة،‭ ‬إنا‭ ‬لله‭ ‬وإنا‭ ‬اليه‭ ‬راجعون‮»‬‭.‬

استذكر‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬عبدالملك‭ ‬أكاديمي‭ ‬وروائي‭ ‬قطري‭ ‬عبر‭ ‬حسابه‭ ‬الشخصي‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬قائلًا‭: ‬‮«‬فقدت‭ ‬الساحة‭ ‬الثقافية‭ ‬رمزا‭ ‬من‭ ‬رموز‭ ‬الأدب،‭ ‬هو‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الأنصاري،‭ ‬مستشار‭ ‬ملك‭ ‬البحرين‭ ‬للشؤون‭ ‬الثقافية‭ ‬والعلمية،‭ ‬وهو‭ ‬صاحب‭ ‬قلم‭ ‬وفكر‭ ‬مستنير،‭ ‬وله‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤلفات‭ ‬الأدبية‭ ‬والفكرية،‭ ‬وساهم‭ ‬في‭ ‬مناصرة‭ ‬قضايا‭ ‬الرأي‭ ‬ورصانة‭ ‬الصحافة،‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬واسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته‮»‬‭.‬

ومن‭ ‬جانبه،‭ ‬استذكر‭ ‬عبدالغفار‭ ‬حسين‭ ‬كاتب‭ ‬اماراتي‭ ‬عبر‭ ‬حسابه‭ ‬الشخصي‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬قائلًا‭: ‬‮«‬حزنت‭ ‬لخبر‭ ‬رحيل‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الأنصاري‭ ‬المفكر‭ ‬والكاتب‭ ‬والمعلم‭ ‬البحريني،‭ ‬وقد‭ ‬عرفت‭ ‬الأنصاري‭ ‬ومكانته‭ ‬الفكرية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬صديقه‭ ‬المرحوم‭ ‬تريم‭ ‬عمران‭ ‬الشخصية‭ ‬الإمارتية‭ ‬المعروفة‭ ‬ومؤسس‭ ‬دار‭ ‬الخليج،‭ ‬وكان‭ ‬اللقاءات‭ ‬بيننا‭ ‬مكررة‭ ‬وعديدة‭ ‬في‭ ‬مناسبات‭ ‬مختلفة،‭ ‬رحم‭ ‬الله‭ ‬أستاذنا‭ ‬الكبير‭ ‬وأسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته،‭ ‬إنا‭ ‬لله‭ ‬وإنا‭ ‬إليه‭ ‬راجعون‮»‬‭.‬

 

 

رحيل رائد الدراسات الاستشرافية

المستقبلية في العالم العربي


برحيل‭ ‬المفكر‭ ‬البحريني‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الأنصاري‭ ‬المستشار‭ ‬الثقافي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬يترجل‭ ‬عن‭ ‬المشهد‭ ‬الثقافي‭ ‬والفكري‭ ‬العربي‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬الرموز‭ ‬التأسيسيّة‭ ‬لمشروع‭ ‬نقد‭ ‬الفكر‭ ‬العربيّ،‭ ‬وتجديد‭ ‬المشروع‭ ‬النهضوي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فقدت‭ ‬الساحة‭ ‬العربيّة‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬المفكر‭ ‬المغربيّ‭ ‬محمد‭ ‬عابد‭ ‬الجابري‭ ‬الذي‭ ‬يتقاطع‭ ‬مشروعه‭ ‬الفكري‭ ‬النقدي‭ ‬مع‭ ‬مشروع‭ ‬الأنصاري‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬تلك‭ ‬المساءلات‭ ‬النقدية‭ ‬الفلسفية‭ ‬الاستشرافيّة‭ ‬المستقبليّة‭ ‬لأسئلة‭ ‬النهضة‭ ‬العربية‭ ‬باكتشاف‭ ‬الذات‭ ‬ونقدها،‭ ‬وإن‭ ‬اختلفت‭ ‬المنهجيات‭ ‬بينهما‭ ‬في‭ ‬طبيعة‭ ‬المعالجات‭ ‬الخاصة‭ ‬بمدوّنات‭ ‬النصوص‭ ‬وتفكيكها‭. ‬لقد‭ ‬عاد‭ ‬الأنصاري‭ ‬إلى‭ ‬التراث‭ ‬العربيّ‭ ‬الإسلاميّ،‭ ‬وعاد‭ ‬إلى‭ ‬تشخيص‭ ‬الواقع‭ ‬العربيّ‭ ‬في‭ ‬أبعاده‭ ‬الحضارية،‭ ‬والسياسيّة،‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬والثقافية،‭ ‬والاجتماعيّة‭ ‬بحثًا‭ ‬عن‭ ‬الفكر‭ ‬العربيّ‭ ‬وصراع‭ ‬الأضداد‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كتب‭ ‬عن‭ ‬تكوين‭ ‬العرب‭ ‬السياسي‭ ‬ومغزى‭ ‬الدولة‭ ‬القطرية‭. ‬ولقد‭ ‬كان‭ ‬سابقًا‭ ‬في‭ ‬الدراسات‭ ‬المستقبليّة‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ (‬العالم‭ ‬والعرب‭ ‬سنة‭ ‬2000‭). ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬أن‭ ‬الفقيد‭ ‬الراحل‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬مؤسسي‭ ‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب‭ ‬وكان‭ ‬أول‭ ‬رئيس‭ ‬لها،‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬له‭ ‬كتابات‭ ‬منهجية‭ ‬نقدية‭ ‬تناولت‭ ‬نتاج‭ ‬بعض‭ ‬أدباء‭ ‬البحرين‭ ‬المعاصرين‭. ‬رحم‭ ‬الله‭ ‬الفقيد‭ ‬الراحل‭ ‬الذي‭ ‬لُقِب‭ ‬بابن‭ ‬خلدون‭ ‬العصر‭ ‬الحديث،‭ ‬والذي‭ ‬أسس‭ ‬بمؤلفاته‭ ‬الثرية‭ ‬مكتبة‭ ‬عربية‭ ‬مرجعية‭ ‬أصيلة‭ ‬في‭ ‬مجالها،‭ ‬وسيبقى‭ ‬إرثه‭ ‬التأسيسي‭ ‬مرجعًا‭ ‬أصيلاً‭ ‬للأجيال‭ ‬الحالية‭ ‬والمستقبليّة‭.‬

الدكتورة‭ ‬ضياء‭ ‬عبدالله‭ ‬الكعبي

 

يرحل المفكرون.. ويظل فكرهم باقيا بيننا


{‭ ‬بقلم‭:‬

الدكتور‭ ‬راشد‭ ‬نجم‭.‬

لقد‭ ‬فقدت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬برحيل‭ ‬المفكر‭ ‬العربي‭ ‬الكبير‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الأنصاري‭ ‬اسما‭ ‬مضيئاً‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية،‭ ‬فهو‭ ‬يعتبر‭ ‬واحداً‭ ‬من‭ ‬المفكرين‭ ‬العرب‭ ‬الذين‭ ‬حملوا‭ ‬مشروعاً‭ ‬نقديّاً‭ ‬للفكر‭ ‬العربي‭ ‬المتطلع‭ ‬إلى‭ ‬تجديد‭ ‬المشروع‭ ‬النهضوي‭ ‬العربي،‭ ‬وهو‭ ‬قامة‭ ‬ثقافية‭ ‬سامقة،‭ ‬ورمز‭ ‬مبدع‭ ‬في‭ ‬الحراك‭ ‬الأدبي‭ ‬والثقافي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬كأحد‭ ‬المثقفين‭ ‬الذين‭ ‬أثروا‭ ‬هذا‭ ‬الحراك‭ ‬باهتماماته‭ ‬وكتاباته‭ ‬منذ‭ ‬الستينيات‭ ‬ومتابعته‭ ‬نتاج‭ ‬الأدب‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬والكتابة‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬المحلية‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬يستشعره‭ - ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ - ‬من‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬للأدب‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭. ‬

كانت‭ ‬مقالاته‭ ‬التي‭ ‬ينشرها‭ ‬في‭ ‬جريدة‭ ‬الأضواء‭ ‬تهتم‭ ‬برصد‭ ‬التجربة‭ ‬الأدبية‭ ‬الشابة‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬تلفت‭ ‬الأنظار‭ ‬اليها‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬فضاء‭ ‬الشعر‭ ‬او‭ ‬السرد‭ ‬او‭ ‬المقالات‭ ‬الأدبية‭. ‬ففي‭ ‬فترة‭ ‬منتصف‭ ‬الستينيات‭ ‬بدأت‭ ‬تبرز‭ ‬اتجاهات‭ ‬وتجارب‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬قصيدة‭ ‬الشعر‭ ‬الحديثة‭ ‬لغة‭ ‬وموضوعاً‭ ‬وصياغة‭ ‬تختلف‭ ‬في‭ ‬مضامينها‭ ‬وتوجهاتها‭ ‬عن‭ ‬قصائد‭ ‬الشعراء‭ ‬الرموز‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يتسيدون‭ ‬الساحة‭ ‬الأدبية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬كتابة‭ ‬القصة‭ ‬القصيرة‭. ‬

أما‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الشخصي‭ ‬فأنا‭ ‬أعرف‭ ‬الراحل‭ ‬العزيز‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الأنصاري‭ ‬قبل‭ ‬بدايات‭ ‬تأسيس‭ ‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب‭ ‬عام‭ ‬1969‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يسكن‭ ‬شمال‭ ‬مدينة‭ ‬المحرق‭ ‬‮«‬فريج‭ ‬الغاوي‮»‬‭ ‬وأنا‭ ‬أسكن‭ ‬‮«‬فريج‭ ‬المري‮»‬،‭ ‬فكلانا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المدينة‭ ‬العريقة‭ ‬وأحياؤنا‭ ‬متقاربة‭.. ‬كان‭ ‬شعلة‭ ‬من‭ ‬النشاط‭ ‬والحيوية‭ ‬والاهتمامات‭ ‬الأدبية‭.. ‬وكنا‭ ‬نلتقي‭ ‬بين‭ ‬الفينة‭ ‬والأخرى‭ ‬حتى‭ ‬التقينا‭ ‬في‭ ‬منزله‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬مؤسسي‭ ‬الأسرة‭ ‬منهم‭ ‬‮«‬علي‭ ‬عبدالله‭ ‬خليفة،‭ ‬قاسم‭ ‬حداد،‭ ‬أحمد‭ ‬المناعي،‭ ‬خليفة‭ ‬العريفي،‭ ‬محمد‭ ‬الماجد‮»‬‭ ‬للتباحث‭ ‬حول‭ ‬فكرة‭ ‬تأسيس‭ ‬كيان‭ ‬أدبي‭ ‬للأدباء‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬كنا‭ ‬نمثلهم‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬فوجدنا‭ ‬المساندة‭ ‬والدعم‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الأنصاري‭ ‬الذي‭ ‬سعى‭ ‬لدى‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬رئيساً‭ ‬للإعلام‭ ‬وعضواً‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الدولة‭ ‬لتذليل‭ ‬صعوبات‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الترخيص‭ ‬الرسمي،‭ ‬فتم‭ ‬اختياره‭ ‬كأول‭ ‬رئيس‭ ‬لأسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب‭ ‬حيث‭ ‬ساهم‭ ‬بأفكاره‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬ملامح‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬الأدبي‭ ‬الجديد‭ ‬وتحديد‭ ‬توجهاته،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬الوحيد‭ ‬بيننا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬الحاصل‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬الماجستير‭ ‬في‭ ‬الأدب‭ ‬الأندلسي‭ ‬عام‭ ‬1966‭ ‬من‭ ‬الجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ببيروت،‭ ‬ويبشر‭ ‬ببروز‭ ‬ناقد‭ ‬بحريني‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأدب‭ ‬يتسم‭ ‬بالكفاءة‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والعلمية‭ ‬التي‭ ‬تفتح‭ ‬له‭ ‬آفاقاً‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬والبحوث‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يحتاج‭ ‬إليها‭ ‬الحراك‭ ‬الأدبي‭ ‬الشاب‭ ‬والنشط‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭. ‬فكان‭ ‬اختيار‭ ‬الشعار‭ ‬الذي‭ ‬توافق‭ ‬عليه‭ ‬جميع‭ ‬المؤسسين‭ ‬ومازالت‭ ‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب‭ ‬تفخر‭ ‬به‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬الكلمة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإنسان‮»‬‭.‬

بدأ‭ ‬الدكتور‭ ‬الأنصاري‭ ‬يهتم‭ ‬بالجانب‭ ‬الثقافي‭ ‬والحضاري‭ ‬والاجتماعي‭ ‬للبحرين‭ ‬ومنطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ويرصد‭ ‬التحولات‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يعيشها‭ ‬لأنه‭ ‬المدخل‭ ‬السليم‭ ‬لفهم‭ ‬المجتمعات‭ ‬ودراسة‭ ‬احتمالات‭ ‬سلوكها‭ ‬وتطورها‭. ‬فأصدر‭ ‬كتابه‭ ‬القيم‭ ‬‮«‬لمحات‭ ‬من‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‮»‬‭ ‬في‭ ‬ابريل‭ ‬عام‭ ‬1970‭ ‬وهي‭ ‬دراسات‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وثقافته‭ ‬ورجاله‭ ‬وفولكلوره‭ ‬الشعبي‭. ‬وفي‭ ‬رأي‭ ‬المتواضع‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬هو‭ ‬بداية‭ ‬اهتمام‭ ‬الدكتور‭ ‬الأنصاري‭ ‬بدراسة‭ ‬الجوانب‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والفكرية‭ ‬للمجتمع‭ ‬الخليجي‭ ‬والتي‭ ‬تطورت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬الى‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالوطن‭ ‬العربي‭ ‬وتحولاته‭ ‬الفكرية‭ ‬والتي‭ ‬انطلق‭ ‬منها‭ ‬مشروعه‭ ‬الفكري‭ ‬والنهضوي‭.‬

وعلى‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬هاجس‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬قراءته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مقالات‭ ‬الدكتور‭ ‬الأنصاري‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬ينشرها‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭.. ‬هاجس‭ ‬يتوارى‭ ‬خلف‭ ‬الكلمات‭ ‬والعبارات‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬النقد‭ ‬الأدبي‭ ‬أو‭ ‬الشأن‭ ‬الثقافي،‭ ‬بدأه‭ ‬بالاهتمام‭ ‬بالشئون‭ ‬السياسية،‭ ‬وهو‭ ‬بوابة‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬عالم‭ ‬أوسع‭ ‬من‭ ‬الكتابة‭ ‬النقدية،‭ ‬حيث‭ ‬الفضاء‭ ‬الرحب‭ ‬للتحليل‭ ‬والربط‭ ‬بين‭ ‬المعطيات‭ ‬والخروج‭ ‬بتصورات‭ ‬وسيناريوهات‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬العقل‭ ‬والفكر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬اقترابها‭ ‬من‭ ‬الأدب،‭ ‬بدأها‭ ‬بالكتابة‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬والدوريات‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭. ‬وفي‭ ‬رأي‭ ‬الشخصي‭ ‬أن‭ ‬مفتاح‭ ‬هذه‭ ‬البوابة‭ ‬كان‭ ‬دراسته‭ ‬للدكتوراه‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬قابل‭ ‬للجدل‭ ‬واختلاف‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬والشروع‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬أرضية‭ ‬مغايرة،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬موضوع‭ ‬أطروحته‭ ‬للدكتوراه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1979‭ ‬من‭ ‬الجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬هو‭ ‬‮«‬الفلسفة‭ ‬الإسلامية‭ ‬الحديثة‭ ‬والمعاصرة‮»‬‭ ‬حيث‭ ‬بدأ‭ ‬منها‭ ‬رحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الاشتغال‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬فكري‭ ‬خاص‭ ‬به‭ ‬يهتم‭ ‬بنقد‭ ‬الفكر‭ ‬والواقع‭ ‬العربي،‭ ‬فقام‭ ‬بتحليل‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬ودراسة‭ ‬الظواهر‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والثقافية‭ ‬التي‭ ‬تسود‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬عبر‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬تحولات‭ ‬الفكر‭ ‬والسياسة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬العربي،‭ ‬1930‭-‬1970‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1980،‭ ‬ثم‭ ‬توالت‭ ‬الدراسات‭ ‬والبحوث‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬الفكري‭ ‬والنقدي‭. ‬

ويمكن‭ ‬تلخيص‭ ‬مشروع‭ ‬الدكتور‭ ‬الأنصاري‭ ‬في‭ ‬اتجاهين‭ ‬فكريين‭ ‬هما‭: ‬نقد‭ ‬الفكر‭ ‬العربي‭ ‬ونشر‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬عدة‭ ‬كتب‭ ‬لعل‭ ‬أهمها‭ ‬‮«‬مساءلة‭ ‬الهزيمة‭: ‬جديد‭ ‬الفكر‭ ‬العربي‭ ‬بين‭ ‬صدمة‭ ‬1967‭ ‬ومنعطف‭ ‬الألفية‮»‬،‭ ‬ثم‭ ‬مشروع‭ ‬نقد‭ ‬الواقع‭ ‬العربي‭ ‬ولعل‭ ‬أهم‭ ‬المؤلفات‭ ‬التي‭ ‬نشرها‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬تكوين‭ ‬العرب‭ ‬السياسي‭ ‬ومغزى‭ ‬الدولة‭ ‬القُطرية‮»‬‭ ‬وفي‭ ‬كلا‭ ‬المشروعين‭ ‬تميّز‭ ‬الدكتور‭ ‬الأنصاري‭ ‬بمنهج‭ ‬بحثي‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬التحليل‭ ‬العلمي‭ ‬الرصين‭ ‬عميق‭ ‬الدلالات‭ ‬والاستشهادات،‭ ‬قوي‭ ‬الحجج‭ ‬والمقارنات،‭ ‬ما‭ ‬مكّن‭ ‬مشروعه‭ ‬من‭ ‬الانتشار‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬وأثار‭ ‬جدلاً‭ ‬فكريّاً‭ ‬واسعاً‭ ‬بين‭ ‬المؤيدين‭ ‬له‭ ‬والمعارضين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الاتجاهات‭ ‬الفكرية‭ ‬والسياسية‭. ‬

إن‭ ‬الراحل‭ ‬الكبير‭ ‬والمفكر‭ ‬العربي‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الانصاري‭ ‬هو‭ ‬رحلة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬امتدت‭ ‬الى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬قرن،‭ ‬رسمت‭ ‬خيوطها‭ ‬اشعاعاً‭ ‬ونوراً‭ ‬أدبيّاً‭ ‬وثقافيّاً‭ ‬وفكريّاً،‭ ‬سافر‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجزيرة‭ ‬المضيئة‭ ‬والساحرة‭ ‬البحرين‭ ‬الى‭ ‬كافة‭ ‬أرجاء‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬ليسهم‭ ‬مع‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬المفكرين‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬إضاءة‭ ‬جوانب‭ ‬الحياة‭ ‬الفكرية‭ ‬ويعطي‭ ‬إجابات‭ ‬مقنعة‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬الشائكة‭.. ‬فوضع‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬المفكرين‭ ‬العرب‭ ‬المتطلعين‭ ‬الى‭ ‬تجديد‭ ‬المشروع‭ ‬النهضوي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كتاباتهم‭ ‬في‭ ‬نقد‭ ‬الفكر‭ ‬العربي‭ ‬السائد‭.‬

رحمك‭ ‬الله‭ ‬رحمة‭ ‬واسعة‭ ‬وأسكنك‭ ‬فسيح‭ ‬جناته،‭ ‬وألهمنا‭ ‬جميعاً‭ ‬الصبر‭ ‬والسلوان‭.. ‬فبرحيلك‭ ‬تفقد‭ ‬البحرين‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭ ‬رجلاً‭ ‬مثقفاً‭ ‬ومفكراً‭ ‬مميزاً‭ ‬أثرى‭ ‬بكتاباته‭ ‬جوانب‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬حياتنا‭ ‬الأدبية‭ ‬والثقافية‭ ‬والفكرية‭.. ‬فالمفكرون‭ ‬يرحلون،‭ ‬ولكن‭ ‬يبقى‭ ‬فكرهم‭ ‬حاضراً‭ ‬بيننا‭.    ‬

 

رئيس‭ ‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا