دمشق - (أ ف ب): داخل كنيسة في دمشق القديمة، رفعت سارة لطيفة صلاتها مع نحو خمسمائة شخص شاركوا في أمسية ميلادية، على وقع مخاوف تعتري مسيحيي سوريا هذا العام مع تسلم سلطة جديدة البلاد إثر إطاحة الحكم السابق الذي قدم نفسه حاميا للأقليات.
وتقول سارة لوكالة فرانس برس «كانت ثمة صعوبات في ظل الظروف الراهنة أن نجتمع مجددا ونصلي بسلام وفرح، لكن الحمدلله تمت الأمور بخير».
ورتّل نحو 25 شابا وشابة من بينهم سارة، ضمن جوقة مار أفرام السرياني البطريركية داخل كاتدرائية مار جرجس للسريان الارثوذوكس، بحضور غصّت به مقاعد الكنيسة الخشبية، بينما كان أطفال يلهون في الباحة بعدما أوصدت جميع الأبواب.
وتضيف سارة «مهما كان الطريق ضبابيا أو مجهول النهاية، لكنني متأكدة أننا سنعيش الولادة الجديدة طالما أيدينا بأيدي بعض».
وخرجت تظاهرات عدة في الكثير من أحياء دمشق المسيحية ليل الاثنين الثلاثاء تقدمها رفع صليب خشبي كبير، ردد خلالها المشاركون هتافات عدة بينها «نريد حقوق المسيحيين». وحمل بعضهم علم الاستقلال الذي ترفعه السلطة الجديدة.
وانطلقت التظاهرات بعد انتشار مقطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي يظهر فيه مقاتلون ملثمون وهم يضرمون النار بشجرة عيد الميلاد في مدينة سقيلبية التي تقطنها غالبية من المسيحيين الأرثوذكس.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن مقاتلين ينتمون إلى فصيل جهادي هم من أحرق الشجرة. وفي مقطع فيديو آخر، ظهر مسؤول من هيئة تحرير الشام، مؤكدا لسكان المنطقة أن مرتكبي هذا العمل «ليسوا سوريين» وتعهد بمعاقبتهم.
وفي دمشق، يقول أحد المتظاهرين ويدعى جورج لفرانس برس «نزلنا لأن هناك الكثير من الطائفية والظلم ضد المسيحيين تحت تسمية (تصرفات فردية)» مع تكرار التداول بحوادث في مناطق عدة.
ويضيف «إما أن نعيش في بلد يحترم مسيحيتنا وبأمان، كما كنا من قبل، أو افتحوا لنا باب اللجوء الكنسي حتى نغادر إلى الخارج».
وكان عدد المسيحيين في سوريا يتجاوز المليون قبل اندلاع النزاع عام 2011، ليتراجع مع موجات الهجرة واللجوء تباعا. ويقدر الخبير في الشأن السوري فابريس بالانش أن عدد المسيحيين المتبقين في سوريا اليوم يراوح بين مئتي ألف و300 ألف شخص.
وقدّم الرئيس السابق بشار الأسد نفسه حاميا للأقليات. وأدانت شريحة واسعة من مسيحيي سوريا بالولاء لدمشق بعدما طُردوا أو هُجّروا من مناطق عدة على أيدي مجموعات إسلامية متطرفة خصوصا خلال سنوات النزاع.
وكان زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع الذي يقود السلطة حاليا وجّه رسائل طمأنة إلى الأقليات، بينها المسيحية، مع تقدم قواته سريعا وصولا الى دمشق.
وفي أول عظة له بعد وصول السلطة الجديدة الى دمشق، قال بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر، وفق شريط فيديو تم تداوله على نطاق واسع، إن «الضامن الأول والأخير.. هو الدستور» داعيا الى أن «تكون عملية صياغة الدستور عملية وطنية شاملة وجامعة» لكل المكونات التي تشكل النسيج السوري.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك