العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

المفكر الروسي ألكسندر نازاروف: الدولة السورية لم تعد موجودة وموسكو لا يمكن أن تقايض الأسد بزيلينسكي

الأحد ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

تونس‭: ‬نفى‭ ‬المفكر‭ ‬الروسي‭ ‬ألكسندر‭ ‬نازاروف‭ ‬عقد‭ ‬‮«‬صفقة‮»‬‭ ‬بين‭ ‬موسكو‭ ‬وواشنطن‭ ‬تتضمن‭ ‬مقايضة‭ ‬رئيس‭ ‬النظام‭ ‬السوري‭ ‬السابق‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬بنظيره‭ ‬الأوكراني‭ ‬فولوديمير‭ ‬زيلينسكي‭ ‬والمساعدة‭ ‬في‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬النفوذ‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬مقابل‭ ‬وقف‭ ‬الدعم‭ ‬الغربي‭ ‬لأوكرانيا،‭ ‬كما‭ ‬اعتبر‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬خيانة‮»‬‭ ‬الجيش‭ ‬السوري‭ ‬للأسد‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬عجلت‭ ‬بسقوط‭ ‬نظامه‭.‬

وقال‭ ‬نازاروف،‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬خاص‭ ‬مع‭ ‬‮«‬القدس‭ ‬العربي‮»‬‭: ‬‮«‬روسيا‭ ‬لا‭ ‬تمتلك‭ ‬القوة‭ ‬الكافية‭ ‬لتعويض‭ ‬غياب‭ ‬دعم‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إيران‭ ‬وحزب‭ ‬الله،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬خيانة‭ ‬أو‭ ‬تقاعس‭ ‬الجيش‭ ‬السوري‭ ‬وعدم‭ ‬رغبته‭ ‬بالقتال‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬فاقت‭ ‬أي‭ ‬أسباب‭ ‬أخرى‭ ‬لسقوط‭ ‬النظام‮»‬‭. ‬وأوضح‭ ‬بقوله‭: ‬‮«‬الكل‭ ‬يعلم‭ ‬أنه‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬كانت‭ ‬روسيا‭ ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬الشق‭ ‬الجوي‭ ‬من‭ ‬الحرب،‭ ‬بينما‭ ‬لعب‭ ‬شركاء‭ ‬سوريا‭ ‬الآخرون‭ ‬الدور‭ ‬الرئيسي‭ ‬على‭ ‬الأرض‭. ‬لذا‭ ‬فمن‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬الاتهامات‭ ‬الموجهة‭ ‬إلى‭ ‬روسيا‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬الصحيح‮»‬‭. ‬

كما‭ ‬أن‭ ‬أهمية‭ ‬سوريا‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬موسكو‭ ‬وواشنطن‭ ‬أقل‭ ‬بألف‭ ‬مرة‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وسوريا‭ ‬أقل‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬توضع‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬مقابل‭ ‬أوكرانيا‭. ‬ونتيجة‭ ‬الحرب‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬والغرب‭ ‬عموما‭ ‬ستكون‭ ‬نهاية‭ ‬أو‭ ‬موت‭ ‬الجانب‭ ‬الخاسر،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لن‭ ‬يتقرر‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬أو‭ ‬أوروبا‭. ‬وعلى‭ ‬هذه‭ ‬الخلفية‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬إهمال‭ ‬العامل‭ ‬السوري‭.‬

وتابع‭ ‬نازاروف‭ ‬‮«‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬قد‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬تجميد‭ ‬نشاطها‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬خط‭ ‬المواجهة‭ ‬الراهن‭ ‬مقابل‭ ‬سوريا‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬مثير‭ ‬للضحك‭. ‬فروسيا‭ ‬لا‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬الأراضي،‭ ‬وتمتلك‭ ‬مساحة‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬لكن،‭ ‬وبالحديث‭ ‬عن‭ ‬الأراضي،‭ ‬فإن‭ ‬الأراضي‭ ‬الروسية‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬أكبر‭ ‬بثلاثة‭ ‬أضعاف‭ ‬مما‭ ‬استعدناه‭ ‬بالفعل‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬اعتبر‭ ‬نازارزف‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬‮«‬تتقدم‭ ‬الآن‭ ‬بنجاح،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تعاني‭ ‬أوكرانيا‭ ‬من‭ ‬الإحباط،‭ ‬وهي‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬الانهيار‭ ‬في‭ ‬مجالي‭ ‬الطاقة‭ ‬والاقتصاد‭. ‬واقتراح‭ ‬تجميد‭ ‬خط‭ ‬المواجهة‭ ‬لا‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬روسيا،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬الغرب،‭ ‬الذي‭ ‬يقترح‭ ‬التجميد‭ ‬لأن‭ ‬أوكرانيا‭ ‬أصبحت‭ ‬على‭ ‬حافة‭ ‬الهزيمة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تحتاج‭ ‬روسيا‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬آمنة‭ ‬وعازلة‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬الشرقية،‭ ‬وليس‭ ‬تجميد‭ ‬خط‭ ‬المواجهة،‭ ‬وأوكرانيا‭ ‬بالذات‭ ‬لا‭ ‬تهم‭ ‬روسيا‮»‬‭.‬

وأضاف‭: ‬‮«‬تجميد‭ ‬الحرب‭ ‬الآن‭ ‬لا‭ ‬يناسب‭ ‬روسيا‭ ‬ولا‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬فكلا‭ ‬المجتمعين‭ ‬يميلان‭ ‬إلى‭ ‬مواصلة‭ ‬القتال،‭ ‬وسيكون‭ ‬رد‭ ‬فعلهما‭ ‬سلبيا‭ ‬للغاية‭ ‬على‭ ‬التجميد‭. ‬وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الوضع‭ ‬المزري‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وعدم‭ ‬شعبية‭ ‬زيلينسكي،‭ ‬فإن‭ ‬التجميد‭ ‬يمثل‭ ‬حكما‭ ‬بإعدامه‭. ‬لذلك،‭ ‬سيرفض‭ ‬ذلك،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬فإن‭ ‬زيلينسكي‭ ‬يناسب‭ ‬بوتين‭ ‬تماما‭ ‬ولا‭ ‬يناسب‭ ‬ترامب،‭ ‬الذي‭ ‬يحتاج‭ ‬بشكل‭ ‬عاجل‭ ‬إلى‭ ‬التحول‭ ‬من‭ ‬أوكرانيا‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭ ‬والصين‭. ‬ترامب‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يريد‭ ‬إزاحة‭ ‬زيلينسكي،‭ ‬وليس‭ ‬بوتين‮»‬‭.‬

وتساءل‭ ‬بقوله‭: ‬‮«‬فهل‭ ‬من‭ ‬المنطقي‭ ‬أن‭ ‬تستبدل‭ ‬روسيا‭ ‬رحيل‭ ‬الأسد‭ ‬برحيل‭ ‬زيلينسكي‭ ‬المناسب‭ ‬لروسيا؟‭ ‬بمعنى‭ ‬هل‭ ‬تتخلى‭ ‬موسكو‭ ‬عن‭ ‬أصل‭ ‬مفيد‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬خسارة‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا؟‭ ‬إنه‭ ‬العبث‭ ‬المطلق‭ ‬بعينه‭!‬‮»‬‭.‬

ويرى‭ ‬مراقبون‭ ‬أن‭ ‬موسكو‭ ‬ربما‭ ‬تعرضت‭ ‬لـ«الخداع‮»‬‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أنقرة،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬الثانية‭ ‬لم‭ ‬تلتزم‭ ‬بمسار‭ ‬أستانا‭ ‬ودعمت‭ ‬المعارضة‭ ‬التي‭ ‬أسقط‭ ‬نظام‭ ‬الأسد‭ ‬المدعوم‭ ‬من‭ ‬موسكو‭. ‬لكن‭ ‬نازاروف‭ ‬اعتبر‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تركيا‭ ‬نفسها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تتوقع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬في‭ ‬سوريا‭. ‬فرغم‭ ‬أن‭ ‬بعضها‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬أنقرة،‭ ‬لكنها‭ ‬تلقت‭ ‬ضربة‭ ‬شديدة‭ ‬تتجلى‭ ‬في‭ ‬تزايد‭ ‬فرص‭ ‬الأكراد‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬دولتهم‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬انهيار‭ ‬سوريا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تؤكده‭ ‬التصريحات‭ ‬التركية‭ ‬شبه‭ ‬اليومية‭ ‬حول‭ ‬ضرورة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬سوريا،‭ ‬والاستعداد‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬قمع‭ ‬الأكراد‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا