موسكو - (أ ف ب): قُتل مسؤول كبير في الجيش الروسي صباح أمس الثلاثاء، بانفجار قرب مبنى سكني في جنوب شرق موسكو، في هجوم تبنته كييف. وقالت لجنة التحقيق الروسية المكلّفة بالتحقيقات الرئيسية في البلاد في بيان: «انفجرت عبوة ناسفة كانت موضوعة في دراجة سكوتر متوقفة قرب مدخل مبنى سكني صباح 17 ديسمبر في شارع ريازانسكي في موسكو». وأضافت: «قُتل قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي الروسية إيغور كيريلوف ومساعده» في الانفجار، مشيرة إلى أن «تحقيقا جنائيا فتح في اغتيال العسكريَين في موسكو».
ويُعدّ كيريلوف الذي يخضع لعقوبات من المملكة المتحدة بسبب الاشتباه في استخدامه أسلحة كيميائية في أوكرانيا أكبر مسؤول في الجيش الروسي يستهدف على الأراضي الروسية منذ شن الكرملين هجومه في أوكرانيا في فبراير 2022. ولم يعلق الكرملين ولا فلاديمير بوتين بعد على الحادثة. من جهتها، أعلنت أجهزة الأمن الأوكرانية مسؤوليتها عن اغتيال كيريلوف، وهو حدث نادر في العاصمة الروسية التي تُفرض فيها إجراءات أمنية مشددة، واتهمت الجنرال الروسي الاثنين بارتكاب «جرائم حرب» لأنه أعطى أوامر، بحسب كييف، باستخدام أسلحة كيميائية ضد القوات الأوكرانية. وأكدت في بيان أن الهجوم «هو عملية خاصة لجهاز الأمن الأوكراني».
وقال المحققون الروس في بيان: «انفجرت عبوة ناسفة كانت مثبتة على دراجة سكوتر متوقفة قرب مدخل مبنى سكني صباح 17 ديسمبر في شارع ريازانسكي في موسكو».
وتعرّض مدخل المبنى لأضرار جسيمة وتحطمت نوافذ العديد من الشقق، وفق ما أفاد صحفي في وكالة فرانس برس كان في الموقع حيث أقامت الشرطة طوقا أمنيا. وقال ميخائيل ماشكوف وهو طالب يبلغ 19 عاما ويسكن في مبنى مجاور لوكالة فرانس برس: «صوت الانفجار كان قويا جدا». وأضافت أناستاسيا ماغوميدوفا، وهي ربة منزل تبلغ 39 عاما: «يوجد موقع بناء قريب، وغالبا ما تصدر منه ضجة، لكننا لم نكن نعتقد أن شيئا فظيعا مماثلا قد حدث».
وكتبت صحيفة كوميرسانت الروسية على موقعها الإلكتروني: «جريمة غير مسبوقة ارتكبت في موسكو». وذكّرت بأن كيريلوف هو من كان «يتحدث خلال إحاطاته الإعلامية عن مختبرات الأسلحة البيولوجية الأمريكية في أوكرانيا». وفي أكتوبر، فرضت المملكة المتحدة عقوبات على كيريلوف الذي يشغل منصبه منذ أبريل 2017، بتهمة «نشر أسلحة كيميائية وحشية في أوكرانيا». واتهمت السلطات الأوكرانية كيريلوف بارتكاب جرائم حرب «بالاستخدام المكثف للأسلحة الكيميائية» ضد القوات الأوكرانية، بعد تحقيق أجراه جهاز الأمن الأوكراني. وأكد جهاز الأمن الأوكراني أنه منذ فبراير 2022، تم تسجيل أكثر من 4800 حالة استخدم فيها الجيش الروسي «ذخائر كيميائية». ورفضت السلطات الروسية تلك الاتهامات ووصفتها بأنها «سخيفة».
وسرعان ما صدرت ردود الفعل من القادة الروس. وقال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف إن «محاولات تخويف شعبنا ووقف تقدم الجيش الروسي وزرع الخوف محكوم عليها بالفشل». بدوره، أشاد رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين بمسيرة كيريلوف قائلا إنه كان «جنديا محترفا» و«وطنيا». وأعربت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عبر تلغرام عن أسفها لفقدان جنرال «شجاع» حارب «من أجل الوطن ومن أجل الحقيقة». كذلك، توعد نائب رئيس مجلس الاتحاد، الغرفة العليا في البرلمان الروسي، كونستانتين كوساتشيف «بمعاقبة القتلة. دون أدنى شك وبلا رحمة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك