(العرب اللندنية): شجّعت حالة الضعف التي بدت عليها إيران من خلال عجزها عن إنقاذ اثنين من أبرز حلفائها في المنطقة، هما نظام آل الأسد في سوريا وحزب الله في لبنان، قوى سياسية شيعية عراقية على قطع تكتّمها على خلافاتها مع طهران وعدم توافقها مع سياساتها تجاه البلد وجواره الإقليمي، وباتت تجاهر بمواقف مضادة لتلك السياسات وتدعو بغداد إلى انتهاج نهج سيادي مستقل عن دائرة التأثيرات الإيرانية في التعاطي مع يجري في المنطقة من متغيرات لاسيما على الساحة السورية.
وقطع رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي خطوة علنية باتجاه الخروج عن خطّ السياسة الإيرانية ومخالفة موقف طهران مما حدث في سوريا وذلك بإطلاقه مبادرة تصبّ محصّلتها النهائية في دعم الحكومة الجديدة التي حلت محلّ نظام بشار الأسد ومساعدتها على الاستقرار في السلطة وتأمين المرحلة الانتقالية بهدوء وأمان.
ويعتبر العبادي الذي قاد الحكومة العراقية في مرحلة حرجة امتدت بين سنتي 2014 و2018 ودارت خلالها الحرب الدامية ضد تنظيم داعش، أحد أقطاب العائلة السياسية الشيعية العراقية إذ أنّه متحدّر سياسيا عن حزب الدعوة الإسلامية ذي الصلات المتينة بطهران طائفيا وأيديولوجيّا.
لكنّ ذلك لم يمنع نشوب خلافات بينه وبين أقطاب أخرى من العائلة ذاتها ما جعله عرضة لغضب قادة كبار في الأحزاب والفصائل الشيعية المسلحة والمدعومة من إيران. وعكس الموقف من الحدث السوري ذلك الانقسام حيث مالت حكومة السوداني إلى صياغة موقف معتدل من التغيير الذي آلت السلطة بموجبه إلى أحمد الشرع زعيم هيئة تحرير الشام، معتبرة ذلك شأنا داخليا سوريا ينبغي القبول به والتعامل معه بما يخدم الاستقرار في سوريا ويسهّل عبورها المرحلة الانتقالية، في حين لا تزال أحزاب وفصائل شيعية عراقية تلتزم تبني الموقف الإيراني الذي يعتبر الهيئة تنظيما إرهابيا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك