العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

قادة سوريا الجدد يسعون إلى الطمأنة مع توافد المبعوثين الغربيين إلى دمشق

الأربعاء ١٨ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

 

دمشق‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬دمشق‭ ‬أمس‭ ‬عدة‭ ‬بعثات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬للقاء‭ ‬السلطات‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تهيمن‭ ‬عليها‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام‭ ‬الإسلامية‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬بدورها‭ ‬إلى‭ ‬طمأنة‭ ‬العواصم‭ ‬الأجنبية‭ ‬بشأن‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تهدئة‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬بعد‭ ‬نزاع‭ ‬مدمر‭ ‬استمرّ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬13‭ ‬عاما‭. ‬

أوفدت‭ ‬فرنسا‭ ‬التي‭ ‬عاد‭ ‬علمها‭ ‬ليرفرف‭ ‬فوق‭ ‬سفارتها‭ ‬المقفلة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2012‭ ‬مبعوثا‭ ‬وكذلك‭ ‬فعلت‭ ‬المانيا‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إقامة‭ ‬اتصالات‭ ‬مع‭ ‬السلطات‭ ‬الانتقالية‭ ‬التي‭ ‬تخضع‭ ‬خطواتها‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬الحكم،‭ ‬لمراقبة‭ ‬لصيقة‭. ‬

أمام‭ ‬تحدي‭ ‬توحيد‭ ‬البلاد‭ ‬وتطلعات‭ ‬العواصم‭ ‬الأجنبية،‭ ‬تعهد‭ ‬قائد‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام‭ ‬أبو‭ ‬محمد‭ ‬الجولاني‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬يستخدم‭ ‬اسمه‭ ‬الحقيقي‭ ‬أحمد‭ ‬الشرع،‭ ‬حلّ‭ ‬الفصائل‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬إسقاط‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬في‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬بفضل‭ ‬هجوم‭ ‬مباغت‭ ‬انطلق‭ ‬من‭ ‬شمال‭ ‬سوريا،‭ ‬ودمجها‭ ‬في‭ ‬الجيش‭. ‬

وفي‭ ‬بيان‭ ‬باسم‭ ‬تحالف‭ ‬الفصائل،‭ ‬قال‭ ‬الجولاني‭: ‬‮«‬سيتمّ‭ ‬حلّ‭ ‬الفصائل‭ ‬وتهيئة‭ ‬المقاتلين‭ ‬للانضواء‭ ‬تحت‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬وسيخضع‭ ‬الجميع‭ ‬للقانون‮»‬‭. ‬

ورُفع‭ ‬العلم‭ ‬الفرنسي‭ ‬أمس‭ ‬فوق‭ ‬مبنى‭ ‬سفارة‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬دمشق‭ ‬مع‭ ‬وصول‭ ‬بعثة‭ ‬دبلوماسية‭ ‬أوفدتها‭ ‬باريس‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬منذ‭ ‬12‭ ‬عاما‭. ‬وقال‭ ‬الموفد‭ ‬الفرنسي‭ ‬جان‭-‬فرنسوا‭ ‬غيوم‭: ‬‮«‬تستعد‭ ‬فرنسا‭ ‬لتقف‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬السوريين‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية‭. ‬

ومن‭ ‬جهته،‭ ‬أعلن‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬مستعد‮»‬‭ ‬لإعادة‭ ‬فتح‭ ‬سفارته‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬السورية‭ ‬فيما‭ ‬أقامت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬اتصالات‭ ‬بهيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام‭. ‬

وبعدما‭ ‬تخلت‭ ‬عنه‭ ‬حليفتاه‭ ‬روسيا‭ ‬وإيران،‭ ‬فر‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬إلى‭ ‬موسكو‭ ‬في‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬ديسمبر،‭ ‬بعدما‭ ‬سيطرت‭ ‬فصائل‭ ‬المعارضة‭ ‬المسلحة‭ ‬على‭ ‬دمشق‭ ‬بنتيجة‭ ‬هجوم‭ ‬مباغت‭ ‬وخاطف‭. ‬

وقد‭ ‬احتفل‭ ‬السوريون‭ ‬بأجواء‭ ‬حماسية‭ ‬بسقوطه‭ ‬بعد‭ ‬14‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬قمع‭ ‬الحراك‭ ‬المؤيد‭ ‬للديمقراطية‭ ‬ما‭ ‬أوقع‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬أهلية‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬نزاع‭ ‬معقد‭ ‬قضى‭ ‬فيه‭ ‬نصف‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬ولجأ‭ ‬ستة‭ ‬ملايين‭ ‬آخرين‭ ‬إلى‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭. ‬

إلا‭ ‬ان‭ ‬توحيد‭ ‬البلاد‭ ‬المشرذمة‭ ‬بسبب‭ ‬سنوات‭ ‬الحرب‭ ‬الطويلة‭ ‬والتي‭ ‬تنتشر‭ ‬فيها‭ ‬فصائل‭ ‬عدة‭ ‬تدين‭ ‬بولائها‭ ‬لجهات‭ ‬مختلفة‭ ‬وأقليات‭ ‬دينية‭ ‬واتنية،‭ ‬ليس‭ ‬بالمهمة‭ ‬السهلة‭. ‬وتؤكد‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام‭ ‬التي‭ ‬اعلنت‭ ‬فك‭ ‬ارتبطاها‭ ‬بتنظيم‭ ‬القاعدة‭ ‬أنها‭ ‬نأت‭ ‬بنفسها‭ ‬عن‭ ‬الجماعات‭ ‬الإسلامية‭ ‬المتطرفة‭ ‬لكنها‭ ‬تبقى‭ ‬مصنفة‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬إرهابية‮»‬‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العواصم‭ ‬الغربية‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬واشنطن‭. ‬

ورغم‭ ‬اعتمادهم‭ ‬الحذر،‭ ‬يسعى‭ ‬الغربيون‭ ‬إلى‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬السلطة‭ ‬الجديدة‭ ‬لإدراكهم‭ ‬خطر‭ ‬تفكك‭ ‬محتمل‭ ‬للبلاد‭ ‬وعودة‭ ‬ظهور‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬القضاء‭ ‬عليه‭ ‬بالكامل‭ ‬في‭ ‬سوريا‭. ‬

وقالت‭ ‬رئيسة‭ ‬المفوضية‭ ‬الأوروبية‭ ‬أورسولا‭ ‬فون‭ ‬دير‭ ‬لايين‭ ‬إنه‭ ‬ينبغي‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬‮«‬تكثيف‮»‬‭ ‬علاقاته‭ ‬مع‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام‭ ‬معتبرة‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وحلفاءه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمكنهم‭ ‬السماح‭ ‬بعودة‮»‬‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬في‭ ‬سوريا‭. ‬

وخلال‭ ‬لقائه‭ ‬دبلوماسيين‭ ‬بريطانيين‭ ‬في‭ ‬دمشق،‭ ‬أشار‭ ‬أحمد‭ ‬الشرع‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬ضرورة‭ ‬عودة‭ ‬العلاقات‮»‬،‭ ‬مؤكدا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬‮«‬أهمية‭ ‬إنهاء‭ ‬كافة‭ ‬العقوبات‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬سوريا‭ ‬حتى‭ ‬يعود‭ ‬النازحون‭ ‬السوريون‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬بلادهم‮»‬‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا