العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

الرسالة الملكية.. إلى سوريا العربية

تمثل‭ ‬الرسالة‭ ‬الملكية‭ ‬التي‭ ‬بعث‭ ‬بها‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬رئيس‭ ‬الدورة‭ ‬الحالية‭ ‬للقمة‭ ‬العربية‭.. ‬إلى‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬لفرقة‭ ‬التنسيق‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬سوريا‭.. ‬عين‭ ‬الحكمة،‭ ‬والمسؤولية‭ ‬الرفيعة،‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬وسيادة‭ ‬سوريا‭ ‬وشعبها،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الانتماء‭ ‬العروبي‭ ‬لها،‭ ‬وترسيخ‭ ‬عودتها‭ ‬إلى‭ ‬الحضن‭ ‬العربي‭.‬

هي‭ ‬أول‭ ‬رسالة‭ ‬عربية‭ ‬رسمية‭ ‬ومعلنة،‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬الجمهورية‭ ‬السورية‭ ‬العربية‭ ‬الشقيقة،‭ ‬لتقول‭ ‬لهم‭ ‬جميعا‭: ((‬نحن‭ ‬معكم‭.. ‬نساندكم‭ ‬وندعمكم‭.. ‬ونؤكد‭ ‬على‭ ‬سيادة‭ ‬الجمهورية‭ ‬السورية‭ ‬واستقرارها،‭ ‬وسلامة‭ ‬ووحدة‭ ‬اراضيها،‭ ‬وتحقيق‭ ‬تطلعات‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬الشقيق‭)).‬

الرسالة‭ ‬الملكية‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭ ‬العربية‭.. ‬أكدت‭ ‬وأعلنت‭ ‬استعداد‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لمواصلة‭ ‬التشاور‭ ‬والتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الجمهورية‭ ‬السورية‭ ‬الشقيقة،‭ ‬ودعم‭ ‬المنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬لتحقيق‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬صالح‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬الشقيق،‭ ‬مع‭ ‬تطلع‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لاستعادة‭ ‬الجمهورية‭ ‬العربية‭ ‬السورية‭ ‬دورها‭ ‬الأصيل‭ ‬ضمن‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬

وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬السياسة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الحكيمة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬أيده‭ ‬الله،‭ ‬ظلت‭ ‬السفارة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬دمشق،‭ ‬تمارس‭ ‬عملها‭ ‬ومهامها،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬التطورات‭ ‬والمستجدات‭ ‬والتحديات‭.. ‬في‭ ‬موقف‭ ‬بحريني‭ ‬حكيم،‭ ‬وتضامن‭ ‬عربي‭ ‬أصيل،‭ ‬لقي‭ ‬الإشادة‭ ‬والتقدير‭ ‬من‭ ‬رئاسة‭ ‬إدارة‭ ‬الشؤون‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬للسفير‭ ‬البحريني‭ ‬‮«‬وحيد‭ ‬سيار‮»‬‭ ‬والسفراء‭ ‬العرب‭ ‬المقيمين‭ ‬في‭ ‬دمشق‭.‬

وللوقوف‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬حدث‭.. ‬وما‭ ‬يزال‭ ‬يحدث‭.. ‬وما‭ ‬سيحدث‭ ‬في‭ ‬سوريا‭.. ‬كتب‭ ‬الأستاذ‭ ‬‮«‬سليمان‭ ‬جودة‮»‬‭ ‬مقالا‭ ‬حول‭ ‬التطورات‭ ‬الحاصلة،‭ ‬وهو‭ ‬مقال‭ ‬جدير‭ ‬بالقراءة‭ ‬والوقوف‭ ‬عنده،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬كثرة‭ ‬التحليلات‭ ‬والتصريحات‭ ‬حول‭ ‬الشأن‭ ‬السوري،‭ ‬حاضرا‭ ‬ومستقبلا‭.‬

حيث‭ ‬كتب‭ ‬قائلا‭: ‬يبدو‭ ‬الزلزال‭ ‬السوري‭ ‬مثل‭ ‬لوحة‭ ‬فنية‭ ‬تراها‭ ‬أوضح‭ ‬كلما‭ ‬ابتعدت‭ ‬عنها،‭ ‬وتفهم‭ ‬جوانب‭ ‬جديدة‭ ‬فيها‭ ‬كلما‭ ‬تأملتها‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬منها‭.. ‬وكلما‭ ‬مضى‭ ‬يوم‭ ‬جديد‭ ‬على‭ ‬الزلزال،‭ ‬أدركنا‭ ‬حجم‭ ‬ما‭ ‬جرى‭.. ‬وإذا‭ ‬شئت‭ ‬قلت‭ ‬‮«‬هول‮»‬‭ ‬ما‭ ‬جرى‭.. ‬ولأننا‭ ‬لا‭ ‬نزال‭ ‬في‭ ‬القلب‭ ‬مما‭ ‬حدث‭.. ‬فربما‭ ‬لا‭ ‬نرى‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬حجمه‭ ‬الحقيقي‭.‬

وما‭ ‬تشهده‭ ‬سوريا‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬دوائر‭ ‬تأثيره‭ ‬عند‭ ‬حدودها،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الطوفان‭ ‬الذى‭ ‬ضربها‭ ‬بسقوط‭ ‬نظام‭ ‬حكم‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينحسر‭ ‬عند‭ ‬شواطئها،‭ ‬وما‭ ‬وقع‭ ‬فيها‭ ‬هو‭ ‬بحجم‭ ‬زلزال‭ ‬فعلًا،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬يرسل‭ ‬لنا‭ ‬بالأسئلة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تعثر‭ ‬لها‭ ‬وأنت‭ ‬تتابع‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬إجابة‭.‬

تساؤلات‭ ‬عديدة‭.. ‬تسد‭ ‬الأفق‭ ‬بلا‭ ‬إجابة‭ ‬واضحة‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬منها،‭ ‬وأسئلة‭ ‬مُعلّقة‭ ‬في‭ ‬السماء‭ ‬بغير‭ ‬أن‭ ‬يتبين‭ ‬لنا‭ ‬شيء‭ ‬عما‭ ‬وراءها‭ ‬من‭ ‬حيرة‭.. ‬ومن‭ ‬شك‭.. ‬ومن‭ ‬ريبة‭.. ‬ولا‭ ‬مبالغة‭ ‬في‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬مساحة‭ ‬سوريا‭ ‬بكاملها‭ ‬على‭ ‬الخريطة‭ ‬هي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬علامة‭ ‬استفهام‭ ‬كبرى‭!‬

لذلك‭ ‬نقول،‭ ‬وبكل‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭.. ‬أن‭ ‬الرسالة‭ ‬الملكية‭ ‬التي‭ ‬بعثها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬رئيس‭ ‬الدورة‭ ‬الحالية‭ ‬للقمة‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬جمهورية‭ ‬سوريا‭ ‬العربية‭ ‬الشقيقة‭.. ‬تمثل‭ ‬المسار‭ ‬العربي‭ ‬الحكيم‭ ‬والسليم،‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬سوريا‭.. ‬الوطن،‭ ‬والأرض،‭ ‬والشعب،‭ ‬والمستقبل‭.. ‬وهي‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬الثاقبة‭ ‬التي‭ ‬يشغلها‭ ‬دائما‭.. ‬كل‭ ‬الشأن‭ ‬العربي‭.. ‬وكل‭ ‬الشأن‭ ‬السوري‭.. ‬من‭ ‬أجل‭ ‬سوريا‭ ‬والسوريين‭ ‬الأشقاء‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا