العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

البحث عن المعتقلين في السجون مستمر بعد سقوط الأسد

الثلاثاء ١٠ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

دمشق‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬تتواصل‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬عمليات‭ ‬بحث‭ ‬مكثّفة‭ ‬عن‭ ‬معتقلين‭ ‬في‭ ‬زنزانات‭ ‬تحت‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬سجن‭ ‬صيدنايا،‭ ‬أكبر‭ ‬السجون‭ ‬السورية‭ ‬الذي‭ ‬تفيد‭ ‬منظمات‭ ‬غير‭ ‬حكومية‭ ‬بتعرّض‭ ‬المساجين‭ ‬فيه‭ ‬للتعذيب،‭ ‬بينما‭ ‬تستمرّ‭ ‬الاحتفالات‭ ‬في‭ ‬دمشق‭ ‬بسقوط‭ ‬حكم‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬هجوم‭ ‬خاطف‭ ‬نفّذته‭ ‬فصائل‭ ‬المعارضة‭. ‬وغداة‭ ‬نقطة‭ ‬تحوّل‭ ‬تاريخية‭ ‬مع‭ ‬انتهاء‭ ‬حكم‭ ‬عائلة‭ ‬الأسد‭ ‬الذي‭ ‬امتدّ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬أرسلت‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬الخوذ‭ ‬البيضاء‮»‬‭ ‬فرق‭ ‬طوارئ‭ ‬إلى‭ ‬سجن‭ ‬صيدنايا‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬ثلاثين‭ ‬كيلومترا‭ ‬من‭ ‬دمشق،‭ ‬‮«‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬أقبية‭ ‬سرية‭ ‬داخله‭ ‬يُتوقع‭ ‬وجود‭ ‬معتقلين‭ ‬فيها‮»‬‭. ‬

وقالت‭ ‬المنظمة‭ ‬إنّ‭ ‬الوحدات‭ ‬التي‭ ‬أرسلتها‭ ‬‮«‬تضم‭ ‬فريق‭ ‬بحث‭ ‬وإنقاذ‭ ‬وفريقاً‭ ‬لنقب‭ ‬الجدران‭ ‬وفريقاً‭ ‬لفتح‭ ‬الأبواب‭ ‬الحديدية‭ ‬وفريق‭ ‬كلاب‭ ‬مدربة،‭ ‬وفريق‭ ‬إسعاف‮»‬‭. ‬على‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬تداول‭ ‬سوريون‭ ‬صور‭ ‬سجناء‭ ‬أُطلق‭ ‬سراحهم‭ ‬خلال‭ ‬تقدّم‭ ‬المعارضة،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعرّف‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬جهد‭ ‬جماعي‭ ‬للمّ‭ ‬شمل‭ ‬العائلات‭. ‬وأطلق‭ ‬آخرون،‭ ‬مثل‭ ‬فدوى‭ ‬محمود‭ ‬التي‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬زوجها‭ ‬وابنها،‭ ‬نداءات‭ ‬للعثور‭ ‬على‭ ‬أقاربهم‭ ‬المفقودين‭. ‬وفي‭ ‬منشور‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬كتبت‭ ‬محمود‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬معتقلة‭ ‬سابقة‭ ‬أيضا‭: ‬‮«‬أين‭ ‬أنتما‭ ‬يا‭ ‬ماهر‭ ‬وعبدالعزيز،‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬كي‭ ‬أسمع‭ ‬عنكما‮»‬‭. ‬

في‭ ‬وسط‭ ‬دمشق،‭ ‬استمرّ‭ ‬السوريون‭ ‬في‭ ‬التدفّق‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬الأمويين‭ ‬بعد‭ ‬رفع‭ ‬حظر‭ ‬التجوّل‭ ‬الليلي‭ ‬الذي‭ ‬فرضته‭ ‬فصائل‭ ‬المعارضة‭ ‬بقيادة‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام،‭ ‬بعد‭ ‬سيطرتها‭ ‬على‭ ‬العاصمة‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭. ‬وقالت‭ ‬ريم‭ ‬رمضان‭ (‬49‭ ‬عاما‭) ‬وهي‭ ‬موظفة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬من‭ ‬ساحة‭ ‬الأمويين‭: ‬‮«‬شعورنا‭ ‬لا‭ ‬يوصف‭ ‬لأننا‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬نتخيّل‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬أن‭ ‬نتخلّص‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الكابوس،‭ ‬نشعر‭ ‬أنّنا‭ ‬ولدنا‭ ‬من‭ ‬جديد‮»‬‭. ‬

وعلى‭ ‬وقع‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬احتفالا‭ ‬وأصوات‭ ‬أبواق‭ ‬السيارات،‭ ‬أضافت‭ ‬رمضان‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭: ‬‮«‬على‭ ‬مدى‭ ‬55‭ ‬عاما،‭ ‬كنّا‭ ‬نخاف‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬أي‭ ‬كلمة‭.. ‬حتى‭ ‬في‭ ‬البيت،‭ ‬كنّا‭ ‬نخفض‭ ‬صوتنا‭ ‬إذا‭ ‬أردنا‭ ‬التحدّث‭ ‬عنه‭ (‬الأسد‭)‬،‭ ‬كنّا‭ ‬نقول‭ ‬إنّ‭ ‬الجدران‭ ‬لها‭ ‬أذنان‭. ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تصديق‭ ‬ما‭ ‬حصل،‭ ‬هل‭ ‬يا‭ ‬ترى‭ ‬هذا‭ ‬حلم؟‮»‬‭. ‬ذكرت‭ ‬وكالات‭ ‬أنباء‭ ‬روسية‭ ‬أن‭ ‬الأسد‭ ‬الذي‭ ‬حكم‭ ‬سوريا‭ ‬بيد‭ ‬من‭ ‬حديد‭ ‬طيلة‭ ‬24‭ ‬عاما،‭ ‬اتجه‭ ‬إلى‭ ‬موسكو‭ ‬مع‭ ‬عائلته‭ ‬بعد‭ ‬فراره‭ ‬من‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الهجوم‭ ‬الخاطف‭ ‬الذي‭ ‬بدأته‭ ‬فصائل‭ ‬المعارضة‭ ‬بقيادة‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬نوفمبر‭. ‬

في‭ ‬حلب‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬سوريا،‭ ‬استؤنفت‭ ‬الحياة‭ ‬تحت‭ ‬حكم‭ ‬‮«‬حكومة‭ ‬الإنقاذ‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تمّ‭ ‬تشكيلها‭ ‬في‭ ‬إدلب‭ (‬شمال‭ ‬غرب‭) ‬معقل‭ ‬الفصائل‭ ‬المعارضة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017‭. ‬سيطرت‭ ‬الفصائل‭ ‬بداية‭ ‬على‭ ‬حلب،‭ ‬ثاني‭ ‬مدن‭ ‬البلاد،‭ ‬باستثناء‭ ‬أحياء‭ ‬ذات‭ ‬غالبية‭ ‬كردية‭ ‬يسيطر‭ ‬عليها‭ ‬مقاتلون‭ ‬أكراد‭ ‬منذ‭ ‬أعوام‭. ‬وقالت‭ ‬ديسبينا‭ ‬بيدوري‭ (‬61‭ ‬عاما‭): ‬‮«‬عادت‭ ‬المياه‭ ‬والكهرباء‮»‬،‭ ‬مضيفة‭: ‬‮«‬أصبح‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬الآن‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الخبز‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬شباب‭ ‬بتوزيعه‮»‬‭. ‬

في‭ ‬دمشق،‭ ‬أعيد‭ ‬أمس‭ ‬الاثنين‭ ‬فتح‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬المتاجر،‭ ‬حيث‭ ‬أُغلقت‭ ‬المؤسسات‭ ‬العامة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المدارس‭. ‬وشاهد‭ ‬مراسل‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬مقاتلي‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام‭ ‬ينتشرون‭ ‬حول‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬السوري‭. ‬وكان‭ ‬الدخان‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يتصاعد‭ ‬من‭ ‬وسط‭ ‬المدينة‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬أجهزة‭ ‬الأمن،‭ ‬والذي‭ ‬أُضرمت‭ ‬فيه‭ ‬النيران‭ ‬الأحد‭. ‬وفي‭ ‬اليوم‭ ‬السابق،‭ ‬اقتحم‭ ‬متظاهرون‭ ‬مواقع‭ ‬رمزية‭ ‬لحكم‭ ‬الأسد،‭ ‬كما‭ ‬تعرّض‭ ‬مقر‭ ‬إقامته‭ ‬للنهب‭ ‬وأُتى‭ ‬حريق‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬القصر‭ ‬الرئاسي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا