العدد : ١٧٠٨٠ - الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٠ - الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الثقافي

ضمن فعالياتها الثقافية:
أسرة الأدباء والكتاب تستضيف الشاعر الدكتور طلال الجنيبي

السبت ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

متابعة‭: ‬المحرر‭ ‬الثقافي

 

أقامت‭ ‬مساء‭ ‬الأحد‭ ‬الماضي‭ ‬الموافق‭ ‬24‭ ‬نوفمبر2024‭ ‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب‭ ‬أمسية‭ ‬شعرية‭ ‬للإماراتي‭ ‬الدكتور‭ ‬الشاعر‭ ‬طلال‭ ‬الجنيبي‭ ‬الذي‭ ‬قدمته‭ ‬الشاعرة‭ ‬نادية‭ ‬الملاح‭.‬

وفي‭ ‬بداية‭ ‬الأمسية‭ ‬قال‭ ‬الجنيبي‭: ‬‮«‬يطيب‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬حاضرا‭ ‬بين‭ ‬الأحبة‭ ‬في‭ ‬بحرين‭ ‬الوفاء‭ ‬قادما‭ ‬من‭ ‬إمارات‭ ‬الكرامة‭ ‬ملبيا‭ ‬لدعوة‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬أسرة‭ ‬أدباء‭ ‬وكتاب‭ ‬البحرين‭ ‬‮«‬عبور‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬عنوان‭ ‬أمسيتي‭ ‬الليلة،‭ ‬التي‭ ‬أتمنى‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أن‭ ‬تنال‭ ‬قصائدي‭ ‬قبول‭ ‬الحاضرين‭ ‬وتعكس‭ ‬ملامح‭ ‬تجربتي‭ ‬الشعرية‮»‬‭.‬

 

وكعادته‭ ‬الجنيبي‭ ‬حينما‭ ‬يصعد‭ ‬المنصة‭ ‬يمتلك‭ ‬قلوب‭ ‬الحضور‭ ‬بما‭ ‬حباه‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬مفردة‭ ‬شعرية‭ ‬ذات‭ ‬اتصال‭ ‬روحي‭ ‬وفكر‭ ‬بلاغي‭ ‬يستضيف‭ ‬المرء‭ ‬قبل‭ ‬استضافة‭ ‬المكان‭. ‬يسافر‭ ‬بمفردته‭ ‬الشعرية‭ ‬عبر‭ ‬بلدان‭ ‬الدنيا،‭ ‬تاركاً‭ ‬لغتها‭ ‬الجمالية‭ ‬وبعدها‭ ‬المتصل‭ ‬بالروح،‭ ‬كنبض‭ ‬لا‭ ‬يهدأ‭ ‬ولا‭ ‬يغادر‭ ‬الروح‭ ‬الا‭- ‬وسر‭ ‬البوح‭ ‬يسبقه‭ ‬بالتألق‭.‬

وبفضاء‭ ‬زايد‭ ‬الذي‭ ‬اعتاد‭ ‬عليه‭ ‬الشاعر‭ ‬ان‭ ‬يتقدمه‭ ‬كقوله‭ ‬من‭ ‬قصيدة‭ ‬‮«‬فضاء‭ ‬زايد‮»‬‭:‬

إلى‭ ‬الفضاء‭ ‬ستنقل‭ ‬الأحلاما

إلى‭ ‬ارتياد‭ ‬يقتضيك‭ ‬لزاما

إلى‭ ‬ارتقاء‭ ‬لا‭ ‬يقاس‭ ‬بغيره

حتى‭ ‬يزيدك‭ ‬رفعة‭ ‬ومقاما

من‭ ‬هنا‭ ‬انطلق‭ ‬الجنيبي‭ ‬ليرسم‭ ‬للوطن‭ ‬ومؤسسه‭ ‬الأول‭ ‬صورة‭ ‬لا‭ ‬تغادر‭ ‬القلب،‭ ‬تنطوي‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬وطنه‭ ‬الإمارات‭ ‬ورجالاته‭.‬

وعبر‭ ‬ظل‭ ‬زايد‭ ‬سافر‭ ‬الشاعر‭ ‬الجنيبي‭ ‬عبر‭ ‬إلقاء‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القصائد،‭ ‬منها‭ ‬الغزلية‭ ‬ومنها‭ ‬ذات‭ ‬الحكمة‭ ‬والبعد‭ ‬الفلسفي،‭ ‬ومنها‭ ‬في‭ ‬حب‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬وكان‭ ‬التنغيم‭ ‬صور‭ ‬الجنيبي‭ ‬التي‭ ‬تدخل‭ ‬بسحرها‭ ‬الشعري‭ ‬في‭ ‬مدائن‭ ‬الروح‭ ‬والجمال‭. ‬

ومن‭ ‬مثل‭ ‬الشعر‭ ‬ذاكرة‭ ‬التاريخ‭ ‬والسفير‭ ‬العربي‭ ‬الذي‭ ‬ترك‭ ‬لنا‭ ‬صحوة‭ ‬سكنت‭ ‬نفوسنا،‭ ‬فحمّلتنا‭ ‬أمانة‭ ‬اللغة‭ ‬وبلاغتها،‭ ‬ولم‭ ‬تتركنا‭ ‬لفضاء‭ ‬الصحراء‭ ‬دون‭ ‬وعي‭ ‬من‭ ‬صهيل‭ ‬الحصان‭ ‬العربي‭.‬

فالريح‭ ‬رغم‭ ‬تقلبها،‭ ‬هي‭ ‬الذاكرة‭ ‬التي‭ ‬تتجوسق‭ ‬في‭ ‬القلب‭ ‬كلما‭ ‬مرّ‭ ‬بها‭ ‬الزمان‭ ‬اشتدت‭ ‬في‭ ‬خضرتها‭ ‬واصرت‭ ‬على‭ ‬ولادة‭ ‬جديدة‭ ‬تكون‭ ‬لأولنا‭ ‬خطوة‭ ‬ولآخرنا‭ ‬صحوة،‭ ‬والصحوة‭ ‬في‭ ‬كلتا‭ ‬الحالتين‭ ‬هي‭ ‬بناء‭ ‬مشيّد‭ ‬بالحلم‭ ‬والإصرار،‭ ‬فنسكنه‭ ‬دون‭ ‬خوف‭ ‬ودون‭ ‬رهبة‭ ‬من‭ ‬أحد،‭ ‬كونه‭ ‬البيت‭ ‬الذي‭ ‬عرفه‭ ‬الإنسان‭ ‬العربي،‭ ‬فتمسك‭ ‬به‭ ‬وأنجب‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬حملوا‭ ‬الرسائل‭ ‬للآخرين‭.‬

كلُّ‭ ‬هذا‭ ‬يجتمع‭ ‬في‭ ‬فن‭ ‬الشعر،‭ ‬ودونه‭ ‬لا‭ ‬يبقى‭ ‬للحب‭ ‬معنى‭ ‬وللجمال‭ ‬التفاتة،‭ ‬فالشعر‭ ‬هو‭ ‬الأول‭ ‬وهو‭ ‬الأمثل‭ ‬الذي‭ ‬مثل‭ ‬حضارتنا‭ ‬العربية،‭ ‬عبر‭ ‬نهج‭ ‬تاريخها‭ ‬القديم‭ ‬والمعاصر‭.‬

فلا‭ ‬رسالة‭ ‬تصلنا‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يوقظ‭ ‬الشعر‭ ‬ذاكرتنا‭ ‬بالصحوة‭ ‬التي‭ ‬وأن‭ ‬غيبت‭ ‬اعادها‭ ‬الشعر‭ ‬لنا‭ ‬فارساً‭ ‬يجوب‭ ‬بلدان‭ ‬الدنيا‭.‬

ولم‭ ‬ينفك‭ ‬الشعر‭ ‬عن‭ ‬فضاء‭ ‬الجنيبي،‭ ‬لأنه‭ ‬الغاية‭ ‬التي‭ ‬منها‭ ‬انطلقت‭ ‬قريحته،‭ ‬ودون‭ ‬ذلك‭ ‬يبقى‭ ‬الحب‭ ‬خاويا‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬سيد‭ ‬القصيدة‭ ‬في‭ ‬النغم‭ ‬الفني‭ ‬لدى‭ ‬الشاعر‭ ‬طلال‭ ‬الجنيبي‭.‬

والجميل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الليلة‭ ‬هم‭ ‬الحضور‭ ‬الذي‭ ‬ظل‭ ‬مشدوداً‭ ‬مشنف‭ ‬الأذان،‭ ‬في‭ ‬أمسية‭ ‬ترك‭ ‬الحب‭ ‬فيها‭ ‬فرحا‭ ‬وحلما‭ ‬أطلق‭ ‬للحمام‭ ‬لغته‭ ‬الأخرى‭.‬

فالحكاية‭ ‬في‭ ‬نص‭ ‬الجنيبي،‭ ‬حكاية‭ ‬متصلة‭ ‬بالروح‭ ‬اولاً،‭ ‬كونها‭ ‬تسكن‭ ‬وطناً‭ ‬لا‭ ‬يغادره‭ ‬الشعر‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يطبع‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬ذاكرته،‭ ‬ما‭ ‬تسمو‭ ‬به‭ ‬القصيدة‭ ‬وما‭ ‬يؤسسه‭ ‬التاريخ‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‭ ‬من‭ ‬حب‭ ‬لا‭ ‬يغادر‭ ‬مكان‭ ‬ولادته،‭ ‬ولا‭ ‬يتركنا‭ ‬للوحشة‭.‬

كون‭ ‬القصيدة‭ ‬هي‭ ‬اللغة‭ ‬التي‭ ‬عشقها‭ ‬طلال،‭ ‬فاصر‭ ‬على‭ ‬تدليلها،‭ ‬والبوح‭ ‬عبر‭ ‬مشاعرها،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تغيبه‭ ‬السنوات‭ ‬أو‭ ‬تستوحشه‭ ‬الظلمة،‭ ‬فالحكاية‭ ‬كم‭ ‬أكد‭ ‬عليها‭ ‬طلال،‭ ‬هي‭ ‬الحكاية‭ ‬في‭ ‬دلال‭ ‬النص‭ ‬الشعري‭ ‬وهي‭ ‬بحجم‭ ‬وطنه‭ ‬الإمارات‭.‬

ولم‭ ‬تكن‭ ‬الثيمة‭ ‬التي‭ ‬عرف‭ ‬بها‭ ‬الجنيبي‭ ‬‮«‬التوقيع‭ ‬الصوتي‮»‬‭ ‬إلا‭ ‬لحن‭ ‬يترك‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬المستمع‭ ‬اشتعالات‭ ‬أخرى‭ ‬لحكايات‭ ‬النص،‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬المشجب‭ ‬لقلب‭ ‬طلال،‭ ‬ورسالة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬الحلم‭ ‬والواقع‭ ‬في‭ ‬صدر‭ ‬وإحساس‭ ‬الشاعر‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا