العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

مقالات

البحرين.. جسر حيوي بين الشرق والغرب لتعزيز مكانتها في الجنوب العالمي

بقلم: رجل الأعمال المهندس إسماعيل الصراف

الأحد ١٧ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

تسعى‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬ترسيخ‭ ‬مكانتها‭ ‬كقوة‭ ‬اقتصادية‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الروابط‭ ‬التجارية‭ ‬والخدماتية‭ ‬بين‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب،‭ ‬مستفيدة‭ ‬من‭ ‬موقعها‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الذي‭ ‬يجعلها‭ ‬مؤهلة‭ ‬لتكون‭ ‬جسرًا‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬قارات‭ ‬متعددة‭ ‬وأسواق‭ ‬متنوعة‭. ‬ومع‭ ‬تطلع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬العالمي‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬تمتلك‭ ‬البحرين‭ ‬فرصة‭ ‬تاريخية‭ ‬لتكون‭ ‬مركزاً‭ ‬محورياً‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬تلك‭ ‬الطموحات،‭ ‬تماماً‭ ‬كما‭ ‬يفعل‭ ‬بعض‭ ‬جيرانها‭ ‬الإقليميين‭.‬

وتسهم‭ ‬مذكرات‭ ‬التفاهم‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬التي‭ ‬تبرمها‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬مكانتها‭ ‬كجسر‭ ‬اقتصادي‭ ‬وثقافي‭ ‬بين‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب‭. ‬وهذه‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬تمكن‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬الشراكات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬متعددة‭ ‬تشمل‭ ‬التجارة،‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية،‭ ‬والتعليم،‭ ‬والابتكار،‭ ‬ما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬اقتصاد‭ ‬متنوع‭ ‬ومستدام‭. ‬وكلما‭ ‬زادت‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬توقيع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬اقتربت‭ ‬خطوة‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬رؤيتها‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬محوراً‭ ‬للترابط‭ ‬الدولي‭ ‬بين‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭.‬

ويمكن‭ ‬للبحرين‭ ‬تعزيز‭ ‬دورها‭ ‬كجسر‭ ‬عالمي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالنقل‭ ‬والشحن‭ ‬والموانئ‭ ‬لتكون‭ ‬مجهزة‭ ‬لاستيعاب‭ ‬الزيادة‭ ‬المحتملة‭ ‬في‭ ‬تدفقات‭ ‬التجارة‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تحديث‭ ‬مرافق‭ ‬الموانئ‭ ‬والمطارات‭ ‬وتبني‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتقدمة‭ ‬يمكن‭ ‬للبحرين‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬وجهة‭ ‬رئيسية‭ ‬للأنشطة‭ ‬اللوجستية،‭ ‬ما‭ ‬يسهل‭ ‬عملية‭ ‬النقل‭ ‬والشحن‭ ‬بين‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب‭. ‬ومن‭ ‬المهم‭ ‬أيضاً‭ ‬توفير‭ ‬بيئة‭ ‬عمل‭ ‬جذابة‭ ‬للاستثمارات‭ ‬الأجنبية،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬تقنيات‭ ‬حديثة‭ ‬وخبرات‭ ‬عالمية‭. ‬ويمكن‭ ‬للحكومة‭ ‬تقديم‭ ‬حوافز‭ ‬ضريبية‭ ‬ومزايا‭ ‬للمستثمرين‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الحرة‭ ‬بهدف‭ ‬استقطاب‭ ‬الشركات‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬الآسيوية‭ ‬والأوروبية‭.‬

تحقيق‭ ‬دور‭ ‬البحرين‭ ‬كجسر‭ ‬بين‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب‭ ‬يتطلب‭ ‬أيضاً‭ ‬وجود‭ ‬كوادر‭ ‬مؤهلة‭ ‬ومبتكرة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬السوق‭ ‬الدولي؛‭ ‬لذلك‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬تطوير‭ ‬برامج‭ ‬تدريبية‭ ‬وتعاونات‭ ‬مع‭ ‬مؤسسات‭ ‬تعليمية‭ ‬عالمية‭ ‬لضمان‭ ‬تأهيل‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬البحرينية‭ ‬بشكل‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬متطلبات‭ ‬السوق،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬واللوجستيات‭. ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬للبحرين‭ ‬توسيع‭ ‬شبكة‭ ‬علاقاتها‭ ‬التجارية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توقيع‭ ‬مذكرات‭ ‬تفاهم‭ ‬واتفاقيات‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬نامية‭ ‬وصاعدة‭ ‬في‭ ‬آسيا‭ ‬وإفريقيا‭ ‬وأمريكا‭ ‬اللاتينية‭. ‬وهذه‭ ‬الشراكات‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬البحرين‭ ‬كمركز‭ ‬للتبادل‭ ‬التجاري‭ ‬وتسهم‭ ‬في‭ ‬تقوية‭ ‬الروابط‭ ‬الاقتصادية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الجنوب‭ ‬العالمي،‭ ‬ما‭ ‬يوفر‭ ‬فرصاً‭ ‬تجارية‭ ‬جديدة‭ ‬ويعزز‭ ‬دورها‭ ‬كحلقة‭ ‬وصل‭ ‬بين‭ ‬الأسواق‭.‬

إن‭ ‬تعزيز‭ ‬قطاع‭ ‬الابتكار‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬يعد‭ ‬عاملاً‭ ‬أساسياً‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭. ‬وفي‭ ‬عالم‭ ‬اليوم،‭ ‬يعتمد‭ ‬النجاح‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬على‭ ‬الابتكار،‭ ‬ولذلك‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تركز‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬قطاع‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الشركات‭ ‬العالمية‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭. ‬ويمكن‭ ‬للبحرين‭ ‬إطلاق‭ ‬مبادرات‭ ‬ومراكز‭ ‬بحثية‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬تقنية‭ ‬رائدة،‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬قدرات‭ ‬الابتكار‭ ‬ويضيف‭ ‬قيمة‭ ‬للاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬ويدعم‭ ‬رؤيتها‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬مركزًا‭ ‬للابتكار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬

وتحت‭ ‬قيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬وبتوجيهات‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬حفظهم‭ ‬الله‭ ‬ورعاهم،‭ ‬تواصل‭ ‬البحرين‭ ‬مسيرتها‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬رؤيتها‭ ‬الطموحة‭ ‬بأن‭ ‬تصبح‭ ‬جسرًا‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬يربط‭ ‬الشرق‭ ‬بالغرب،‭ ‬ويعزز‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العالمية‭. ‬وبفضل‭ ‬التوجيهات‭ ‬الحكيمة‭ ‬لقيادتها،‭ ‬وتبني‭ ‬استراتيجيات‭ ‬مبتكرة‭ ‬واتفاقيات‭ ‬تعاون‭ ‬دولية،‭ ‬تستطيع‭ ‬البحرين‭ ‬تحقيق‭ ‬مستقبل‭ ‬اقتصادي‭ ‬مزدهر‭ ‬ومستدام‭ ‬يعزز‭ ‬منازعتها‭ ‬كمركز‭ ‬إقليمي‭ ‬ودولي‭.‬

ماجستير‭ ‬تنفيذي‭ ‬بالإدارة‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ (‬EMBA‭)‬

عضو‭ ‬بمعهد‭ ‬المهندسين‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬البريطانية‭ ‬العالمية‭ (‬MIET‭)‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا