العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

صناعة الثقافة.. صناعة للسياحة

عندما‭ ‬سأل‭ ‬أحد‭ ‬الصحفيين‭ ‬المخرج‭ ‬العربي‭ ‬الراحل‭ ‬مصطفى‭ ‬العقاد‭: ‬‮«‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬تأت‭ ‬ببطل‭ ‬مسلم‭ ‬ليجسد‭ ‬دور‭ ‬‮«‬عمر‭ ‬المختار‮»‬‭ ‬وأتيت‭ ‬بالنجم‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬أنتوني‭ ‬كوين»؟‭ ‬قال‭ ‬لهم‭: ‬لكي‭ ‬يقتنع‭ ‬الغربيون‭ ‬بقضيتنا‭.. ‬وبالظلم‭ ‬الذي‭ ‬لحق‭ ‬بنا‭.. ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬قضيتنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وجوه‭ ‬يعرفونها‭ ‬ويحبونها‭.. ‬فلا‭ ‬أحد‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬سيشاهد‭ ‬فيلما‭ ‬عن‭ ‬العرب‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬العرب‭.. ‬ولكن‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬نقوم‭ ‬بلفت‭ ‬نظرهم،‭ ‬وحثهم‭ ‬على‭ ‬مشاهدة‭ ‬ما‭ ‬نقدمه‭.. ‬وبالتالي‭ ‬تفهم‭ ‬حقيقتنا‭ ‬ومعرفة‭ ‬قضايانا‭.‬

وأحسب‭ ‬أن‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬المسرح‭ ‬السعودي‭ ‬وموسم‭ ‬الرياض،‭ ‬حينما‭ ‬أرادوا‭ ‬أن‭ ‬يجذبوا‭ ‬السائح‭ ‬والمشاهد‭ ‬الخليجي،‭ ‬قاموا‭ ‬باستضافة‭ ‬المسرح‭ ‬المصري‭ ‬والمسرح‭ ‬الكويتي،‭ ‬ليقدما‭ ‬عروضا‭ ‬مسرحية‭ ‬لجذب‭ ‬الجمهور‭ ‬السعودي،‭ ‬الذي‭ ‬يعرف‭ ‬أسماء‭ ‬الممثلين‭ ‬المصريين‭ ‬والكويتيين،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬إنشاء‭ ‬مشاريع‭ ‬لتدريب‭ ‬وتأهيل‭ ‬الكوادر‭ ‬التمثيلية‭ ‬السعودية‭. ‬

وفي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لدينا‭ ‬تجارب‭ ‬فنية‭ ‬مؤثرة،‭ ‬تلفزيونية‭ ‬وإذاعية‭ ‬ومسرحية،‭ ‬وبعض‭ ‬تجارب‭ ‬سينمائية،‭ ‬بمشاركة‭ ‬فنانين‭ ‬خليجيين‭ ‬ومصريين‭ ‬وعرب‭.. ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬سابقة،‭ ‬كانت‭ ‬الناقلة‭ ‬الوطنية‭ ‬تعرض‭ ‬الفيلم‭ ‬السينمائي‭ ‬البحريني‭ ‬‮«‬طربال‭ ‬رايح‭ ‬جاي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬الفنان‭ ‬خليل‭ ‬الرميثي،‭ ‬والفنان‭ ‬الراحل‭ ‬علي‭ ‬الغرير،‭ ‬والفنان‭ ‬الكوميدي‭ ‬المصري‭ ‬مصطفى‭ ‬أبو‭ ‬سريع‭.. ‬كما‭ ‬تحرص‭ ‬الخطوط‭ ‬الجوية‭ ‬الخليجية‭ ‬على‭ ‬عرض‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬طفاش‮»‬‭ ‬البحريني‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬المسلسلات‭ ‬على‭ ‬شاشات‭ ‬المسافرين‭.‬

مناسبة‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬سبق،‭ ‬أننا‭ ‬شهدنا‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬إقامة‭ ‬مهرجان‭ ‬البحرين‭ ‬السينمائي،‭ ‬ومهرجان‭ ‬البحرين‭ ‬المسرحي‭.. ‬وهناك‭ ‬جهد‭ ‬كبير‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة،‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام‭.‬

تزامن‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬قيام‭ ‬مركز‭ ‬الشيخ‭ ‬إبراهيم‭ ‬بتنظيم‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬الثقافية،‭ ‬واستضافة‭ ‬الإعلامي‭ ‬المصري‭ ‬الشهير‭ ‬‮«‬محمود‭ ‬سعد‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬بادر‭ ‬عبر‭ ‬حساباته‭ ‬ومنصاته‭ ‬الإلكترونية‭ ‬التي‭ ‬تحظى‭ ‬بمتابعة‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬المشاهدين‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي،‭ ‬بنشر‭ ‬وعرض‭ ‬تاريخ‭ ‬وثقافة،‭ ‬وعادات‭ ‬وتقاليد‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭.‬

بجانب‭ ‬معارض‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للفنون،‭ ‬الرئيس‭ ‬الفخري‭ ‬لجمعية‭ ‬البحرين‭ ‬للفنون‭ ‬التشكيلية،‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬البلاد،‭ ‬وقد‭ ‬أصبح‭ ‬اليوم‭ ‬سفير‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬البحريني‭ ‬للعالم،‭ ‬ويحمل‭ ‬راية‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية،‭ ‬ويعكس‭ ‬حضارة‭ ‬ونهضة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المسيرة‭ ‬التنموية‭ ‬الشاملة‭.‬

سيبقى‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬والرعاية‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الفعاليات‭ ‬والمهرجانات‭ ‬أمرا‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬الفن‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أدوات‭ ‬القوة‭ ‬الناعمة،‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬وتؤثر‭ ‬في‭ ‬الوعي‭ ‬العام،‭ ‬وتسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬وترسيخ‭ ‬ما‭ ‬يصبو‭ ‬إليه‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬وتوجهات،‭ ‬واستعراض‭ ‬حجم‭ ‬التقدم‭ ‬والتطور‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭. ‬

في‭ ‬مصر‭ ‬مثلا‭.. ‬يقام‭ ‬مهرجان‭ ‬‮«‬الجونة‮»‬‭ ‬للسينما،‭ ‬وقد‭ ‬أصبح‭ ‬مهرجانا‭ ‬عالميا،‭ ‬يتابعه‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬المشاهدين،‭ ‬وقد‭ ‬تكفل‭ ‬أحد‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬المصريين‭ ‬بدعم‭ ‬ورعاية‭ ‬المهرجان‭ ‬سنويا،‭ ‬إيمانا‭ ‬بدور‭ ‬الفن‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الثقافة،‭ ‬وفي‭ ‬دعم‭ ‬السياحة‭ ‬كذلك،‭ ‬ودور‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬مشاريع‭ ‬الدولة‭.‬

صناعة‭ ‬السينما‭ ‬والمسرح‭ ‬وكافة‭ ‬الفنون‭.. ‬صناعة‭ ‬للثقافة‭ ‬والهوية،‭ ‬وعامل‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬السياحة‭ ‬وجذب‭ ‬السياح‭ ‬والمستثمرين‭.. ‬وفي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ذات‭ ‬التاريخ‭ ‬العريق‭ ‬في‭ ‬التقدم‭ ‬الفني‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الخليجي،‭ ‬لدينا‭ ‬فرص‭ ‬عديدة‭ ‬آن‭ ‬الأوان‭ ‬لتحريكها‭ ‬وإحيائها‭.. ‬والاستفادة‭ ‬منها،‭ ‬والاستثمار‭ ‬فيها‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا