أكدت الدكتورة صفاء العلوي، أمين عام أسرة الأدباء والكتّاب، أن مبادرة "نكتب بالعربية" جاءت كاستجابة طبيعية للهيمنة المتزايدة للغات الأجنبية، خاصة في العالم الرقمي إذ تهدف المبادرة إلى تشجيع الكتاب والمبدعين من الفئة العمرية 13 إلى 18 عامًا على استكشاف جماليات اللغة العربية، مما يسهم في تشكيل جيل جديد من المبدعين.
وأشارت العلوي إلى أن المبادرة تتماشى مع التوجيهات الملكية السامية للاهتمام بالهوية الوطنية، حيث تشكل اللغة العربية جزءًا أساسيًا منها.
وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه اللغة العربية، أوضحت أن العولمة تفتح الأبواب للتبادل الثقافي لكنها تضغط على اللغات المحلية. تشمل هذه التحديات تزايد الاعتماد على اللغات الأجنبية في المؤسسات الأكاديمية، وضعف استخدام الفصحى في الإعلام، وتفضيل الشباب التواصل باللغات الأجنبية. كما أن المحتوى العربي الرقمي لا يزال محدودًا مقارنة بلغات أخرى.
وأكدت العلوي أن الأدباء العرب لعبوا دورًا محوريًا في تطور الرواية، حيث قدّموا تجارب حياتية غنية أثرت في الأدب العالمي، ونجحوا في المزج بين التراث والتجديد، معتمدين على أساليب سردية تناولت قضايا الهوية والحرية.
وفيما يتعلق بكيفية ترك الكتاب الجدد بصمتهم، شددت على أهمية تقديم تجاربهم الشخصية، وتطوير أساليب سرد جديدة، واستغلال المنصات الرقمية للوصول إلى جمهور أوسع. وعن تأثير الترجمات، أكدت أنها وسّعت آفاق القراء، لكنها قد تؤثر على تفضيلاتهم لصالح الأنماط السردية الأجنبية. ومع ذلك، تبقى الترجمة أداة ضرورية لتطوير الأدب العربي بشرط أن تُوازَن بقراءة الأعمال العربية الأصلية. كما تناولت العلوي التقصير الملحوظ في استخدام الفصحى في الفنون، مشيرةً إلى تراجع استخدامها في الأعمال الفنية، و رغم وجود استثناءات، أكدت على ضرورة استخدامها بشكل إبداعي. وفي ختام حديثها، دعت أولياء الأمور إلى أن يكونوا قدوة في حب اللغة العربية، مشددةً على ضرورة غرس حب القراءة والكتابة بالعربية في الأجيال الجديدة، لأن اللغة العربية تحمل جمالًا وروحًا يجب المحافظة عليها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك