العدد : ١٦٨٥١ - الأحد ١٢ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٤ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥١ - الأحد ١٢ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٤ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

أخبار البحرين

«أخبار الخليج» تعايش احتفالات الإيغور بعيد الفطر:
مسلمو الصين.. الصورة الجميلة التي حاول الغرب تشويهها

شينجيانغ‭ - ‬محمد‭ ‬الساعي‭:‬

الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

إقليم «شينجيانغ».. تجربة فريدة تقدمها الصين لتعايش 56 قومية مثل «حبات الرمان»

أمين لجنة الحزب الحاكم: ملف «شينجيانغ» مسألة جوهرية.. وسنتصدى لكل محاولات الإساءة لتجانس القوميات

إمام مسجد عيد كاه: لا تصدقوا كل ما تسمعونه.. فمساجدنا تمولها الحكومة المركزية وحكومة الإقليم


 

في‭ ‬الشمال‭ ‬الغربي‭ ‬للصين،‭ ‬يمتد‭ ‬ذلك‭ ‬الإقليم‭ ‬العريق‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬1‭.‬66‭ ‬مليون‭ ‬كيلومتر‭ ‬مربع‭. ‬ويتميز‭ ‬بأطول‭ ‬خط‭ ‬حدودي‭ ‬بري‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬يمتد‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬5700‭ ‬كيلومتر‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬ثماني‭ ‬دول‭ ‬هي‭ ‬منغوليا‭ ‬وروسيا‭ ‬وكازاخستان‭ ‬وقيرغيزستان‭ ‬وطاجيكستان‭ ‬وأفغانستان‭ ‬وباكستان‭ ‬والهند

منذ‭ ‬العصور‭ ‬القديمة،‭ ‬كان‭ ‬إقليم‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭ ‬ذاتي‭ ‬الحكم،‭ ‬جزءًا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬الصينية‭. ‬وعرفت‭ ‬المنطقة‭ ‬بتعدد‭ ‬الأديان‭ ‬والقوميات‭ ‬والأعراق‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬الى‭ ‬56‭ ‬مجموعة‭ ‬عرقية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الإيغور،‭ ‬والهان،‭ ‬والكازاخ،‭ ‬والمغول،‭ ‬والهوي،‭ ‬والقرغيز،‭ ‬والمانش،‭ ‬وشيبيه،‭ ‬والطاجيك،‭ ‬ودور،‭ ‬والتتار‭ ‬الأوزبكي،‭ ‬والروس‭. ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الأغلبية‭ ‬المسلمة،‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الديانات‭ ‬الأخرى‭ ‬مثل‭ ‬البوذية‭ ‬والطاوية‭ ‬والبروتستانتية‭ ‬والكاثوليكية‭ ‬والكنيسة‭ ‬الأرثوذكسية‭ ‬الشرقية‭.‬

ويشهد‭ ‬التاريخ‭ ‬المعاصر‭ ‬ان‭ ‬منطقة‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭ ‬تعتبر‭ ‬نموذجا‭ ‬للتعايش‭ ‬والوئام‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬القوميات‭ ‬بتجانس‭ ‬ووئام،‭ ‬لتشكل‭ ‬بذلك‭ ‬جزءا‭ ‬متكاملا‭ ‬للحضارة‭ ‬الصينية‭.  ‬ولكن‭.. ‬لم‭ ‬يسلم‭ ‬هذا‭ ‬الإقليم‭ ‬المسالم‭ ‬من‭ ‬المحاولات‭ ‬التخريبية‭ ‬الإرهابية‭ ‬من‭ ‬جانب،‭ ‬والحملات‭ ‬المنظمة‭ ‬لتشويه‭ ‬صورة‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬فيه‭. ‬ومن‭ ‬تلك‭ ‬الحملات‭ ‬هو‭ ‬الترويج‭ ‬لتعرض‭ ‬مسلمي‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭ ‬وخاصة‭ ‬الأيغور‭ ‬للاضطهاد‭ ‬والظلم‭ ‬ومصادرة‭ ‬الحريات‭. ‬وهي‭ ‬حملات‭ ‬شنتها‭ ‬دول‭ ‬ومؤسسات‭ ‬غربية‭ ‬ضد‭ ‬الصين‭. ‬ولكن‭ ‬استطاعت‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭ ‬وبوحدة‭ ‬صفوفها‭ ‬أن‭ ‬تقف‭ ‬أمام‭ ‬تلك‭ ‬المحاولات‭ ‬الإعلامية،‭ ‬وتتغلب‭ ‬على‭ ‬العمليات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬لتبقى‭ ‬اليوم‭ ‬القلب‭ ‬النابض‭ ‬لطريق‭ ‬الحرير‭ ‬والحزام‭.‬

ضمن‭ ‬فعاليات‭ ‬الندوة‭ ‬التي‭ ‬نظمتها‭ ‬الصين‭ ‬لوسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الشريكة‭ ‬في‭ ‬مبادرة‭ ‬الحزام‭ ‬وطريق‭ ‬الحرير‭ ‬التي‭ ‬ضمت‭ ‬مشاركة‭ ‬من‭ ‬21‭ ‬دولة،‭ ‬تجولت‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭ ‬عشرة‭ ‬أيام،‭ ‬وزارت‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬مثل‭ ‬ارومتشي‭ (‬عاصمة‭ ‬الإقليم‭)‬،‭ ‬وكورلا‭ ‬وكاشي،‭ ‬التقت‭ ‬خلالها‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬القيادات‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وزارت‭ ‬مراكز‭ ‬دينية،‭ ‬وعايشت‭ ‬احتفالات‭ ‬المسلمين‭ ‬بعيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك‭. ‬كما‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬ندوات‭ ‬وحلقات‭ ‬نقاشية‭ ‬حول‭ ‬التراث‭ ‬الديني‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬وحرية‭ ‬المعتقدات،‭ ‬ووقفت‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬المتقدمة‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬للسكان‭ ‬المحليين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإقليم‭ ‬ذات‭ ‬الغالبية‭ ‬المسلمة‭.‬

ومن‭ ‬هنا‭ ‬تنطلق‭ ‬الحكاية‭.‬

 

حماية‭ ‬التعدد‭ ‬الثقافي

كيف‭ ‬استطاعت‭ ‬الصين‭ ‬حماية‭ ‬الثقافة‭ ‬التراثية‭ ‬للقوميات‭ ‬في‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬؟‭ ‬سؤال‭ ‬يجيبنا‭ ‬عليه‭ ‬ليو‭ ‬بين،‭ ‬الرئيس‭ ‬الشرفي‭ ‬لاتحاد‭ ‬رابطة‭ ‬التبادل‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭ ‬في‭ ‬ندوة‭ ‬نظمت‭ ‬للإعلاميين،‭ ‬مشيرا‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬المركزية‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬منذ‭ ‬قدم‭ ‬التاريخ‭ ‬تولي‭ ‬اهتمامات‭ ‬خاصة‭ ‬للثقافات‭ ‬القومية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬التنوع‭ ‬الثقافي‭. ‬كما‭ ‬تلتزم‭ ‬الصين‭ ‬بسياسة‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬القوميات‭ ‬من‭ ‬ست‭ ‬نواحي‭ ‬هي‭ ‬التعليم‭ ‬والقوانين‭ ‬وحماية‭ ‬التنوع‭ ‬وانشاء‭ ‬الهيئات‭ ‬المتخصصة‭ ‬والتوعية‭ ‬وتنظيم‭ ‬الفعاليات‭ ‬والأنشطة‭ ‬المعنية‭ ‬بالتنوع‭ ‬الثقافي‭ ‬وحماية‭ ‬التراث‭ ‬المادي‭ ‬وغير‭ ‬المادي‭. ‬وتشمل‭ ‬الإجراءات‭ ‬أيضا‭ ‬حرية‭ ‬استخدام‭ ‬اللغة‭ ‬والممارسات‭ ‬الدينية‭. ‬لذلك‭ ‬هناك‭ ‬حوالي‭ ‬52‭ ‬صحيفة‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭ ‬ناطقة‭ ‬بلغات‭ ‬الأقليات‭ ‬القومية،‭ ‬وهناك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬مكتبة‭ ‬عامة‭ ‬و60‭ ‬متحفا‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬1000‭ ‬مركز‭ ‬ثقافي‭ ‬للسكان‭ ‬المحليين‭. ‬

من‭ ‬جانبه‭ ‬يقول‭ ‬وانغ‭ ‬جيانشيم،‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬اللغات‭ ‬الأجنبية‭ ‬بإقليم‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭ ‬ان‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬تنشر‭ ‬اخبارا‭ ‬ملفقة‭ ‬حول‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬تاريخ‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬التعايش‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الأقليات‭ ‬والاعراق‭. ‬وظهرت‭ ‬محاولات‭ ‬إرهابية‭ ‬وتخريبية‭ ‬اضطرت‭ ‬الحكومة‭ ‬المركزية‭ ‬وحكومة‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬راية‭ ‬القانون‭ ‬لفرض‭ ‬الاستقرار‭ ‬وردع‭ ‬أعمال‭ ‬الشغب‭. ‬لتبقى‭ ‬القوميات‭ ‬المتعددة‭ ‬التي‭ ‬تبلغ‭ ‬56‭ ‬قومية‭ ‬وتعيش‭ ‬كعائلة‭ ‬منسجمة‭ ‬مثل‭ ‬حبات‭ ‬الرمان،‭ ‬وتقدم‭ ‬الصين‭ ‬بذلك‭ ‬تجربة‭ ‬ذكية‭ ‬للعالم‭ ‬بشأن‭ ‬اندماج‭ ‬القوميات‭ ‬وضمان‭ ‬حقوق‭ ‬السكان‭ ‬المحليين‭. ‬كما‭ ‬تتعايش‭ ‬مختلف‭ ‬الأديان‭ ‬مع‭ ‬بعضها‭ ‬بسلام‭ ‬وتمارس‭ ‬أنشطتها‭ ‬الدينية،‭ ‬وتتحدث‭ ‬مختلف‭ ‬الأقليات‭ ‬لغاتها‭ ‬الخاصة‭ ‬مع‭ ‬التشجيع‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬الرموز‭ ‬والتبادل‭ ‬الإنساني‭.‬

انتشار‭ ‬الإسلام

انطلاقا‭ ‬من‭ ‬دراسات‭ ‬امتدت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬عاما،‭ ‬يؤكد‭ ‬المؤرخ‭ ‬ومدير‭ ‬إدارة‭ ‬الدراسات‭ ‬الاجتماعية‭ (‬ما‭ ‬بين‭ ‬يان‭) ‬الذي‭ ‬ألف‭ ‬‮«‬الكتاب‭ ‬الأبيض‮»‬‭ ‬حول‭ ‬تاريخ‭ ‬الأديان‭ ‬والثقافات‭ ‬في‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬محاولات‭ ‬للإساءة‭ ‬إلى‭ ‬سمعة‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬،‭ ‬إلا‭ ‬ان‭ ‬الواقع‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يروج‭ ‬له‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربي‭ ‬لا‭ ‬أساس‭ ‬له،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يفرض‭ ‬عقاب‭ ‬واحد‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬مواطن‭ ‬لأسباب‭ ‬دينية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬حرية‭ ‬المعتقدات‭ ‬مكفولة‭ ‬بشكل‭ ‬يجعل‭ ‬جميع‭ ‬القوميات‭ ‬الـ56‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬تعيش‭ ‬بانسجام‭. ‬

وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬قبل‭ ‬تأسيس‭ ‬جمهورية‭ ‬الصين‭ ‬الشعبية‭ ‬عام‭ ‬1949،‭ ‬ولمئات‭ ‬السنين‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬معارك‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬والأديان‭ ‬والقوميات‭. ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭ ‬والبوذيين‭ ‬لأربعة‭ ‬عقود‭. ‬وبعد‭ ‬تأسيس‭ ‬الجمهورية،‭ ‬تأسست‭ ‬معاني‭ ‬حرية‭ ‬الأديان‭ ‬والمعتقدات‭ ‬لتكون‭ ‬مرتكزا‭ ‬اجتماعيا‭ ‬أساسيا‭. ‬

وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬دخول‭ ‬الإسلام‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬وبداية‭ ‬القرن‭ ‬العاشر،‭ ‬بدأ‭ ‬ينتشر‭ ‬بشكل‭ ‬واسع،‭ ‬حتى‭ ‬بات‭ ‬جميع‭ ‬الأيغور‭ ‬يؤمنون‭ ‬بالإسلام‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬16،‭ ‬وأصبح‭ ‬الإسلام‭ ‬هو‭ ‬الدين‭ ‬الرئيسي‭. ‬وهناك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬24‭ ‬ألفا‭ ‬و300‭ ‬مسجد‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭.‬

وأضاف‭: ‬في‭ ‬الصين‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬دين‭ ‬دولة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬يفرض‭ ‬دين‭ ‬او‭ ‬مذهب‭ ‬معين‭ ‬على‭ ‬أحد،‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬الحرية‭ ‬الحقيقية،‭ ‬حيث‭ ‬تعتبر‭ ‬المعتقدات‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬الخاصة‭ ‬بالأفراد‭. ‬كما‭ ‬يتمتع‭ ‬المسلمون‭ ‬وغيرهم‭ ‬بفرص‭ ‬متساوية‭ ‬في‭ ‬التوظيف،‭ ‬بل‭ ‬توجد‭ ‬سياسة‭ ‬تفضيلية‭ ‬للمسلمين‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المجالات‭ ‬مثل‭ ‬امتحانات‭ ‬القبول‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الجامعات‭ ‬لجذب‭ ‬المميزين‭. ‬لذلك‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬زياراتي‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المسلمة‭ ‬وغير‭ ‬المسلمة‭ ‬يمكنني‭ ‬التأكيد‭ ‬أن‭ ‬وضع‭ ‬حرية‭ ‬المعتقدات‭ ‬في‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬،‭ ‬ليست‭ ‬اقل‭ ‬من‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭. ‬

احتفالات‭ ‬العيد

ضمن‭ ‬جولاتها‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬‮«‬كاشغر‮»‬‭ ‬ذات‭ ‬الأغلبية‭ ‬المسلمة،‭ ‬تواجدت‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الحيوية‭ ‬للمدينة‭ ‬يوم‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬السعيد،‭ ‬وكانت‭ ‬مظاهر‭ ‬الاحتفالات‭ ‬والرقصات‭ ‬التراثية‭ ‬والملابس‭ ‬الشعبية‭ ‬منتشرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬والملفت‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬المحتفلين‭ ‬لا‭ ‬يقتصرون‭ ‬على‭ ‬المسلمين‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬جميع‭ ‬الأديان‭ ‬والقوميات‭ ‬يتشاركون‭ ‬مظاهر‭ ‬الاحتفال‭ ‬في‭ ‬جو‭ ‬اجتماعي‭ ‬بهيج‭.‬

وفي‭ ‬وسط‭ ‬المدينة،‭ ‬يقع‭ ‬مسجد‭ ‬‮«‬عيد‭ ‬كاه‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يرجع‭ ‬تاريخه‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬1442،‭ ‬وبات‭ ‬مقصدا‭ ‬سياحيا‭ ‬مهما‭ ‬وساحة‭ ‬للاحتفالات‭ ‬الدينية،‭ ‬وتقام‭ ‬فيه‭ ‬الصلوات‭ ‬الخمس‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭ ‬إلى‭ ‬جانت‭ ‬صلاة‭ ‬الجمعة‭ ‬وصلاة‭ ‬العيدين‭ ‬وغيرها‭. ‬والملاحظ‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬خطبة‭ ‬الجمعة‭ ‬تكون‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬وتم‭ ‬شرح‭ ‬الأحاديث‭ ‬باللغة‭ ‬الإيغورية‭. ‬

وفي‭ ‬لقاء‭ ‬مع‭ ‬إمام‭ ‬المسجد،‭ ‬أكد‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬صحة‭ ‬تماما‭ ‬لما‭ ‬يروج‭ ‬له‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬إغلاق‭ ‬مساجد‭ ‬أو‭ ‬التضييق‭ ‬على‭ ‬المسلمين،‭ ‬حيث‭ ‬يتمتع‭ ‬الجميع‭ ‬بحرية‭ ‬دينية،‭ ‬بل‭ ‬خصصت‭ ‬الحكومة‭ ‬المركزية‭ ‬وحكومة‭ ‬الإقليم‭ ‬أموالا‭ ‬لتجديد‭ ‬المساجد‭ ‬وصيانتها‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬النائية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مباني‭ ‬جديدة‭ ‬تبنى‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭. ‬

معهد‭ ‬الدراسات‭ ‬الإسلامية

وضمن‭ ‬الفعاليات،‭ ‬زارت‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬معهد‭ ‬الدراسات‭ ‬الإسلامية‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬عشرة‭ ‬معاهد‭ ‬إسلامية‭ ‬في‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬100‭ ‬أكاديمية‭ ‬إسلامية،‭ ‬والتقت‭ ‬مديره‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالرقيب‭ ‬الصيني،‭ ‬الذي‭ ‬أوضح‭ ‬خلال‭ ‬جولة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فرعين‭ ‬أساسيين‭ ‬للمعهد‭ ‬تمولهما‭ ‬الحكومة‭ ‬المركزية‭ ‬وحكومة‭ ‬الإقليم‭ ‬بشكل‭ ‬كامل،‭ ‬ويستوعب‭ ‬المعهد‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬طالب،‭ ‬كما‭ ‬يضم‭ ‬عدة‭ ‬مرافق‭ ‬منها‭ ‬مدرسة‭ ‬إسلامية‭ ‬وصفوف‭ ‬لتدريس‭ ‬القرآن‭ ‬والحديث‭ ‬وتاريخ‭ ‬الإسلام،‭ ‬كما‭ ‬يضم‭ ‬مكتبة‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬45‭ ‬ألف‭ ‬كتاب‭ ‬إسلامي‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬والايغورية،‭ ‬ومكتبة‭ ‬الكترونية‭ ‬تضم‭ ‬49‭ ‬ألف‭ ‬كتاب،‭ ‬ومكتبة‭ ‬متخصصة‭ ‬للمجلات‭ ‬والصحف‭ ‬بمختلف‭ ‬اللغات‭ ‬حول‭ ‬العلوم‭ ‬الإسلامية‭.‬

ووسط‭ ‬ساحة‭ ‬المعهد،‭ ‬يقف‭ ‬مسجد‭ ‬كبير‭ ‬بشموخ‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬1430‭ ‬مترا‭ ‬مربعا،‭ ‬ويستوعب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬مصلٍ‭. ‬وتقام‭ ‬فيه‭ ‬دروس‭ ‬القرآن‭ ‬والصلوات‭ ‬الخمس‭ ‬ومختلف‭ ‬المناسبات‭.‬

وقال‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالرقيب‭: ‬هذا‭ ‬المعهد‭ ‬يدحض‭ ‬جميع‭ ‬الافتراءات‭ ‬التي‭ ‬تقال‭ ‬حول‭ ‬الحريات‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬إحدى‭ ‬المرات‭ ‬زارتنا‭ ‬مسؤولة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬حقوق‭ ‬إنسان‭ ‬دولية‭ ‬واطلعت‭ ‬على‭ ‬الحقيقة،‭ ‬ووعدتنا‭ ‬بأن‭ ‬تبذل‭ ‬قصارى‭ ‬جهدها‭ ‬لنشر‭ ‬الواقع‭. ‬وعندما‭ ‬عادت‭ ‬إلى‭ ‬بلدها‭ ‬اصطدمت‭ ‬بتحديات‭ ‬كثيرة،‭ ‬وقدمت‭ ‬استقالتها‭ ‬احتجاجا‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الافتراءات‭. ‬

وأضاف‭: ‬مما‭ ‬نسمعه‭ ‬مثلا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يسمح‭ ‬بالصيام‭. ‬وأنا‭ ‬حاليا‭ ‬صائم‭ ‬كوننا‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭. ‬وكذلك‭ ‬جميع‭ ‬الطلاب‭ ‬والعاملين‭ ‬المسلمين‭ ‬هنا‭. ‬حيث‭ ‬ان‭ ‬المادة‭ ‬36‭ ‬من‭ ‬دستور‭ ‬الصين‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬حرية‭ ‬المعتقدات،‭ ‬وأن‭ ‬الدولة‭ ‬تحمي‭ ‬حقوقهم‭. ‬وبذلك‭ ‬يتمتع‭ ‬المواطنون‭ ‬الصينيون‭ ‬بحرية‭ ‬اختيار‭ ‬الدين‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬أمرا‭ ‬شخصيا‭. ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬دين‭ ‬او‭ ‬معتقد‭ ‬يتمتع‭ ‬بالمساواة‭ ‬القانونية‭.‬

وبسؤاله‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يسمح‭ ‬للمسلمين‭ ‬باختيار‭ ‬أسماء‭ ‬إسلامية‭ ‬في‭ ‬وثائقهم‭ ‬الرسمية،‭ ‬أكد‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالرقيب‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬مسموح‭ ‬بدليل‭ ‬أنه‭ ‬وأفراد‭ ‬عائلته‭ ‬مسجلون‭ ‬بأسماء‭ ‬إسلامية‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬والايغورية‭.‬

خدمات‭ ‬للسكان‭ ‬المحليين

لا‭ ‬تقتصر‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬ذات‭ ‬الأغلبية‭ ‬المسلمة‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬الدينية،‭ ‬بل‭ ‬تشمل‭ ‬كافة‭ ‬المرافق‭ ‬والاحتياجات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والطبية‭ ‬والتعليمية‭ ‬وغيرها‭. ‬ففي‭ ‬مدينة‭ ‬كاشي‭ ‬مثلا،‭ ‬زرنا‭ ‬المجمع‭ ‬الطبي‭ (‬Second‭ ‬People’s‭ ‬Hospital‭ ‬of‭ ‬Kadhi‭ ‬Prefecture‭)) ‬الذي‭ ‬يقدم‭ ‬كافة‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬للسكان‭ ‬المحليين‭ ‬وللمناطق‭ ‬النائية‭ ‬ذات‭ ‬الأغلبية‭ ‬المسلمة‭. ‬ويتميز‭ ‬هذا‭ ‬المستشفى‭ ‬بمساهمته‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاختراعات‭ ‬الطبية‭ ‬وإشرافه‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬24‭ ‬مركزا‭ ‬وفرعا‭ ‬صحيا‭. ‬كما‭ ‬حقق‭ ‬المستشفى‭ ‬إنجازات‭ ‬إقليمية‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬الأمراض‭ ‬المستعصية،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بتمويل‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬المركزية‭ ‬وحكومة‭ ‬الإقليم‭. ‬وينظم‭ ‬المستشفى‭ ‬زيارات‭ ‬ميدانية‭ ‬للفرق‭ ‬الطبية‭ ‬إلى‭ ‬المناطق‭ ‬النائية‭ ‬يتم‭ ‬خلالها‭ ‬التشخيص‭ ‬والعلاج‭ ‬وإجراء‭ ‬العمليات‭ ‬الجراحية‭. ‬كما‭ ‬يوفر‭ ‬تخصصات‭ ‬دقيقة‭ ‬وعمليات‭ ‬جراحية‭ ‬تعتبر‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭ ‬مثل‭ ‬تصفية‭ ‬الاوعية‭ ‬الدموية‭ ‬وجراحة‭ ‬القلب‭ ‬لحديثي‭ ‬الولادة‭. ‬

والملفت‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬تتحمل‭ ‬هنا‭ ‬95‭%‬‭ ‬من‭ ‬كلفة‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية،‭ ‬و5‭%‬‭ ‬فقط‭ ‬يتحملها‭ ‬المريض‭.‬

ومن‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬للسكان‭ ‬المحليين‭ ‬أيضا،‭ ‬المجمعات‭ ‬السكنية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمتقاعدين‭ ‬وكبار‭ ‬السن‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬الشاغورين،‭ ‬والتي‭ ‬تضم‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬السكن‭ ‬مرافق‭ ‬مختلف‭ ‬وفعاليات‭ ‬وانشطة‭ ‬متنوعة‭. ‬وهناك‭ ‬الخدمات‭ ‬التعليمية‭ ‬المميزة‭ ‬للسكان‭ ‬المحليين‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬رياض‭ ‬الأطفال‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬التعليم‭ ‬الجامعي‭.‬

الحرب‭ ‬المعلوماتية

آلة‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربي‭ ‬ضد‭ ‬الصين‭ ‬كانت‭ ‬محور‭ ‬محاضرة‭ ‬ألقاها‭ (‬جون‭ ‬ليانغ‭) ‬المحاضر‭ ‬بجامعة‭ ‬جينان‭ ‬الصينية‭ ‬بعنوان‭ (‬الحرب‭ ‬المعلوماتية‭ ‬التي‭ ‬شنتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬الصين‭). ‬وأكد‭ ‬ليانغ‭ ‬أنه‭ ‬كثيرا‭ ‬ما‭ ‬تروج‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربية‭ ‬معلومات‭ ‬حول‭ ‬اضطهاد‭ ‬الأقليات‭ ‬وخاصة‭ ‬اليغورين‭. ‬وهناك‭ ‬تعاون‭ ‬وثيق‭ ‬بين‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربي‭ ‬والأمريكي‭ ‬ضد‭ ‬الصين،‭ ‬يوازي‭ ‬التعاون‭ ‬الوثيق‭ ‬ضد‭ ‬الصناعات‭ ‬الصينية‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬تحديا‭ ‬حقيقيا‭ ‬لمنتجات‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭.‬

وأضاف‭: ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬تمارس‭ ‬حربا‭ ‬إعلامية‭ ‬ومعلوماتية‭ ‬بشكل‭ ‬ممنهج‭ ‬لكنه‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭. ‬وتعمد‭ ‬إلى‭ ‬تزييف‭ ‬الحقائق‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استغلال‭ ‬زاوية‭ ‬التصوير‭ ‬والإضاءة‭ ‬والمؤثرات‭ ‬التي‭ ‬تعطي‭ ‬انطباعات‭ ‬سلبية‭. ‬

واستعرض‭ ‬المحاضر‭ ‬نماذج‭ ‬لمقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬نشرتها‭ ‬بعض‭ ‬وسائل‭ ‬الاعلام‭ ‬الغربي‭ ‬وكيف‭ ‬عمدت‭ ‬إلى‭ ‬مؤثرات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والمؤثرات‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬تعطي‭ ‬انطباعا‭ ‬سيئا‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الألوان‭ ‬والصور‭ ‬واستخدام‭ ‬العدسات‭ ‬الحمراء،‭ ‬كما‭ ‬عرض‭ ‬ليانغ‭ ‬الصور‭ ‬الاصلية‭ ‬قبل‭ ‬إدخال‭ ‬هذه‭ ‬المؤثرات‭ ‬عليها‭. ‬

وقال‭: ‬هم‭ ‬لا‭ ‬يريدون‭ ‬صينا‭ ‬حقيقية‭ ‬قوية‭ ‬ومتماسكة،‭ ‬بل‭ ‬هم‭ ‬يعمدون‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الأفعال‭ ‬لأن‭ ‬الصين‭ ‬تتصدر‭ ‬عالميا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬وتحقق‭ ‬تقدما‭ ‬صناعيا‭ ‬مطردا،‭ ‬وتطورات‭ ‬في‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمداد‭ ‬والتجارة،‭ ‬وهم‭ ‬يعتبرون‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يشكل‭ ‬خطرا‭ ‬على‭ ‬مصالحهم‭. ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬يكتفوا‭ ‬بذلك‭ ‬وإنما‭ ‬عمدوا‭ ‬حتى‭ ‬إلى‭ ‬حث‭ ‬بعض‭ ‬القوميات‭ ‬مثل‭ ‬الايغوريين‭ ‬على‭ ‬إثارة‭ ‬أعمال‭ ‬الشغب،‭ ‬ويستغلون‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬بالتحديد‭ ‬للإساءة‭ ‬إلى‭ ‬الصين‭. ‬كما‭ ‬عمدوا‭ ‬إلى‭ ‬تشويه‭ ‬الصورة‭ ‬الجميلة‭ ‬للصين‭ ‬وخاصة‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬،‭ ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬يعمدون‭ ‬إلى‭ ‬ضرب‭ ‬الشركات‭ ‬الصينية‭ ‬ذات‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأخضر‭. ‬وبالتالي‭ ‬أثبت‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربي‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬إعلام‭ ‬ليبرالي‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬بل‭ ‬إعلام‭ ‬يزيف‭ ‬ما‭ ‬يريد‭. ‬

اجتماع‭ ‬مع‭ ‬المسؤولين‭ ‬

من‭ ‬المحطات‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬فيها‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬ضمن‭ ‬ندوة‭ ‬وسائل‭ ‬الاعلام‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الشريكة‭ ‬في‭ ‬مبادرة‭ ‬الحزام‭ ‬وطريق‭ ‬الحرير،‭ ‬كان‭ ‬لقاء‭ ‬مع‭ ‬أمين‭ ‬لجنة‭ ‬الحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬الحاكم‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭ ‬السيد‭ (‬ما‭ ‬شينغروي‭) ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭. ‬وشدد‭ ‬أمين‭ ‬لجنة‭ ‬الحزب‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬حققه‭ ‬إقليم‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬تنموية‭ ‬وتطويرية‭ ‬ملفتة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة‭ ‬بفضل‭ ‬دعم‭ ‬الحكومة‭ ‬المركزية‭ ‬واهتمامات‭ ‬الرئيس‭ ‬الصيني‭ ‬في‭ ‬الإصلاحات،‭ ‬حيث‭ ‬زار‭ ‬الإقليم‭ ‬مرتين‭ ‬خلال‭ ‬العامين‭ ‬الماضيين‭ ‬واكد‭ ‬مسألة‭ ‬مهمة‭ ‬هي‭ ‬تحقيق‭ ‬السعادة‭ ‬للشعب‭ ‬وللقوميات‭ ‬الـ56‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬كون‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭ ‬منطقة‭ ‬ذات‭ ‬قوميات‭ ‬وأديان‭ ‬متعددة‭ ‬تمثل‭ ‬بمجموعها‭ ‬أسرة‭ ‬كبيرة‭ ‬موحدة‭. ‬

وأضاف‭: ‬الرئيس‭ ‬الصيني‭ ‬يعتبر‭ ‬ملف‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭ ‬مسألة‭ ‬جوهرية،‭ ‬وقد‭ ‬وعدتنا‭ ‬الحكومة‭ ‬المركزية‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬560‭ ‬مليار‭ ‬يوان‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التنمية‭ ‬والتطوير‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬الذي‭ ‬يشهد‭ ‬انفتاحا‭ ‬مطردا،‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬السياح‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬165‭ ‬مليون‭ ‬سائح‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭. ‬ويلعب‭ ‬الإقليم‭ ‬دورا‭ ‬اقتصاديا‭ ‬مهما،‭ ‬فمثلا‭ ‬90‭%‬‭ ‬من‭ ‬القطن‭ ‬الصيني‭ ‬يزرع‭ ‬في‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭.‬

وأكد‭ ‬‮«‬ما‭ ‬شينغروي‮»‬‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬المركزية‭ ‬وحكومة‭ ‬الإقليم‭ ‬ستتصدى‭ ‬لكل‭ ‬المحاولات‭ ‬التي‭ ‬تحاول‭ ‬ان‭ ‬تشوه‭ ‬الواقع‭ ‬الجميل‭ ‬للسكان‭ ‬والتجانس‭ ‬القائم‭ ‬بينهم،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الدعاية‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬نشطة‭ ‬ضد‭ ‬الصين،‭ ‬وقال‭: ‬لن‭ ‬نسمح‭ ‬بأي‭ ‬اعمال‭ ‬عنف‭ ‬وتطرف‭ ‬تضر‭ ‬بمصلحة‭ ‬الشعب‭ ‬والسكان‭ ‬المحليين،‭ ‬فمصلحة‭ ‬القوميات‭ ‬هي‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬نركز‭ ‬عليه‭.  ‬

إجراءات‭ ‬محاربة‭ ‬الإرهاب‭ ‬خلقت‭ ‬مشهدا‭ ‬

جديدا‭ ‬في‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭ ‬منذ‭ ‬‮٢٠١٦‬

 

للأسف‭ ‬لم‭ ‬يسلم‭ ‬هذا‭ ‬الإقليم‭ ‬الجميل‭ ‬ذو‭ ‬القوميات‭ ‬المتعددة‭ ‬من‭ ‬العمليات‭ ‬الإرهابية‭ ‬والتخريبية‭ ‬التي‭ ‬هددت‭ ‬السكان‭ ‬المحليين،‭ ‬حيث‭ ‬حاولت‭ ‬قوى‭ ‬إرهابية‭ ‬متطرفة‭ ‬نشر‭ ‬دعوات‭ ‬الانفصال‭ ‬وتأجيج‭ ‬الدعوات‭ ‬العرقية‭ ‬والتحريض‭ ‬الكراهية‭ ‬تحت‭ ‬شعارات‭ ‬مختلفة‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬الوحدة‭ ‬الإسلامية‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬حرضوا‭ ‬المجموعات‭ ‬العرقية‭ ‬المسلمة‭ ‬الناطقة‭ ‬بالتركية‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬تركستان‭ ‬الشرقية‮»‬‭.  ‬ومنذ‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬بدأوا‭ ‬بنشر‭ ‬الإسلام‭ ‬المتطرف‭ ‬واعمال‭ ‬الشغب‭ ‬والعنف‭. ‬

وللأسف‭ ‬شهدت‭ ‬المنطقة‭ ‬انتشارا‭ ‬لأفكار‭ ‬التطرف‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1990‭ ‬حتى‭ ‬2016،‭ ‬حيث‭ ‬شهد‭ ‬الإقليم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬حوادث‭ ‬الشغب‭ ‬وقتل‭ ‬الأبرياء‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬وأعمال‭ ‬التفجير‭ ‬وترويع‭ ‬الآمنين‭ ‬والإرهاب‭ ‬وقتل‭ ‬السفراء‭ ‬ومحاولات‭ ‬تفجير‭ ‬طائرات‭ ‬مدنية،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬للأسف‭ ‬تحت‭ ‬شعارات‭ ‬إسلامية‭. ‬وكان‭ ‬لهذه‭ ‬القوى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬آلاف‭ ‬شخص‭ ‬تم‭ ‬تدريبهم‭ ‬على‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬والشغب‭ ‬وأفكار‭ ‬التطرف‭. ‬

وزيارة‭ ‬واحدة‭ ‬لمعرض‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬ونزع‭ ‬التطرف‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬ارومتشي،‭ ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬يشهد‭ ‬الزائر‭ ‬حجم‭ ‬الكوارث‭ ‬والعمليات‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬هؤلاء‭.‬

وفي‭ ‬محاضرة‭ ‬له‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬ونزع‭ ‬التطرف‮»‬،‭ ‬أكد‭ ‬أستاذ‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬والسياسية‭ (‬لي‭ ‬جيي‭) ‬ان‭ ‬الإرهاب‭ ‬مشكلة‭ ‬تواجه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬ارتفاعا‭ ‬بنسبة‭ ‬22‭%‬‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الموت‭ ‬بسبب‭ ‬عمليات‭ ‬إرهابية‭ ‬عام‭ ‬2023‭. ‬وهناك‭ ‬علاقة‭ ‬بين‭ ‬التطرف‭ ‬الديني‭ ‬والإرهاب،‭ ‬حيث‭ ‬يعتبر‭ ‬الإرهاب‭ ‬أحد‭ ‬الوسائل‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬عليها‭ ‬أفكار‭ ‬التطرف‭ ‬التي‭ ‬تشترك‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬بعدة‭ ‬صفات‭ ‬مشتركة‭ ‬مثل‭ ‬الدعوة‭ ‬لاستخدام‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬المجتمع‭ ‬نحو‭ ‬الدين‭ ‬الذي‭ ‬يريده‭ ‬المتطرفون،‭ ‬واعتبر‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يؤمن‭ ‬بمعتقداتهم‭ ‬كافر‭ ‬وعدو،‭ ‬كما‭ ‬يتم‭ ‬تبرير‭ ‬هذه‭ ‬العمليات‭ ‬بآيات‭ ‬دينية‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬اغلب‭ ‬العمليات‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬مسلمون‭ ‬كانت‭ ‬نتيجة‭ ‬فكر‭ ‬سلفي‭ ‬جهادي‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الجهاد‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بالعنف،‭ ‬لكنهم‭ ‬حولوه‭ ‬الى‭ ‬مصطلح‭ ‬مدمر‭. ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬شهده‭ ‬إقليم‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭ ‬من‭ ‬محاولات‭ ‬انفصالية‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬تأثرت‭ ‬بحرف‭ ‬أفغانستان‭ ‬الأولى،‭ ‬حيث‭ ‬انتشر‭ ‬التطرف‭ ‬الديني‭ ‬بشكل‭ ‬سريع،‭ ‬وما‭ ‬عزز‭ ‬ذلك‭ ‬انتشار‭ ‬ما‭ ‬عرف‭ ‬بالدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬أو‭ ‬داعش‭ ‬خاصة‭ ‬عام‭ ‬2014‭. ‬وبالتالي‭ ‬تحولت‭ ‬تركستان‭ ‬الشرقية‭ ‬الى‭ ‬مصدر‭ ‬للإرهاب‭ ‬الدولي‭.‬

واستمر‭ ‬مسلسل‭ ‬الحوادث‭ ‬بشكل‭ ‬متصاعد‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬حيث‭ ‬عملت‭ ‬حكومة‭ ‬إقليم‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬المركزية‭ ‬على‭ ‬اعتماد‭ ‬خطة‭ ‬شاملة‭ ‬وإجراءات‭ ‬صارمة‭ ‬لحفظ‭ ‬السلام‭ ‬ومكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬العدو‭ ‬المشترك‭ ‬للمجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬ومنع‭ ‬القوى‭ ‬الإرهابية‭ ‬من‭ ‬اعمالها‭ ‬وضمان‭ ‬حياة‭ ‬آمنة‭ ‬للسكان‭ ‬المحليين،‭ ‬وذلك‭ ‬وفقا‭ ‬للقوانين‭ ‬الدولية‭ ‬المعنية‭ ‬بمكافحة‭ ‬الإرهاب‭.‬

وشملت‭ ‬الإجراءات‭ ‬برامج‭ ‬توعوية‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬حول‭ ‬مواجهة‭ ‬التطرف،‭ ‬كما‭ ‬نظمت‭ ‬فعاليات‭ ‬متعددة‭ ‬للسكان‭ ‬المحليين‭ ‬لتعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬بالقوانين،‭ ‬وأقيمت‭ ‬مراكز‭ ‬تدريب‭ ‬وتأهيل‭ ‬متعددة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭. ‬وبذلت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬لتنمية‭ ‬القرى‭ ‬والمناطق‭ ‬النائية‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬بؤرة‭ ‬للإرهابيين‭. ‬

وكان‭ ‬هناك‭ ‬تكاتف‭ ‬وتعاون‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬القوميات‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذا‭ ‬التحدي،‭ ‬ما‭ ‬خلق‭ ‬مشهدا‭ ‬جديدا‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مناطق‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬عم‭ ‬السلام‭ ‬والتكاتف‭ ‬والتآزر‭ ‬والعيش‭ ‬كما‭ ‬يقال‭ ‬مثل‭ ‬حبات‭ ‬الرمان،‭ ‬وبعد‭ ‬الإجراءات‭ ‬الصارمة،‭ ‬لم‭ ‬تقع‭ ‬عمليات‭ ‬إرهابية‭ ‬ذات‭ ‬تهديد‭ ‬حقيقي‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬وشهد‭ ‬الإقليم‭ ‬تطورا‭ ‬اقتصاديا‭ ‬كبيرا،‭ ‬حيث‭ ‬حقق‭ ‬أعلى‭ ‬نسبة‭ ‬نمو‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬بين‭ ‬أقاليم‭ ‬الصين‭. ‬كما‭ ‬شهد‭ ‬ارتقاء‭ ‬بالخدمات‭ ‬العامة‭ ‬والمرافق‭ ‬وتعزيز‭ ‬الحريات‭. ‬وكان‭ ‬للمرأة‭ ‬الإيغورية‭ ‬نصيب‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬بمواقع‭ ‬العمل‭. ‬

 

«شينجيانغ».. المفتاح الذهبي لطريق الحرير والحزام


مبادرة‭ ‬الحزام‭ ‬والطريق‭.. ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بطريق‭ ‬الحرير‭ ‬الجديد،‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬المبادرة‭ ‬الطموحة‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬الرئيس‭ ‬الصيني‭ ‬شي‭ ‬جين‭ ‬بينغ‭ ‬عام‭ ‬2013‭ ‬بهدف‭ ‬تطوير‭ ‬وإنشاء‭ ‬طرق‭ ‬تجارية‭ ‬وممرات‭ ‬اقتصادية‭ ‬تربط‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬وتسهم‭ ‬في‭ ‬توسيع‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬عبر‭ ‬القارات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الطرق‭ ‬البرية‭ ‬والبحرية‭ ‬الاستراتيجية‭. ‬حيث‭ ‬يركز‭ ‬المشروع‭ ‬على‭ ‬تطوير مشاريع‭ ‬النقل‭ ‬والمواصلات‭ ‬البرية‭ ‬والبحرية‭ ‬وإنشاء‭ ‬شبكة‭ ‬من‭ ‬السكك‭ ‬الحديدية‭ ‬وخطوط‭ ‬أنابيب‭ ‬الطاقة‭ ‬والطرق‭ ‬السريعة،‭ ‬واستثمار‭ ‬تطبيقات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الرقمية‭ ‬وغيرها،‭ ‬وذلك‭ ‬استنادا‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬ركائز‭ ‬أبرزها‭: ‬تنسيق‭ ‬السياسات‭ ‬بين‭ ‬الدول،‭ ‬تطوير‭ ‬وربط‭ ‬المرافق،‭ ‬التجارة‭ ‬المتبادلة‭ ‬بدون‭ ‬عوائق،‭ ‬التعاون‭ ‬المالي،‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

ويشير‭ ‬مصطلح‭ (‬الحزام‭) ‬إلى‭ ‬الطرق‭ ‬البرية‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬الصين‭ ‬بأوروبا‭ ‬عبر‭ ‬آسيا‭ ‬الوسطى،‭ ‬وجنوب‭ ‬آسيا،‭ ‬وجنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬تحسين‭ ‬خدمات‭ ‬النقل‭ ‬واللوجستيات،‭ ‬وتشييد‭ ‬شبكات‭ ‬من‭ ‬السكك‭ ‬الحديدية‭ ‬وأنابيب‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬وخطوط‭ ‬الطاقة‭ ‬والإنترنت‭ ‬والبنى‭ ‬التحتية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعزز‭ ‬اتصال‭ ‬الصين‭ ‬بالقارات،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الاستثمارات‭ ‬ويدعم‭ ‬عملية‭ ‬التبادل‭ ‬الثقافي‭ ‬والتعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬المشاركة‭.‬

‭ ‬بينما‭ ‬يشير‭ (‬الطريق‭) ‬ويدعم‭ ‬توسيع‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إنشاء‭ ‬شبكات‭ ‬من‭ ‬الطرق‭ ‬والموانئ‭ ‬البحرية‭ ‬التي‭ ‬تربط الصين بالموانئ‭ ‬الرئيسية‭ ‬عبر‭ ‬آسيا‭ ‬والمحيط‭ ‬الهندي،‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬وأوروبا‭.‬

وإجمالا،‭ ‬تخلد‭ ‬المبادرة‭ ‬ذكرى‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يعرف‭ ‬تاريخيا‭ ‬بطريق‭ ‬الحرير‭ ‬القديم‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يمثل‭ ‬شبكة‭ ‬طرق‭ ‬تجارية‭ ‬تمر‭ ‬عبر‭ ‬جنوب‭ ‬آسيا‭ ‬لتربط‭ ‬الصين‭ ‬بدول‭ ‬جنوب‭ ‬وشرق‭ ‬آسيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬تركيا‭. ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬طرق ماركو‭ ‬بولو وابن‭ ‬بطوطة في‭ ‬الشمال‭ ‬وطرق‭ ‬الرحلات‭ ‬الاستكشافية‭ ‬البحرية لسلالة‭ ‬مينج الأدميرال تشنغ‭ ‬هي‮ ‬في‭ ‬الجنوب‭. ‬

وكل‭ ‬ذلك‭ ‬يجعل‭ ‬مبادرة‭ ‬الحزام‭ ‬والطريق‭ ‬شريانا‭ ‬جديدا‭ ‬للتجارة‭ ‬العالمية‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬ان‭ ‬تحقق‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬

والسؤال‭ ‬هنا‭: ‬ما‭ ‬دور‭ ‬إقليم‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭ ‬في‭ ‬مبادرة‭ ‬الحزام‭ ‬والطريق؟

المفتاح‭ ‬الذهبي

يؤكد‭ ‬وانغ‭ ‬جيانشيم،‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬اللغات‭ ‬الأجنبية‭ ‬بإقليم‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬طريق‭ ‬الحرير‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬رسالة‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭ ‬تمثل‭ ‬المفتاح‭ ‬الذهبي‭ ‬لطريق‭ ‬الحرير‭ ‬والحزام‭. ‬فمن‭ ‬جانب‭ ‬يقع‭ ‬هذا‭ ‬الإقليم‭ ‬المهم‭ ‬في‭ ‬عمق‭ ‬آسيا،‭ ‬ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬تحقق‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭ ‬نتائج‭ ‬ملفتة‭ ‬في‭ ‬الانفتاح‭ ‬والتطور‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬حيث‭ ‬وصل‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬الإقليمي‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬إلى‭ ‬1912.591‭ ‬مليار‭ ‬يوان،‭ ‬بزيادة‭ ‬قدرها‭ ‬6‭.‬8‭%‬‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬سنوي‭. ‬وزادت‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬للصناعات‭ ‬بنسبة‭ ‬6‭.‬4‭%‬،‭ ‬وارتفعت‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬15‭.‬3‭%‬،‭ ‬كما‭ ‬زادت‭ ‬الأصول‭ ‬الثابتة‭ ‬بنسبة‭ ‬12‭.‬4‭%‬‭. ‬ووصل‭ ‬النمو‭ ‬الشامل‭ ‬لتجارة‭ ‬الاستيراد‭ ‬والتصدير‭ ‬إلى‭ ‬45‭.‬9‭%‬،‭ ‬واستقبلت‭ ‬المنطقة‭ ‬265‭ ‬مليون‭ ‬سائح‭ ‬بزيادة‭ ‬117‭%‬،‭ ‬وحققت‭ ‬إيرادات‭ ‬سياحية‭ ‬بلغت‭ ‬296‭.‬715‭ ‬مليار‭ ‬يوان‭. ‬كما‭ ‬ارتفع‭ ‬معدل‭ ‬الدخل‭ ‬للسكان‭ ‬في‭ ‬الأرياف‭ ‬5‭.‬6‭%‬،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يلعب‭ ‬الإقليم‭ ‬دورا‭ ‬اقتصاديا‭ ‬مهما‭. ‬فمثلا‭ ‬90‭%‬‭ ‬من‭ ‬القطن‭ ‬الصيني‭ ‬يزرع‭ ‬في‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭.‬

وتعمل‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬مجموعات‭ ‬صناعية‭ ‬مثل‭ ‬مجمعات‭ ‬الصناعات‭ ‬البترولية‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬والكيماويات،‭ ‬ومجمعات‭ ‬صناعة‭ ‬الصلب‭ ‬والمعادن‭ ‬غير‭ ‬الحديدية،‭ ‬ومجمعات‭ ‬صناعة‭ ‬الطاقة‭ ‬الجديدة‭. ‬وتشهد‭ ‬المنطقة‭ ‬انفتاحا‭ ‬مستمرا،‭ ‬حيث‭ ‬تقوم‭ ‬ببناء‭ ‬مناطق‭ ‬تجارية‭ ‬تجريبية‭ ‬وفقًا‭ ‬لمعايير‭ ‬عالية،‭ ‬وتعزز‭ ‬التعاون‭ ‬الاستثماري‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬في‭ ‬آسيا‭ ‬الوسطى‭. ‬وتستمر‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬إنشاء‭ ‬المحور‭ ‬المركزي‭ ‬لقطارات‭ ‬الشحن‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬وأوروبا‭. ‬وحاليا،‭ ‬تضم‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭ ‬20‭ ‬مطارا‭ ‬دوليا‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬شبكة‭ ‬الموانئ‭ ‬البرية‭ ‬والبحرية‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬شبكة‭ ‬متكاملة‭ ‬للنقل‭.‬

منطقة‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة

منذ‭ ‬القدم،‭ ‬تمثل‭ ‬مدينة‭ ‬كاشي‭ ‬في‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭ ‬نقطة‭ ‬التقاء‭ ‬بين‭ ‬الثقافات‭ ‬الصينية‭ ‬والغربية،‭ ‬وممرا‭ ‬مهما‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬والدول‭ ‬الأخرى‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬طريق‭ ‬الحرير‭. ‬وماتزال‭ ‬تمثل‭ ‬نقطة‭ ‬ارتكاز‭ ‬مهمة‭ ‬للمنطقة‭ ‬الأساسية‭ ‬للحزام‭ ‬الاقتصادي‭ ‬لطريق‭ ‬الحرير‭ ‬والممر‭ ‬الجنوبي،‭ ‬حيث‭ ‬تتمتع‭ ‬بموقع‭ ‬فريد‭ ‬له‭ ‬اتصال‭ ‬مباشر‭ ‬مع‭ ‬ثماني‭ ‬دول‭ ‬عبر‭ ‬خمسة‭ ‬موانئ،‭ ‬وتربط‭ ‬قارتي‭ ‬أوروبا‭ ‬وآسيا‭ ‬بطريق‭ ‬واحد‭. ‬

وفي‭ ‬هذه‭ ‬المدينة‭ ‬تقع‭ ‬منطقة‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬التي‭ ‬أنشئت‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬تتجاوز‭ ‬50‭ ‬كيلومترا‭ ‬مربعا،‭ ‬وتعتبر‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬مناطق‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬في‭ ‬الصين،‭ ‬مما‭ ‬يضاعف‭ ‬أهمية‭ ‬‮«‬شينجيانغ‮»‬‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬ومدينة‭ ‬كاشي‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬كمنطقة‭ ‬جوهرية‭ ‬ونقطة‭ ‬انطلاق‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬مبادرة‭ ‬الحزام‭ ‬والطريق‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬منغوليا‭ ‬وتركيا‭ ‬وأوروبا‭ ‬وروسيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأقصى‭ ‬وآسيا‭ ‬الوسطى‭ ‬وغرب‭ ‬آسيا،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الممر‭ ‬البحري‭ ‬الذي‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬أقصى‭ ‬الشرق‭ ‬وأقصى‭ ‬الغرب‭ ‬وجنوب‭ ‬إفريقيا‭. ‬

وتركز‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬الخدمات‭ ‬اللوجستية‭ ‬والتصنيع‭ ‬والتجارة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭. ‬وقد‭ ‬شهدت‭ ‬خلال‭ ‬العامين‭ ‬الماضيين‭ ‬ارتفاعا‭ ‬ملحوظا‭ ‬في‭ ‬قيمة‭ ‬الجارة‭ ‬من‭ ‬الصادرات‭ ‬والواردات،‭ ‬حيث‭ ‬ارتفعت‭ ‬من‭ ‬3‭.‬71‭ ‬مليارات‭ ‬يوان‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬إلى‭ ‬94‭.‬5‭ ‬مليارا‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬لتؤكد‭ ‬المنطقة‭ ‬أنها‭ ‬مازالت‭ ‬تتحمل‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬التاريخية‭ ‬كنقطة‭ ‬التقاء‭ ‬دولية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬أبعد‭ ‬النقاط،‭ ‬حيث‭ ‬باتت‭ ‬تمثل‭ ‬جسرًا‭ ‬مهمًا‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬آسيا‭ ‬الوسطى‭ ‬وجنوب‭ ‬آسيا،‭ ‬وشكلت‭ ‬منظومة‭ ‬متكاملة‭ ‬وعاملا‭ ‬رئيسيا‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬أهداف‭ ‬‮«‬الحزام‭ ‬والطريق‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا