العدد : ١٧٠٩٥ - السبت ١١ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٩٥ - السبت ١١ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ رجب ١٤٤٦هـ

ألوان

الإسكندرية.. في عيون بحرينية
كتاب جديد للدكتور عماد حمزة يروي فيه ذكرياته عن عروس البحر المتوسط

السبت ١٩ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

صدر‭ ‬حديثا‭ ‬للدكتور‭ ‬عماد‭ ‬يوسف‭ ‬حمزة‭ ‬استشاري‭ ‬طب‭ ‬وجراحة‭ ‬العيون‭ ‬كتاب‭ ‬جديد‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬الإسكندرية‭ ‬في‭ ‬عيون‭ ‬بحرينية‮»‬‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬يروي‭ ‬الدكتور‭ ‬عماد‭ ‬حمزة‭ ‬قصة‭ ‬عشقه‭ ‬وذكرياته‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬عروس‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬التي‭ ‬تلقى‭ ‬فيها‭ ‬تعليمه‭ ‬الجامعي‭ ‬بدراسة‭ ‬الطب‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬ثم‭ ‬نال‭ ‬فيها‭ ‬أيضا‭ ‬درجة‭ ‬الماجستير‭ ‬في‭ ‬اختصاص‭ ‬طب‭ ‬العيون‭.‬

والكتاب‭ ‬سيرة‭ ‬ذاتية‭ ‬وتاريخية‭ ‬للمؤلف‭ ‬ولمدينة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬ذاتها،‭ ‬وقد‭ ‬استطاع‭ ‬فيها‭ ‬الكاتب‭ ‬المزج‭ ‬بأسلوب‭ ‬رشيق‭ ‬وعبارات‭ ‬رقيقة‭ ‬بين‭ ‬ذكرياته‭ ‬وانطباعاته‭ ‬ومشاهداته‭ ‬لكل‭ ‬الأماكن‭ ‬والميادين‭ ‬والشوارع‭ ‬التي‭ ‬عاش‭ ‬فيها‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬عمره،‭ ‬وبين‭ ‬تاريخ‭ ‬مدينة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬التي‭ ‬أسسها‭ ‬القائد‭ ‬الإغريقي‭ ‬التاريخي‭ ‬الشهير‭ ‬الإسكندر‭ ‬الأكبر‭.‬

منذ‭ ‬الصفحات‭ ‬الأولى‭ ‬للكتاب‭ ‬يشعر‭ ‬القارئ‭ ‬أنه‭ ‬أمام‭ ‬رحلة‭ ‬جميلة‭ ‬مليئة‭ ‬بالعواطف‭ ‬والمشاعر‭ ‬الجياشة‭ ‬وذكريات‭ ‬الحنين‭ ‬إلى‭ ‬سنوات‭ ‬زاهية‭ ‬وأوقات‭ ‬رائعة‭ ‬عاشها‭ ‬المؤلف‭ ‬ويفخر‭ ‬بها‭.‬

يؤلف‭ ‬الدكتور‭ ‬عماد‭ ‬حمزة‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬من‭ ‬يحب‭ ‬الإسكندرية‭ ‬يحبها‭ ‬لذاتها،‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬منها،‭ ‬وهي‭ ‬جزء‭ ‬منه،‭ ‬من‭ ‬قلبه‭ ‬ومشاعره‭ ‬وعقله‭. ‬هي‭ ‬مدينة‭ ‬مختلفة‭ ‬يندر‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬لسواها،‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬مقومات‭ ‬الجمال‭ ‬الطبيعي،‭ ‬البحر،‭ ‬ونسيم‭ ‬البحر،‭ ‬الشاطئ،‭ ‬المطر،‭ ‬التاريخ،‭ ‬الموقع‭ ‬العبقري،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يذكرك‭ ‬بها،‭ ‬ولكنها‭ ‬هي‭ ‬الإسكندرية‭ ‬هي‭ ‬السر‭ ‬وهي‭ ‬السحر،‭ ‬فالذي‭ ‬يشدك‭ ‬إليها‭ ‬أنك‭ ‬بها،‭ ‬نعم‭ ‬الإسكندرية‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تفارق‭ ‬نفوس‭ ‬محبيها،‭ ‬فقد‭ ‬سكنت‭ ‬بداخل‭ ‬وجدانهم‭ ‬وعقولهم‭ ‬يعيشون‭ ‬بها‭ ‬وتعيش‭ ‬بهم،‭ ‬الإسكندرية‭ ‬هي‭ ‬مدينة‭ ‬من‭ ‬أحبها‭ ‬لم‭ ‬يعرف‭ ‬طعم‭ ‬مذاقها‭ ‬فهي‭ ‬لا‭ ‬تفارق‭ ‬محبيها‭.‬

وعن‭ ‬سبب‭ ‬اختياره‭ ‬لدراسة‭ ‬الطب‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬يروي‭ ‬الكاتب‭ ‬أن‭ ‬أخاه‭ ‬الأكبر‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬سبقه‭ ‬إلى‭ ‬هناك‭ ‬لدراسة‭ ‬الطب‭ ‬أيضا،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬سببا‭ ‬وحافزا‭ ‬ليذهب‭ ‬إلى‭ ‬الإسكندرية‭ ‬لدراسة‭ ‬الطب‭ ‬فيها‭ ‬بعد‭ ‬إتمام‭ ‬الدراسة‭ ‬الثانوية‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬السبعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭.‬

الكتاب‭ ‬يظهر‭ ‬أن‭ ‬المؤلف‭ ‬ليس‭ ‬مختصا‭ ‬في‭ ‬الطب‭ ‬فقط،‭ ‬لكنه‭ ‬مولع‭ ‬بقراءة‭ ‬الأدب‭ ‬والتاريخ‭ ‬وكل‭ ‬ألوان‭ ‬الثقافة‭ ‬ومتابع‭ ‬جيد‭ ‬لكل‭ ‬إنتاج‭ ‬السينما‭ ‬المصرية،‭ ‬وخاصة‭ ‬أفلام‭ ‬الفترة‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬الأربعينيات‭ ‬حتى‭ ‬الثمانينيات‭ ‬بالذات‭.‬

وعن‭ ‬ذكريات‭ ‬الدكتور‭ ‬عماد‭ ‬حمزة‭ ‬في‭ ‬الإسكندرية‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬حينما‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬الإسكندرية‭ ‬ستراني‭ ‬أتوقف‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬وأكتب‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ركن‭ ‬فيها،‭ ‬فكل‭ ‬شيء‭ ‬بها‭ ‬يستحق‭ ‬التوقف‭ ‬عنده‭ ‬والكتابة‭ ‬عنه‭. ‬أكتب‭ ‬عن‭ ‬الإسكندرية‭ ‬كأني‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬المكان‭ ‬أو‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬فيه،‭ ‬ربما‭ ‬الذي‭ ‬أكتبه‭ ‬عن‭ ‬الإسكندرية‭ ‬ليس‭ ‬مطابقا‭ ‬لصورتها‭ ‬حاليا،‭ ‬ولكني‭ ‬أكتب‭ ‬عن‭ ‬فترة‭ ‬عشتها‭ ‬وارتبطت‭ ‬بإحساسي‭ ‬وذكرياتي‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬الكتاب‭ ‬تجد‭ ‬أيضا‭ ‬رصدا‭ ‬لآراء‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأدباء‭ ‬والفلاسفة‭ ‬والرحالة‭ ‬الذين‭ ‬كتبوا‭ ‬عن‭ ‬الإسكندرية‭ ‬وحظيت‭ ‬بقدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الإعجاب‭ ‬والتقدير‭ ‬لديهم‭.‬

من‭ ‬هؤلاء‭ ‬المؤلف‭ ‬والمؤرخ‭ ‬الألماني‭ ‬‮«‬مانفريد‭ ‬كلاوس‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬وصف‭ ‬الإسكندرية‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬أعظم‭ ‬عواصم‭ ‬العالم‭ ‬القديم‮»‬‭ ‬وهذا‭ ‬عنوان‭ ‬كتابه،‭ ‬حيث‭ ‬ميز‭ ‬الإسكندرية‭ ‬عن‭ ‬سواها‭ ‬بما‭ ‬حققه‭ ‬عصر‭ ‬البطالمة‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬ازدهار‭ ‬ورخاء‭ ‬بفضل‭ ‬العلم‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يشع‭ ‬من‭ ‬مدارسها‭ ‬ومن‭ ‬مكتبتها‭ ‬الشهيرة،‭ ‬ما‭ ‬جعلها‭ ‬قبلة‭ ‬الدارسين‭ ‬والباحثين‭ ‬والعلماء‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭.‬

ولعل‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬المؤرخ‭ ‬اليوناني‭ ‬ديودور‭ ‬الصقلي‭ ‬يصفها‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬هي‭ ‬أكبر‭ ‬مدن‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬قاطبة،‭ ‬أما‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الثراء‭ ‬والجمال‭ ‬والنعيم‭ ‬فهي‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬بلا‭ ‬منازع‮»‬‭.‬

بذل‭ ‬المؤلف‭ ‬جهدا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬التأصيل‭ ‬لأسماء‭ ‬بعض‭ ‬الأحياء‭ ‬والأماكن‭ ‬في‭ ‬الإسكندرية‭ ‬ومن‭ ‬كان‭ ‬وراء‭ ‬بنائها‭ ‬أو‭ ‬تشييدها،‭ ‬وقدم‭ ‬معلومات‭ ‬تاريخية‭ ‬قيمة‭ ‬ربما‭ ‬يتعرف‭ ‬عليها‭ ‬القارئ‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭.‬

من‭ ‬ذلك‭ ‬أصل‭ ‬تسمية‭ ‬الحي‭ ‬الشهير‭ ‬‮«‬الأزاريطة‮»‬‭ ‬بهذا‭ ‬الاسم،‭ ‬والذي‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬كلمة‭ ‬لاتينية‭ ‬هي‭ ‬كلمة‭ ‬لازاريت‭ (‬lazarette‭) ‬وقد‭ ‬أطلق‭ ‬هذا‭ ‬الاسم‭ ‬على‭ ‬أول‭ ‬محجر‭ ‬صحي‭ ‬تم‭ ‬إنشاؤه‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬باشا‭ ‬بعد‭ ‬انتشار‭ ‬مرض‭ ‬الكوليرا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬وموقع‭ ‬المحجر‭ ‬الصحي‭ ‬هو‭ ‬المستشفى‭ ‬الجامعي‭ ‬‮«‬الميري‮»‬‭ ‬وكلمة‭ ‬لازاريت‭ ‬تستخدم‭ ‬بمعنى‭ ‬‮«‬الحجر‭ ‬الصحي‮»‬‭ ‬وكانت‭ ‬تقام‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬المحاجر‭ ‬لعزل‭ ‬المصابين‭.‬

يطوف‭ ‬المؤلف‭ ‬بالقراء‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬الإسكندرية‭ ‬من‭ ‬شرقها‭ ‬إلى‭ ‬غربها‭ ‬وامتدادا‭ ‬إلى‭ ‬محيطها‭ ‬الصحراوي،‭ ‬ويتحدث‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬الأماكن‭ ‬والفنادق‭ ‬والمطاعم‭ ‬الشهيرة‭ ‬التي‭ ‬زارها‭ ‬ويحكي‭ ‬القصص‭ ‬التاريخية‭ ‬لإنشائها،‭ ‬ودور‭ ‬الجاليات‭ ‬اليونانية‭ ‬والإيطالية‭ ‬والفرنسية‭ ‬وغيرها،‭ ‬مما‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الإسكندرية‭ ‬الحديثة،‭ ‬وسيكتشف‭ ‬القارئ‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬الفنادق‭ ‬والعمارات‭ (‬البنايات‭) ‬والميادين‭ ‬قد‭ ‬قام‭ ‬بتصميمها‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬المهندسين‭ ‬في‭ ‬إيطاليا‭ ‬بالذات،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مساجد‭ ‬الإسكندرية‭ ‬الشهيرة‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬مسجد‭ ‬القائد‭ ‬إبراهيم‭ ‬الشهير‭ ‬ذو‭ ‬المئذنة‭ ‬المرتفعة‭ ‬الرشيقة‭ ‬التي‭ ‬تطل‭ ‬على‭ ‬محطة‭ ‬الرمل،‭ ‬والذي‭ ‬أنشئ‭ ‬عام‭ ‬1948‭ ‬في‭ ‬الذكرى‭ ‬المئوية‭ ‬لرحيل‭ ‬القائد‭ ‬إبراهيم‭ ‬باشا‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬مؤسس‭ ‬الإسكندرية‭ ‬الحديثة،‭ ‬حيث‭ ‬صمم‭ ‬هذا‭ ‬الجامع‭ ‬المهندس‭ ‬الإيطالي‭ ‬ماريو‭ ‬روسي‭ ‬فأجاد‭ ‬التصميم‭ ‬وزينه‭ ‬بنقوش‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬العصور‭ ‬الإسلامية‭.‬

ويظهر‭ ‬الكاتب‭ ‬معالم‭ ‬الطابع‭ ‬المتنوع‭ ‬والمنفتح‭ ‬والمتسامح‭ ‬لمدينة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬التي‭ ‬احتضنت‭ ‬واستوعبت‭ ‬كل‭ ‬الثقافات‭ ‬العالمية‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬يقول‭ ‬المؤلف‭: ‬‮«‬للإسكندرية‭ ‬ما‭ ‬يميزها‭ ‬عن‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬مدن‭ ‬العالم‭ ‬منذ‭ ‬نشأتها‭ ‬الأولى،‭ ‬فهي‭ ‬تجذب‭ ‬عشاقها‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬بقاع‭ ‬الأرض‭ ‬وتشدهم‭ ‬إليها،‭ ‬أول‭ ‬هذه‭ ‬الميزات‭ ‬أنها‭ ‬ملتقى‭ ‬الثقافات‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭. ‬والميزة‭ ‬الثانية‭ ‬كونها‭ ‬مدينة‭ ‬عالمية‭ ‬‮«‬كوزموبوليتانية‮»‬‭ ‬فإن‭ ‬شعرت‭ ‬أنك‭ ‬تنتمي‭ ‬إليها‭ ‬بإحساسك‭ ‬لا‭ ‬بلونك‭ ‬أو‭ ‬بعقيدتك‭ ‬أو‭ ‬بجنسك‭ ‬صرت‭ ‬جزءا‭ ‬منها،‭ ‬والميزة‭ ‬الثالثة‭ ‬هي‭ ‬شاطئها،‭ ‬فمنظر‭ ‬بحرها‭ ‬وما‭ ‬يثيره‭ ‬من‭ ‬مشاعر‭ ‬وأحاسيس‭ ‬يزيدك‭ ‬ارتباطا‭ ‬بها‭. ‬هذه‭ ‬ميزات‭ ‬الإسكندرية‭ ‬الثلاث،‭ ‬تنفرد‭ ‬بها‭ ‬وتستطيع‭ ‬أن‭ ‬تنافس‭ ‬بها‭ ‬مدن‭ ‬العالم،‭ ‬وهذه‭ ‬عناصر‭ ‬جمال‭ ‬الإسكندرية،‭ ‬كلما‭ ‬برزت‭ ‬هذه‭ ‬العناصر‭ ‬وزادت‭ ‬صفاء،‭ ‬زاد‭ ‬وهج‭ ‬الإسكندرية‭ ‬وزاد‭ ‬حبك‭ ‬لها‭ ‬وتعلقك‭ ‬بها‭.‬

لقد‭ ‬كانت‭ ‬الإسكندرية‭ ‬عاصمة‭ ‬للعالم‭ ‬القديم،‭ ‬واختلط‭ ‬المصريون‭ ‬واليونانيون‭ ‬والعرب‭ ‬وشعوب‭ ‬أخرى‭ ‬فيها‭ ‬فكانوا‭ ‬شعب‭ ‬الإسكندرية‭.‬

يتحدث‭ ‬المؤلف‭ ‬عن‭ ‬ذكرياته‭ ‬بالتجول‭ ‬في‭ ‬الإسكندرية‭ ‬عبر‭ ‬المترو‭ ‬الشهير‭ ‬الذي‭ ‬يشكل‭ ‬التنقل‭ ‬به‭ ‬متعة‭ ‬فريدة‭ ‬قلما‭ ‬تجدها‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬العالم‭.‬

ويروي‭ ‬قصة‭ ‬إنشاء‭ ‬كورنيش‭ ‬الإسكندرية‭ ‬الشهير‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1934‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الملك‭ ‬فؤاد،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬إسماعيل‭ ‬صدقي‭ ‬باشا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أقنعه‭ ‬بالفكرة‭ ‬المعماري‭ ‬الإيطالي‭ ‬‮«‬دانتيمارو‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬الكورنيش‭ ‬الممتد‭ ‬من‭ ‬قصر‭ ‬المنتزه‭ ‬شرقا‭ ‬إلى‭ ‬قصر‭ ‬رأس‭ ‬التين‭ ‬بحي‭ ‬الجمرك‭ ‬غربا‭ ‬وصار‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬المعالم‭ ‬السياحية‭ ‬بالإسكندرية‭.‬

كتاب‭ ‬الدكتور‭ ‬عماد‭ ‬يوسف‭ ‬حمزة‭ ‬في‭ ‬مجمله‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬رحلة‭ ‬سياحية‭ ‬تاريخية‭ ‬وثقافية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬الإسكندرية‭ ‬حافلة‭ ‬بالذكريات‭ ‬والمشاهدات‭ ‬والمواقف‭ ‬الإنسانية‭ ‬المؤثرة‭ ‬والمعلومات‭ ‬التاريخية‭ ‬والثقافية‭ ‬القيمة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا