العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

مقالات

ماذا تعرف عن فيروس ماربورغ؟

بقلم: د فيصل عبداللطيف الناصر

الجمعة ٠٧ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

لقد‭ ‬حذرت‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬مؤخراً‭ ‬من‭ ‬الانتشار‭ ‬السريع‭ ‬لمرض‭ ‬وخيم‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ (‬تنزانيا‭ ‬وغينيا‭ ‬الاستوائية‭) ‬يسمى‭ ‬حمى‭ ‬ماربورغ‭ ‬النزفية‭ ‬أو‭ ‬MVD‭ ‬ويتسبب‭ ‬في‭ ‬مضاعفات‭ ‬صحية‭ ‬جسيمة،‭ ‬علماً‭ ‬بأن‭ ‬المرض‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬نوع‭ ‬معين‭ ‬من‭ ‬الفيروس‭ ‬ينتشر‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬فهذا‭ ‬المرض‭ ‬يشبه‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‭ ‬مرض‭ ‬الايبولا،‭ ‬فكلاهما‭ ‬لهما‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الانتشار‭ ‬السريع،‭ ‬كما‭ ‬تتشابه‭ ‬فيهما‭ ‬العوارض‭ ‬السريرية‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬اشتراكهما‭ ‬في‭ ‬حدوث‭ ‬معدلات‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الوفيات‭.‬

يرجع‭ ‬مسمى‭ ‬المرض‭ ‬إلى‭ ‬بلدة‭ ‬ماربورغ‭ ‬الألمانية‭ ‬التي‭ ‬انتشر‭ ‬فيها‭ ‬الوباء‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬55‭ ‬عاما‭ (‬سنة‭ ‬1967‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬القرود‭ ‬الإفريقية‭ ‬الخضراء‭ ‬المستوردة‭ ‬من‭ ‬أوغندا‭ ‬مصدراً‭ ‬للعدوى‭ ‬خلال‭ ‬تفشي‭ ‬فيروس‭ ‬ماربورغ‭ ‬الأول‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬أصناف‭ ‬الخفافيش‭ ‬يعتبر‭ ‬الحاضن‭ ‬الرئيسي‭ ‬للفيروس‭ ‬الحالي،‭ ‬ومنه‭ ‬ينتقل‭ ‬إلى‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدم‭ ‬الحامل‭ ‬للفيروس‭ ‬أو‭ ‬إفرازات‭ ‬الجسم‭ ‬الملوثة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الجروح‭ ‬أو‭ ‬الأغشية‭ ‬المخاطية‭ ‬من‭ ‬المصاب‭ ‬إلى‭ ‬الإنسان‭ ‬السليم،‭ ‬كما‭ ‬قد‭ ‬تحدث‭ ‬الإصابة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأسطح‭ ‬والملابس‭ ‬الملوثة‭ ‬بهذه‭ ‬السوائل‭ ‬المحملة‭ ‬بالفيروس‭ ‬وكذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الاتصال‭ ‬الجنسي‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬احتمالات‭ ‬الإصابة‭ ‬بالعدوى‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬أكبر‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬الفئات‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬كمثل‭ ‬الأطباء‭ ‬البيطريين‭ ‬والعاملين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ (‬خلال‭ ‬عنايتهم‭ ‬بمرضى‭ ‬فيروس‭ ‬ماربورغ‭ ‬وعدم‭ ‬التزامهم‭ ‬بإجراءات‭ ‬الوقاية‭ ‬الصارمة‭)‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬بين‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المقابر‭ ‬عند‭ ‬ملامستهم‭ ‬لجثث‭ ‬موتى‭ ‬المرض‭ ‬والعاملين‭ ‬في‭ ‬المختبرات‭ ‬البحثية‭ ‬على‭ ‬القرود‭ ‬والخفافيش،‭ ‬وتتراوح‭ ‬فترة‭ ‬الحضانة‭ ‬بين‭ ‬2‭ ‬و21‭ ‬يومًا‭ (‬وهي‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭ ‬الفاصلة‭ ‬بين‭ ‬الإصابة‭ ‬بالمرض‭ ‬إلى‭ ‬وقت‭ ‬ظهور‭ ‬الأعراض،‭ ‬حيث‭ ‬يظل‭ ‬الشخص‭ ‬معديا‭ ‬طالما‭ ‬كان‭ ‬الفيروس‭ ‬في‭ ‬دمه‭).‬

العوارض‭: ‬

يشكو‭ ‬المصاب‭ ‬من‭ ‬الحمى‭ ‬الشديدة‭ (‬أي‭ ‬ارتفاعا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬الجسم‭) ‬وهذيان‭ ‬وحرقة‭ ‬في‭ ‬البلعوم‭ ‬وآلام‭ ‬في‭ ‬الرأس‭ ‬وجميع‭ ‬أنحاء‭ ‬الجسم‭ ‬وخصوصاً‭ ‬آلاما‭ ‬مبرحة‭ ‬في‭ ‬العضلات‭ ‬وآلاما‭ ‬في‭ ‬البطن‭ ‬تصاحبها‭ ‬تقلصات‭ ‬في‭ ‬الأمعاء،‭ ‬كما‭ ‬يصاب‭ ‬المريض‭ ‬بالغثيان‭ ‬والقيء‭ ‬والإسهال‭ ‬الحاد‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نقص‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬سوائل‭ ‬الجسم‭ ‬فيبدو‭ ‬المريض‭ ‬شاحبا‭ ‬خاملا،‭ ‬وتظهر‭ ‬البثور‭ ‬على‭ ‬الجلد‭ ‬في‭ ‬الصدر‭ ‬والظهر،‭ ‬كما‭ ‬قد‭ ‬يصاب‭ ‬الذكور‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬بالتهاب‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬أو‭ ‬كلتا‭ ‬الخصيتين،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬العرض‭ ‬الأكثر‭ ‬خطورة‭ ‬المهدد‭ ‬لحياة‭ ‬المريض‭ ‬هو‭ ‬الإصابة‭ ‬بنزيف‭ ‬حاد‭ (‬بين‭ ‬اليوم‭ ‬الخامس‭ ‬والسابع‭ ‬من‭ ‬التعرض‭ ‬للمرض‭) ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬الجسم،‭ ‬فقد‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الأنف‭ ‬أو‭ ‬اللثة‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬الجهاز‭ ‬الهضمي،‭ ‬حيث‭ ‬يتقيأ‭ ‬دماً‭ ‬أو‭ ‬ينزف‭ ‬مع‭ ‬الإسهال‭ ‬في‭ ‬البراز،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬قد‭ ‬تصاب‭ ‬بالنزف‭ ‬من‭ ‬المهبل‭. ‬

وقد‭ ‬يتعرض‭ ‬الجهاز‭ ‬العصبي‭ ‬للاختلال‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬استقرار‭ ‬نفسية‭ ‬المصاب‭ ‬وشعوره‭ ‬بالتهيج‭ ‬والعدوانية،‭ ‬ومن‭ ‬مضاعفاته‭ ‬التهاب‭ ‬الكبد‭ ‬والإصابة‭ ‬بأبوصفار‭ ‬والتهاب‭ ‬البنكرياس‭ ‬وخلل‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأعضاء‭ ‬الحيوية‭ ‬ونقص‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬وزن‭ ‬الجسم‭. ‬

وعندما‭ ‬تكون‭ ‬المضاعفات‭ ‬شديدة‭ ‬يتوفى‭ ‬المصاب‭ ‬خلال‭ ‬الأسبوع‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬المرض‭ ‬وتتراوح‭ ‬نسبة‭ ‬الوفيات‭ ‬بين‭ ‬24%‭ ‬و88%‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬المصابة‭. ‬

‭ ‬العلاج‭: ‬

لا‭ ‬يوجد‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬علاج‭ ‬فعال،‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬أية‭ ‬لقاحات‭ ‬لهذا‭ ‬المرض،‭ ‬ولكن‭ ‬الدراسات‭ ‬والأبحاث‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الوقاية‭ ‬واتباع‭ ‬الإرشادات‭ ‬الصحية‭ ‬ومراقبة‭ ‬المرضى‭ ‬المصابين‭ ‬مدة‭ ‬21‭ ‬يومًا‭ ‬وعدم‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬البلدان‭ ‬الموبوءة‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬مناطق‭ ‬الخفافيش‭ ‬تعتبر‭ ‬السبل‭ ‬المثلى‭ ‬للحماية‭ ‬من‭ ‬الاصابة‭ ‬بالمرض‭. ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المصابين‭ ‬فيتم‭ ‬عزلهم‭ ‬وتقديم‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬لهم‭ ‬لمنع‭ ‬وعلاج‭ ‬المضاعفات‭ ‬المرضية،‭ ‬وكما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬كورونا،‭ ‬يتم‭ ‬دفن‭ ‬الموتى‭ ‬بطريقة‭ ‬خاصة‭ ‬لمنع‭ ‬انتشار‭ ‬المرض‭. ‬

كلية‭ ‬طب‭ ‬أمبريل‭ - ‬لندن‭ - ‬رئيس‭ ‬مركز‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬المنزلية

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا