العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

المعارضة من أجل «الأناناس»..!!

في‭ ‬إحدى‭ ‬السنوات‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬بداية‭ ‬المفاوضات‭ ‬لاتفاقية‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬الأمريكية‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬خليجية،‭ ‬وقف‭ ‬نائب‭ ‬في‭ ‬الكونغرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬معارضا‭ ‬الاتفاقية‭ ‬بكل‭ ‬شدة،‭ ‬وحاول‭ ‬أن‭ ‬يجمع‭ ‬الأصوات‭ ‬المعارضة‭ ‬للاتفاقية‭ ‬من‭ ‬زملائه،‭ ‬فتوجه‭ ‬إليه‭ ‬سفير‭ ‬الدولة‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬أمريكا،‭ ‬ليستطلع‭ ‬سبب‭ ‬رفضه‭ ‬وموقفه‭ ‬المتشدد،‭ ‬فهل‭ ‬تعلمون‭ ‬ماذا‭ ‬كان‭ ‬رد‭ ‬البرلماني‭ ‬الأمريكي‭..‬؟؟

قال‭ ‬البرلماني‭ ‬الأمريكي‭ ‬للسفير‭ ‬الخليجي‭: ‬إنني‭ ‬منتخب‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬تشتهر‭ ‬بتصدير‭ ‬‮«‬الأناناس‮»‬،‭ ‬وكل‭ ‬الناخبين‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬زراعة‭ ‬‮«‬الأناناس‮»‬،‭ ‬فلو‭ ‬تمت‭ ‬الاتفاقية‭ ‬وقامت‭ ‬أمريكا‭ ‬باستيراد‭ ‬‮«‬الأناناس‮»‬‭ ‬من‭ ‬بلادكم،‭ ‬وتم‭ ‬بيعه‭ ‬على‭ ‬الأمريكيين‭ ‬بسعر‭ ‬أقل‭ ‬بالتأكيد،‭ ‬فإن‭ ‬الناس‭ ‬هنا‭ ‬سيخسرون‭ ‬تجارتهم‭ ‬وزراعتهم،‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬أدافع‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬الناخبين‭ ‬في‭ ‬ولايتي،‭ ‬وأعارض‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭.‬

ولكن‭ ‬المفاجأة‭ ‬الصادمة‭ ‬كانت‭ ‬حينما‭ ‬قال‭ ‬السفير‭ ‬الخليجي‭ ‬للبرلماني‭ ‬الأمريكي‭: ‬عفوا‭ ‬سعادة‭ ‬النائب،‭ ‬ولكن‭ ‬بلادي‭ ‬لا‭ ‬تزرع‭ ‬‮«‬الأناناس‮»‬‭ ‬أساسا،‭ ‬ولا‭ ‬تصدره‭ ‬ولا‭ ‬تبيعه،‭ ‬فمن‭ ‬أين‭ ‬جئت‭ ‬بهذه‭ ‬المعلومة،‭ ‬والتي‭ ‬على‭ ‬أساسها‭ ‬اتخذت‭ ‬موقفك‭ ‬المعارض؟؟‭ ‬عندها‭ ‬قال‭ ‬البرلماني‭ ‬الأمريكي‭: ‬إنها‭ ‬معلومة‭ ‬وردتني‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬المعارضين‭ ‬في‭ ‬بلادكم،‭ ‬ويبدو‭ ‬أنه‭ ‬كذب‭ ‬علي‭ ‬وخدعني‭.. ‬وبعدها‭ ‬قام‭ ‬البرلماني‭ ‬الأمريكي‭ ‬وغير‭ ‬موقفه،‭ ‬ووافق‭ ‬على‭ ‬الاتفاقية‭.‬

هذا‭ ‬مثال‭ ‬بسيط‭ ‬لما‭ ‬تتخذه‭ ‬بعض‭ ‬الشخصيات‭ ‬والمنظمات‭ ‬الأجنبية‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬ضد‭ ‬بلادنا‭ ‬الخليجية،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تعلم‭ ‬بتفاصيل‭ ‬وحقائق‭ ‬الأمور،‭ ‬وتستند‭ ‬في‭ ‬مواقفها‭ ‬وبياناتها‭ ‬على‭ ‬معلومات‭ ‬مضللة‭ ‬أحادية‭ ‬الجانب،‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬دأبت‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬المغالطات،‭ ‬وإطلاق‭ ‬التصريحات،‭ ‬وإرسال‭ ‬الرسائل‭ ‬الكاذبة‭ ‬إلى‭ ‬دوائر‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬الغربية‭.‬

وبين‭ ‬حين‭ ‬وآخر‭ ‬تطالعنا‭ ‬بعض‭ ‬جهات‭ ‬أجنبية‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬مثلا،‭ ‬بإصدار‭ ‬بياناتها‭ ‬عن‭ ‬الحريات‭ ‬الدينية‭ ‬والشؤون‭ ‬الحقوقية‭ ‬في‭ ‬دولنا‭ ‬الخليجية،‭ ‬وتطلق‭ ‬توصياتها‭ ‬وترفع‭ ‬مطالبها،‭ ‬ولكن‭ ‬الغريب‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬التوصيات‭ ‬أمورا‭ ‬تتعلق‭ ‬مثلا‭ ‬بإصلاح‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬بالذات‭ ‬يشهد‭ ‬تقدما‭ ‬وتطورا‭ ‬وإصلاحا‭ ‬رائدا‭ ‬في‭ ‬دولنا‭ ‬الخليجية،‭ ‬وينال‭ ‬الإشادات‭ ‬في‭ ‬التقارير‭ ‬الدولية،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬أثبتت‭ ‬رغبة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأجانب‭ ‬الحياة‭ ‬والعيش‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬الخليجية‭..!! ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬التوصيات‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬معلومات‭ ‬مضللة،‭ ‬وتقارير‭ ‬غير‭ ‬موضوعية،‭ ‬مما‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬الإساءة‭ ‬والإضرار‭ ‬بالمصالح‭ ‬والعلاقات‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭.‬

المعارضة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬‮«‬الأناناس‮»‬‭.. ‬منهجية‭ ‬متواصلة‭ ‬تمارسها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬والمنظمات‭ ‬ضد‭ ‬دولنا‭ ‬الخليجية،‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تتخلى‭ ‬تلك‭ ‬الجهات‭ ‬عن‭ ‬عقلية‭ ‬‮«‬الأناناس‮»‬‭..!!‬

ثمرة‭ ‬‮«‬الأناناس‮»‬‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬الغذائيّة‭ ‬التي‭ ‬يحتاجها‭ ‬الجسم،‭ ‬كما‭ ‬ينصح‭ ‬بها‭ ‬الأطباء‭ ‬والاختصاصيون‭ ‬للراغبين‭ ‬في‭ ‬إنزال‭ ‬أوزانهم،‭ ‬وتساعد‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬الهضم،‭ ‬وتقوية‭ ‬المناعة،‭ ‬ولكنها‭ ‬بالتأكيد‭ ‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬بتاتا،‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬السياسية‭ ‬بين‭ ‬الدول‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا