العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضـايــا وحـــوادث

وقعوا في شباك المتهم الرئيسي..
براءة 3 عمال من تهمة شراء 8 أطنان حديد وسكراب مسروق

الأحد ٠٥ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

برأت‭ ‬المحكمة‭ ‬الصغرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الخامسة‭ ‬3‭ ‬آسيويين‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬تعيد‭ ‬دمج‭ ‬الخردوات‭ ‬وتصدرها‭ ‬إلى‭ ‬الخارج،‭ ‬من‭ ‬تهمة‭ ‬شراء‭ ‬بضاعة‭ ‬قدرت‭ ‬بحوالي‭ ‬8‭ ‬أطنان‭ ‬تبين‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬البضاعة‭ ‬مسروقة‭.‬

وقالت‭ ‬المحامية‭ ‬الشيخة‭ ‬فاطمة‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬إن‭ ‬موكليها‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬تشتري‭ ‬الخردوات‭ ‬والحديد‭ ‬بجميع‭ ‬أنواعه‭ ‬من‭ ‬السوق‭ ‬المحلي‭ ‬وبعد‭ ‬جرده‭ ‬وفصل‭ ‬مكوناته‭ ‬يتم‭ ‬إعادة‭ ‬تصديره‭ ‬إلى‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭ ‬مجددا،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬أدوار‭ ‬موكليها‭ ‬في‭ ‬الشركة‭ ‬هو‭ ‬إدارة‭ ‬التعاقدات‭ ‬وإتمام‭ ‬عمليات‭ ‬الشراء‭.‬

وقالت‭ ‬إن‭ ‬المتهم‭ ‬الرئيسي‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬سكراب‭ ‬وحضر‭ ‬لموكليها‭ ‬عارضا‭ ‬عليهم‭ ‬بضاعة‭ ‬تقدر‭ ‬بـ‭ ‬8‭ ‬أطنان‭ ‬من‭ ‬الحديد‭ ‬وبعض‭ ‬المقتنيات‭ ‬مؤكدا‭ ‬لهم‭ ‬أنها‭ ‬سكراب‭ ‬وشركته‭ ‬تريد‭ ‬بيعها،‭ ‬فاتخذوا‭ ‬كل‭ ‬الإجراءات‭ ‬المتبعة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الشراء‭ ‬وانتهوا‭ ‬من‭ ‬التعاقد‭ ‬ودفعوا‭ ‬القيمة‭ ‬وبعدها‭ ‬تم‭ ‬دمج‭ ‬تلك‭ ‬المواد‭ ‬في‭ ‬المشتريات‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬بلغت‭ ‬حوالي‭ ‬20‭ ‬طنا‭ ‬وتمت‭ ‬إعادة‭ ‬تصديرها‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬الواقعة‭ ‬بأيام‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬المواد‭ ‬مسروقة‭ ‬وتورط‭ ‬موكليها‭ ‬في‭ ‬تهمة‭ ‬التحصل‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المنقولات‭ ‬من‭ ‬جريمة‭ ‬السرقة‭ ‬والمملوكة‭ ‬لشركة‭ ‬السكراب‭ ‬التي‭ ‬يعمل‭ ‬بها‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬ظرف‭ ‬يحمل‭ ‬على‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بعدم‭ ‬مشروعية‭ ‬مصدرها‭ ‬بأنها‭ ‬كانت‭ ‬جديدة‭ ‬وتم‭ ‬بيعها‭ ‬على‭ ‬محل‭ ‬الخردوات‭ ‬الذين‭ ‬يعلمون‭ ‬به،‭ ‬وتم‭ ‬إحالتهم‭ ‬إلى‭ ‬المحاكمة‭.‬

ودفعت‭ ‬الشيخة‭ ‬فاطمة‭ ‬بعدم‭ ‬قيام‭ ‬المتهمين‭ ‬بأي‭ ‬فعل‭ ‬يعتبر‭ ‬جريمة‭ ‬مؤكدة‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تحميل‭ ‬شخص‭ ‬بعينه‭ ‬واقعة‭ ‬إجرامية‭ ‬مالم‭ ‬ترتبط‭ ‬هذه‭ ‬الواقعة‭ ‬بنشاط‭ ‬ذلك‭ ‬الشخص‭ ‬برابطة‭ ‬السببية،‭ ‬وقالت‭ ‬إن‭ ‬مساءلة‭ ‬الشخص‭ ‬عن‭ ‬واقعة‭ ‬إجرامية‭ ‬بغير‭ ‬قيام‭ ‬هذه‭ ‬الرابطة‭ ‬المادية‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬نشاطه‭ ‬يعني‭ ‬معاقبته‭ ‬عنها‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬تدخل‭ ‬نشاطه‭ ‬في‭ ‬إحداثها،‭ ‬وقالت‭ ‬إن‭ ‬المسؤولية‭ ‬الجنائية‭ ‬تندرج‭ ‬تحت‭ ‬مبدأ‭ ‬المسؤولية‭ ‬الشخصية‭ ‬ويعتبر‭ ‬هذا‭ ‬المبدأ‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬الشرعية‭ ‬الدستورية،‭ ‬ويقتضي‭ ‬هذا‭ ‬المبدأ‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يسأل‭ ‬شخص‭ ‬إلا‭ ‬عن‭ ‬فعله‭ ‬لا‭ ‬عن‭ ‬فعل‭ ‬غيره‭. ‬

وأشارت‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬تنهض‭ ‬المسؤولية‭ ‬الجنائية‭ ‬الا‭ ‬باستكمال‭ ‬النموذج‭ ‬القانوني‭ ‬للجريمة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬أركانها‭ ‬القانونية‭ ‬ولا‭ ‬يعنينا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقام‭ ‬إلا‭ ‬الركن‭ ‬المادي‭ ‬حيث‭ ‬يتكون‭ ‬الركن‭ ‬المادي‭ ‬للجريمة‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬عناصر‭ ‬وهي‭ ‬النشاط‭ ‬الإجرامي‭ ‬ونتيجة‭ ‬ذلك‭ ‬النشاط‭ ‬والعلاقة‭ ‬السببية‭ ‬بين‭ ‬النشاط‭ ‬الإجرامي‭ ‬والنتيجة،‭ ‬أنه‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬وبتطبيق‭ ‬تلك‭ ‬المبادئ‭ ‬على‭ ‬الواقعة‭ ‬فإن‭ ‬المتهمين‭ ‬لم‭ ‬يرتكبوا‭ ‬أي‭ ‬فعل‭ ‬من‭ ‬الأفعال‭ ‬المكونة‭ ‬للجريمة‭ ‬محل‭ ‬الواقعة‭.‬

حيث‭ ‬إن‭ ‬المتهم‭ ‬السادس‭ ‬اتخذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬المطلوبة‭ ‬منه‭ ‬بأن‭ ‬قام‭ ‬بأخذ‭ ‬هوية‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬ورقم‭ ‬هاتفه‭ ‬وبذلك‭ ‬يتبين‭ ‬حسن‭ ‬نيته،‭ ‬والمتهم‭ ‬السابع‭ ‬مجرد‭ ‬محاسب‭ ‬فقط‭ ‬قام‭ ‬بدوره‭ ‬وهو‭ ‬استخراج‭ ‬المبالغ‭ ‬من‭ ‬الخزينة‭ ‬وتدوينها‭ ‬في‭ ‬دفاتره‭ ‬وسجلاته‭ ‬وتسليمها‭ ‬للمتهم‭ ‬السادس‭ ‬حتى‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬استكمال‭ ‬الإجراءات،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬الثامن‭ ‬مجرد‭ ‬عامل‭ ‬قام‭ ‬بعمله‭ ‬أن‭ ‬جلبت‭ ‬بضاعة‭ ‬‭ ‬ولا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬بطريقة‭ ‬جلبها‭- ‬فقام‭ ‬بجردها‭ ‬ووزنها‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬مطلوب‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬اختصاصه‭ ‬السؤال‭ ‬عنها،‭ ‬ولما‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬وكان‭ ‬المبين‭ ‬من‭ ‬الأوراق‭ ‬أن‭ ‬المتهمين‭ ‬لا‭ ‬علم‭ ‬لهم‭ ‬بواقعة‭ ‬السرقة‭ ‬ولما‭ ‬كانت‭ ‬جريمة‭ ‬السرقة‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬العمدية‭ ‬التي‭ ‬يسأل‭ ‬من‭ ‬قصد‭ ‬ارتكابها‭ ‬ومن‭ ‬انتفت‭ ‬عنه‭ ‬هذا‭ ‬القصد‭ ‬تنتفي‭ ‬عنه‭ ‬الجريمة‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يتبين‭ ‬انتفاء‭ ‬صلة‭ ‬المتهمين‭ ‬من‭ ‬السادس‭ ‬حتى‭ ‬الثامن‭ ‬بالفعل‭ ‬الإجرامي‭ ‬الذي‭ ‬حدث‭.‬

كما‭ ‬دفعت‭ ‬الشيخة‭ ‬فاطمة‭ ‬بعدم‭ ‬توافر‭ ‬الدليل‭ ‬على‭ ‬إدانة‭ ‬المتهمين‭ ‬حيث‭ ‬خلت‭ ‬أوراق‭ ‬الدعوى‭ ‬من‭ ‬ثمة‭ ‬دليل‭ ‬ترتكن‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬إدانتهم‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬منسوب‭ ‬إليهم‭ ‬حيث‭ ‬خلت‭ ‬الأوراق‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬دليل‭ ‬فني‭ ‬أو‭ ‬مختبري‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬شهادة‭ ‬شهود‭ ‬تفيد‭ ‬قيام‭ ‬المتهمين‭ ‬بارتكاب‭ ‬الواقعة‭ ‬أو‭ ‬بين‭ ‬أن‭ ‬البضاعة‭ ‬جديدة‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬التحريات‭ ‬وحدها‭ ‬لا‭ ‬تصلح‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬دليلا‭. ‬

ولما‭ ‬كان‭ ‬ما‭ ‬تقدم‭ ‬وكانت‭ ‬الأوراق‭ ‬قد‭ ‬خلت‭ ‬من‭ ‬ثمة‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ارتكاب‭ ‬المتهمين‭ ‬للتهمة‭ ‬المنسوبة‭ ‬إليهم‭ ‬سوى‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬بمحاضر‭ ‬الاستدلال‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المتهمين‭ ‬اتفقوا‭ ‬مع‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬دون‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬قصدهم‭ ‬لارتكاب‭ ‬الجريمة‭ ‬أو‭ ‬علمهم‭ ‬بها‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الارتكان‭ ‬عليها‭ ‬باعتبارها‭ ‬دليلا‭ ‬كونها‭ ‬لا‭ ‬تصلح‭ ‬وحدها‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬قرينة‭ ‬معينة‭ ‬أو‭ ‬دليلا‭ ‬أساسيا‭ ‬على‭ ‬ثبوت‭ ‬الجريمة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا